الميثاق نت -

الإثنين, 15-ديسمبر-2014
«الميثاق»- فيصل الحزمي -
أحدث اشهار الهيئة الوطنية للحفاظ على القوات المسلحة والأمن منتصف الاسبوع الماضي وتدشين انشطة عملها وسط مشاركة وحضور عسكري وأمني ومدني وحقوقي واسع، ردود أفعال مختلفة في الشارع اليمني وعلى المستوى الخارجي، حيث ذهب البعض الى اطلاق الكثير من التأويلات والاجتهادات، مغردين خارج السرب ولم يستشعروا الكارثة التي تلحق بالوطن جراء استمرار التدمير الممنهج لمؤسستي الجيش والأمن..
كما أثار التدشين ايضاًمخاوف لدى من لايزالون ينفذون مؤامرة ضد اليمن، معتبرين ذلك تهديداً لمخططاتهم على الرغم من أنه تم التأكيد أن الهيئة لا تتبع أحداً، إلاّ أن هناك من ذهبوا لاطلاق التهم الكيدية ضد مؤسسيها وخصوصاً من أولئك الذين يطالبون بسرعة بسط هيبة الدولة في البلاد، وفي الوقت ذاته يعملون ضمن مخطط تدمير الجيش والأمن.
واستقبل الشارع اليمني بترحيب كبير لم شمل قيادات وطنية عسكرية ومدنية في هذه المرحلة الحرجة لمواجهة المخاطر المحدقة بالوطن، وبالمقابل ذهب الاخوان والمتاجرون بالأزمة والمستفيدون منها الى اطلاق الاتهامات باطلاً ضد تلك القيادات ومنها زعمهم أن النظام السابق يقف وراء هذا الاجتماع.. وأنه يهدف الى تنفيذ مخططات لا وجود لها إلاّ في عقولهم المريضة.
وازداد تفاعل الشارع اليمني مع الهيئة، خصوصاً بعد تداول صور لقيادات عسكرية وهي تذرف الدموع حزناً على ما تتعرض له المؤسسة العسكرية والأمنية من تصفيات وحرب ابادة وحشية.
وتذكر احصاءات متداولة أن عدد من قتلوا منذ أن تولى الرئيس هادي مقاليد الحكم في البلاد وصل الى قرابة «15» ألف مواطن أغلبهم من الجيش والأمن.. هذا خلافاً لآلاف الجرحى والمعاقين والمسرحين من أعمالهم..
إعلان تدشين هذه الهيئة قوبل بحملة شرسة من قبل قوى الإرهاب والظلام والانقلابيين وأعداء الجيش بدرجة اساسية، وهذا يدحض مزاعم حرصهم على بسط الدولة لهيبتها في البلاد ويؤكد رغبتهم في استمرار سيطرة المليشيات على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات اذا لم يكن ولاء الجيش والأمن لحزبهم..
الجدير بالذكر أن توجيهات رئاسية صدرت الأربعاء للتحقيق مع كوادر في قناة «اليمن» الفضائية الرسمية بسبب بث القناة في نشرتها الرسمية خبر تدشين عمل الهيئة.. فيما امتنعت الصحف الرسمية عن نشر الخبر عدا صحيفة «14 أكتوبر».
هذا وكان اللواء الركن محمد الصوملي أكد في كلمة اللجنة التحضيرية - على حيادية هذا الملتقى وولائه المطلق لدعم الوطن.. والهدف منه إعادة الاعتبار للمؤسسة الدفاعية والأمنية والحفاظ على ماتبقى منها..
وقال الصوملي: «يحدونا الأمل أن تجد دعوتنا دعماً وتجاوباً من شرفاء ومحبي يمن الثاني والعشرين من مايو 1990م وقواته المسلحة والأمن، باعتبار عظمة الشعوب لا تتحقق إلا بعظمة جيوشها ويقظة رجال أمنها لينعم المواطن بحياة مستقرة وآمنة ويتطلع للبناء والتنمية والسير قدماً للأمام.. مشيراً إلى ان ذلك هو التفاؤل الذي تحمله الهيئة على عاتقها.
وأضاف: "إن على الجميع في اليمن تناسي جراحات الماضي وأن يدركوا انهم أبناء اليوم، متطلعين لمستقبل وغد أفضل، مستلهمين تجارب وخبرات اكتسبها قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن من خلال ما يشاد بهم في الميدان وفي المعاهد والمدارس والكليات بمختلف مستوياتها تاركين وراء ظهورهم أية أخطاء أو تجاوزات سببها ظروف المرحلة بما حملته من مماحكات ومناكفات سياسية انتقامية أثرت سلباً على هذه المؤسسة العملاقة نتيجة لما مرت به اليمن من منعطفات خطيرة كادت أن تقضي على الجميع بدون استثناء"..
