الإثنين, 06-أغسطس-2007
الميثاق نت -  فكـــري‮ ‬قاســــم -
لايبدو‮ ‬أن‮ ‬الكتابة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬الناس‮ ‬ومتاعبهم‮ ‬أمر‮ ‬يهم‮ ‬طحاطيح‮ ‬هذا‮ ‬البلد‮..‬
أنا‮ ‬كاتب‮ ‬مُعارض،‮ ‬وهذه‮ ‬صحيفة‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم‮.. ‬فعماذا‮ ‬أكتب؟‮.. ‬أوووه‮ ‬و‮»‬الحنبة‮«!‬
سأكتب‮ ‬عن‮ ‬المؤجر‮.. ‬هذا‮ ‬أحسن‮ ‬حل،‮ ‬سأنتقده‮ ‬للصبح،‮ ‬لكن‮ ‬خسارة،‮ ‬التجار‮ ‬أصحاب‮ ‬العقارات‮ ‬أغلبهم‮ ‬موش‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ »‬هتيفة‮«‬،‮ »‬اقتراع‮«.‬
كما‮ ‬وأعضاء‮ ‬البرلمان‮ ‬هم‮ ‬في‮ ‬الغالب‮ ‬مؤجرون‮ ‬وأصحاب‮ ‬عقارات‮.. ‬لذا‮ ‬فإن‮ ‬قانون‮ ‬تنظيم‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬المؤجر‮ ‬والمستأجر،‮ ‬لم‮ ‬يزل‮ ‬لاعباً‮ ‬احتياطياً‮ ‬في‮ ‬أروقة‮ ‬البرلمان؟‮! ‬يعني‮ ‬اهدرلك‮ ‬اهدر‮.‬
‮^ ‬سأكتب‮ ‬عن‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬نهبوا‮ ‬أراضي‮ ‬وممتلكات‮ ‬الناس‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬وحضرموت‮ ‬والمهرة‮ ‬والحديدة‮ ‬وتعز‮ ‬لكنهم‮- ‬يا‮ ‬سااااتر‮- ‬أصحاب‮ ‬وجاهات‮ ‬ومقرَّبون‮! ‬ولايمكن‮ ‬الكتابة‮ ‬عنهم‮ ‬هُنا‮..‬
^ سأكتب عن معاناة المسرَّحين العسكريين والمتقاعدين الذين »قحطوهم« هكذا دُفعة واحدة (من غير لا إحم ولا دستور) ثم انتبهوا الآن أن ثمة مشكلة حدثت وينبغي معالجتها بحبات اسبرين وكم إبرة مهدئة! و(ياضاك الدُنيا عتسبر)..
سأكتب‮ ‬عن‮ ‬ذلك‮ ‬وأضيف‮ ‬إليه‮ ‬كم‮ ‬سطر‮ ‬عن‮ ‬الحقوق‮ ‬والحريات‮ ‬والمدرعات‮ ‬والرصاص‮ ‬المطاطي‮ ‬ومسيلات‮ ‬الدموع،‮ ‬والسجون‮ ‬التي‮ ‬احتضنت‮ ‬عديد‮ ‬متظاهرين،‮ ‬كأول‮ ‬خطوة‮ ‬من‮ ‬روشتة‮ ‬العلاج‮!!‬
بصدق.. الكتابة تتطلب وضوحاً غزيراً لتحدث أثره، وما أقوم به الآن في صحيفة الحزب الحاكم لايبدو أكثر من كونه حاجة، هكذا من بعيد لا بعيد، وقد تُقبل وقد لاتُقبل، قد تُنشر وقد لاتُنشر.. ويا مخارج الأخجف إذا وَدَّف..
سأكتب‮ ‬عن‮ ‬الشركات‮ ‬الكبيرة‮ ‬إذاً‮.. ‬إنهم‮ ‬يعيشون‮ ‬على‮ ‬تعب‮ ‬وجهد‮ ‬الآخرين،‮ ‬فكرة‮ ‬مناسبة‮ ‬للكتابة‮..‬
لكني‮ ‬تذكرتُ‮ ‬سريعاً‮ ‬أن‮ ‬غالبيتهم‮- ‬أو‮ ‬أغلبهم‮- ‬محوطون‮ ‬ومحروزون‮ ‬بالحصن‮ ‬الحصين‮! ‬والكتابة‮ ‬عنهم‮ ‬تبدو‮ ‬مضيعة‮ ‬للوقت،‮ ‬ولمستقبل‮ ‬أهالي‮ ‬أهلك‮ ‬كمان‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬البلد‮ ‬الأمين‮!‬
أحسن‮ ‬حل‮..‬سأكتب‮ ‬عن‮ ‬أخي‮ ‬الصغير،‮ ‬فهو‮ ‬الوحيد‮ ‬الذي‮ ‬أقدر‮ ‬عليه‮..‬سأنتقده‮ ‬بشدة‮- ‬الآن‮- ‬وسأفضحه‮ ‬على‮ ‬الملأ‮.‬
فهو‮ ‬لا‮ ‬يكتب‮ ‬الواجبات‮.. ‬ويهرب‮ ‬من‮ ‬المدرسة‮ ‬أيضاً،‮ ‬كما‮ ‬يزعج‮ ‬زملاءه‮ ‬وأساتذته‮ ‬داخل‮ ‬الفصل‮..‬
