مطهر الاشموري -
كان الطبيعي بعد محطة 2011م ارتكاز النقد على تموضع الاخوان ربطاً بأفعالهم والقاعدة في الواقع وبتفعيل الواقع.
ومع مرور الزمن كان الطبيعي تركيز النقد على حكومة الوفاق ربطاً بتموضع الاخوان، وبالمقابل فالاتجاه والاصطفاف الآخر ظل في ارتكاز وتركيز حملاته باتجاه الرئيس السابق.
كل ذلك جعل الرئيس التوافقي المنتخب بعيداً من النقد والحملات السياسية والإعلامية وكان مايصيبه مجرد شظايا لا أثر لها ولا تأثير.
من العيب أن يقال أو يصدق القول بأن الرئيس عبد ربه منصور هادي لا علاقة له ولابد في إنهاء تموضع الاخوان والبديل كتموضع للحوثي لأن الأمر لو كان كذلك فإنه لا يصلح لأداء دور رئيس ولا يمكن البقاء لشهر في أداء هذا الدور.
الانتقال من حكومة وفاق ومحاصصة إلى حكومة كفاءات عينها الرئيس نفسه تضعه في المسؤولية المباشرة، ومن ناحية أهم فتمديد الفترة الانتقالية بدون سقف محدد، يظل يفرض الأمر الواقع لبديل الحوثي ليحكم كما أكد د.عبدالكريم الارياني ولكن يقدر من تموضع الاخوان كحكام في التموضع الذي سبقه حين يشارك الرئيس في هذه الحملة، كما د.الارياني ضد تموضع انصارالله فإننا لا ندافع عن هذا التموضع ولا نتمسك به ولكننا نطلب من د.الارياني أو من الرئيس بديلاً في الواقع وللواقع حتى لا يفرض وضع داعش بديلاً كما في العراق.
لم يعد من بدائل لتموضع انصارالله غير بديل»داعش»أو مجلس وحكم عسكري أو بديل الانتخابات، وبالتالي على كل من يتعامل بمسؤولية حقيقية تجاه الواقع أن يكون واضحاً في بديل يقدمه أو بديل يريده طرحه.
ليس اكتشافاً ولا اختراعاً أن يتحدث د.الارياني عن حركة سياسية تريد فرض أهدافها بالقوة فهذا هو وضع اليمن منذ حروب المناطق الوسطى، ولعلنا نذكره بعنوان افتتاحية لـ»الميثاق» بقلمه «من براميل التشطير إلى أوكار التكفير» ولكن أين هو البديل السياسي المدني وذلك ما يعني د.الارياني أو الرئيس تقديمه للواقع.
الأطراف السياسية التي تطرح بديل الدولة والجيش تعرف كبداهة أن محصلة الأفعال والتفعيل تجعل هذا البديل لم يعد قائما أو لم يعد قادراً إلا إذا تراجعنا إلى فترة انتقالية جديدة تكون آلية الحكم خلالها هي آلية الجيش ولنتحول إلى حكم عسكري انتقالي على طريقة مصر بعد 2011م أو 2014م.
بدون هذا فإن على الأحزاب وحتى الأثقال السياسية كما د.الارياني أو بيت الاحمر أن توظف أدوارها لحد أدنى من التوافقات وأن تكف عن هذا العزف النشاز عن دور الدولة، فكيف لمن قصقص أجنحة طير أن يطلب منه أن يطير؟
الأرجح أن أميركا ودولاً خليجية تريد تحويل اليمن إلى ساحة إرهاب وحرب ضد الإرهاب، وكأن كل الضغوط الممارسة إنما هي لإعادة التوازن في اليمن لصالح القاعدة.
الذي يؤكد هذا أن الأحزاب والاثقال السياسية التي تطالب بالدولة المدنية كأنما لاتريد مجرد السماع لكلمة»انتخابات»وكأن كل مايراد من هذه الضغوط هو فرض أو تموضع للقاعدة أو»داعش»في واقع اليمن.. وخوفي أن يصدق الرئيس نظريات وتنظيراً لا واقعية فيه ولا علاقة بواقع اليمن.
مجلس عسكري أو حكم عسكري لفترة انتقالية وبسقف يحدد بكل مساوئه يظل أفضل من بدائل القاعدة أو داعش.. والمفترض من مثل د.الارياني أن يساعد الرئيس لإيصال الواقع إلى انتخابات أو يطرح عليه مفاضلة البدائل بدون مخادعة ببديل الدولة الذي لن يعود إلا من خلال أحد خيارين هما الانتخابات أو مجلس وحكم عسكري.