وقال: «آن الأوان أن نضع ايدينا في أيدي بعض ونرص صفوفنا بهدف مساندة ومساعدة القوات المسلحة والأمن ونعيد لها الاعتبار لتحقيق تلك الأهداف السامية في بناء وطن آمن ومستقر»..
ودعا جميع القوى والمكونات السياسية في اليمن إلى التنفيذ الجاد والصادق لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني باعتباره المرجعية التي أجمع عليها أبناء اليمن بعيداً عن المزايدات والمكايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وتنفيذ اتفاق السلم والشراكة.
وطالب اللواء الركن الصوملي بسرعة إنجاز مسودة الدستور لإجراء الاستفتاء عليه وإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية على ان يحدد كل هذا بخطة مزمنة ترضي وتلبي طموحات أبناء اليمن..
من جانبه عبر رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال اليمن علي بلخدر في كلمة منظمات المجتمع المدني عن استياء منظمات المجتمع المدني الشديد حيال ما تتعرض له مؤسسات الوطن المختلفة ومنها مؤسسة الوطن الكبرى العسكرية والأمنية من تدمير ممنهج بشتى أنواع الاستهداف لكادرها البشري وعتادها العسكري، الأمر الذي يتنافى مع أهداف ومبادئ ثورة «سبتمبر وأكتوبر» والوحدة اليمنية.
وقال: إن منظمات المجتمع المدني في اليمن تتابع وبقلق شديد الأحداث والاضطرابات التي تشهدها الساحة الوطنية للنيل من أهم مكتسبات الشعب اليمني المتمثل بقواته المسلحة والأمن، الأمر الذي يستوجب من الجميع الوقوف بحزم أمام تلك التداعيات التي تنذر بانهيار هذه المؤسسة التي تمثل الرهان الذي يعول عليه أبناء الشعب اليمني في الحفاظ على ماتبقى من مقدرات ومكتسبات ثورتي سبتمبر وأكتوبر و22 مايو 1990م.
وأكد القائمون على الهيئة أن الهيئة مستقلة تطوعية ذات طابع سلمي هدفها الحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية وتحقيق الرقي لمنتسبيها وتعزيز قيم الولاء لله ثم الوطن والحفاظ على مكتسباته.
ودعت الهيئة -في بيانها الصادر عن اجتماعها -كافة شرائح المجتمع اليمني، أحزاباً ومنظمات شبابية ومدنية وإعلامية واجتماعية وعسكرية وأمنية وناشطين، للانضمام إليها والتفاعل مع أنشطتها ليتحقق لهم ومن خلالهم جميع الأهداف الوطنية المرجوة من إنشائها..
وقالت الهيئة: إنه ومن منطلق المطالبات الشعبية والمناشدات، أعلنت إطلاق مشروع الحفاظ على ما تبقى من المؤسسة العسكرية والأمنية وحمايتها من كافة المخاطر المحدقة بها، تحت مظلة الدستور والقانون والإرادة الشعبية..
وبيَّن البيان أن الهيئة تطوعية مستقلة ليست مع أحد ولا ضد أحد، لكنها مع اليمن دون غيره، تجمع ولا تفرق.. تبني ولا تهدم.. منبعها ومرتكزها وأساسها وطني يمني خالص.
وأشار إلى ان استمرار مسلسل تدمير ما تبقى من الأجهزة العسكرية والأمنية سيؤدي إلى انهيار الدولة برمتها، وسيقود إلى صراعات وحروب أهلية لا نهاية لها، وسيفتح المجال أمام التنظيمات الإرهابية لبسط نفوذها في ظل غياب الدولة.
مشدداً في الوقت ذاته على ان اليمن لا يمكن أن تقوم له قائمة في ظل غياب مؤسسة عسكرية وأمنية قوية ومتماسكة..
وتابع البيان: "إن مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا القيام بواجبنا الوطني تجاه ما تتعرض له المؤسسة العسكرية والأمنية من عمليات «استهداف ممنهج» بهدف تدمير قدراتها المعنوية والقتالية وتخريب هياكلها الإدارية والتنظيمية بغية إضعافها وتدمير مقدراتها وصولاً إلى شل حركتها وعجزها عن التصدي لكل الأعمال التي تستهدف أمن اليمن واستقراره ووحدته".
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:44 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41418.htm