أخي‮ ‬الصغير‮ ‬هذا،‮ ‬ولد‮ ‬مصيبة،‮ ‬ولازم‮ ‬يتأدب‮ ‬ويلقى‮ ‬عقابه‮ ‬القانوني‮ ‬الرادع‮.‬
الأسوأ‮ ‬من‮ ‬ذلك‮ ‬أنه‮ ‬ينجح‮ ‬كل‮ ‬سنة‮ ‬عن‮ ‬طريق‮ ‬الغش‮ »‬البراشيم‮«..‬حتى‮ ‬أن‮ ‬لا‮ ‬شيء‮ ‬موجود‮ ‬في‮ ‬رأسه‮ ‬غير‮ ‬الشعر‮ ‬فقط‮.‬وعاد‮ (‬الشعر‮) ‬هو‮ ‬الآخر‮ ‬يمكن‮ ‬مش‮ ‬حقه،‮ ‬فلربما‮ ‬استعاره‮ ‬من‮ ‬أحد،‮ ‬ولهفه‮ ‬منه؟‮!‬
أين‮ ‬العدالة‮ ‬إذاً‮..‬أين‮ ‬الحكومة‮ ‬وأين‮ ‬القانون،‮ ‬وأين‮ ‬هيئة‮ ‬مكافحة‮ ‬الفساد؟
تعالوا‮- ‬جميعاً‮- ‬وعاقبوا‮ ‬هذا‮ ‬الفاسد‮ (‬أخي‮ ‬الصغير‮)..‬
تصوَّروا‮.. ‬هو‮ ‬لم‮ ‬يزل‮ ‬طالباً‮ ‬في‮ ‬الثانوية،‮ ‬لكن‮ ‬مشاكله‮ ‬تبدو‮ ‬بعدد‮ ‬سكان‮ ‬الصين‮.‬
هو‮ ‬طالب‮ ‬فاشل،‮ ‬ولايمتلك‮ ‬حتى‮ ‬ذرة‮ ‬إحساس‮ ‬بالمسئولية،‮ ‬ومع‮ ‬هذا‮ ‬فإن‮ ‬إدارة‮ ‬المدرسة‮ ‬رقَّته‮ ‬مؤخراً،‮ ‬إذ‮ ‬أصبح‮ (‬رئىس‮ ‬الفصل‮) ‬وعلى‮ ‬عينك‮ ‬يا‮ ‬حاسد‮!‬
ها‮ ‬أنا‮ ‬الآن‮ ‬أتشنج‮.. ‬وأمارس‮ ‬مسئوليتي‮ ‬المهنية،‮ ‬وأكشف‮ ‬للرأي‮ ‬العام‮ ‬كل‮ ‬فضائحه‮..‬
سأقدم‮ ‬كل‮ ‬الأدلة‮ ‬والبراهين‮ ‬وأعرّيه‮ ‬تماماً‮.. ‬غير‮ ‬أني‮ ‬أخاف‮- ‬بعد‮ ‬سنتين‮ ‬ثلاث‮- ‬ان‮ ‬أتفاجأ‮ ‬وأسمع،‮ ‬أو‮ ‬أقرأ‮ ‬قراراً‮ ‬بتعيينه‮ ‬مديراً‮ ‬عاماً؟‮!‬
وبيني‮ ‬وبينكم،‮ ‬بلا‮ ‬مشاكل‮ ‬ووجع‮ ‬دماغ‮.. ‬من‮ ‬يوم‮ ‬غدٍ‮ ‬سأتفرغ‮ ‬لأخي‮ ‬الذي‮- ‬وفق‮ ‬قانون‮ ‬الطبيعة‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮- ‬قد‮ ‬كبر،‮ ‬وسيكبر‮ ‬أكثر‮ ‬وأكثر‮..‬
سأتفرغ‮ ‬له‮ ‬من‮ ‬الآن‮ ‬وأقود‮ ‬ضده‮ ‬حملة‮ ‬صحفية‮ ‬ما‮ ‬حصلتش،‮ ‬سأفضح‮ ‬فساده‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الصحف،‮ ‬ليس‮ ‬لشيء‮ ‬طبعاً،‮ ‬ولكن‮ ‬لكي‮ ‬أصبح‮ ‬في‮ ‬المستقبل‮ ‬القريب‮.. ‬أخا‮ ‬الوزير؟‮! ‬إهييييه‮..‬

محطة
‮^ ‬وأنا‮ ‬أكتب‮ ‬آرائي‮ ‬وقناعاتي‮ ‬كما‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬صحف‮ ‬المعارضة،‮ ‬أُتهمت‮ ‬مرات‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬السلطة‮ ‬بأنني‮ ‬مناطقي‮ ‬وعميل‮ ‬وخائن‮ ‬للوطن‮! ‬وقلنا‮ ‬ما‮ ‬عليش‮..‬
‮^ ‬الآن‮ ‬وأنا‮ ‬أكتب‮ ‬نفس‮ ‬آرائي‮ ‬وقناعاتي‮ ‬كما‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬صحيفة‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم،‮ ‬قال‮ ‬نفر‮ ‬في‮ ‬المعارضة‮: ‬خلاص،‮ ‬فكري‮ ‬باااااع‮! ‬الجماعة‮ ‬اشتروه؟‮!..‬
يعني‮ ‬تلقاها‮ ‬مِنْ‮ ‬مَنْ؟‮ ‬وإلاَّ‮ ‬مِنْ‮ ‬مَنْ؟‮! ‬خيرة‮ ‬الله‮.. ‬آهه‮.‬ fekriy19@hotmail‭.‬com
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 30-يونيو-2024 الساعة: 08:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-4150.htm