الإثنين, 22-ديسمبر-2014
الميثاق نت -   د.علي مطهر العثربي -
لم يعد هناك مجال للشك بأن فاقد الشيء لا يعطيه وفاقد الرؤى أعمى البصر والبصيرة والمتمترس خلف الوهم يسير في سرابه «يحسبه الظمآن ماءً»، ولم يعد الحديث المنمق والمصبوغ بصيغة الكذب والكيد والمكر والغدر والخيانة ينطلي على شعب الايمان والحكمة، ولم تعد النفوس الحاقدة والغادرة والخائنة قادرة على اخفاء حقيقة ذلك الغدر وتلك الخيانة للمبادئ والقيم، ولم يعد المتآمرون على وحدة الأرض والانسان قادرين على ارتداء ثوب غير ثوب الغدر والنكاية والاستقواء بالخارج من أجل اسقاط الدولة اليمنية الواحدة والموحدة، ولم يعد الاعلام الربيعي العدواني قادر على ممارسة التضليل والكذب والزيف والزور والبهتان الذي كاد أن ينجح في صناعته في 2011م ففضح أمره من بلد الايمان والحكمة.
نعم لقد سقطت كل الاقنعة وتعرى كل الحاقدين على اليمن وأهلها وتساقطت قوى العمالة والارتهان واتضحت الحقائق للعيان وأصبح الشعب يدرك من الذين تلطخت أيديهم بالدماء البريئة وأوغلوا في سوم الناس سوء العذاب، ومن الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد أدوات بأيدي أعداء اليمن ينفذون مخططاتهم العدوانية على الدولة اليمنية ومحاولة محو آثارها من خارطة العلاقات الكونية، وقد اكتشف الشعب المؤامرات التي كانت تدار من الخارج لسفك المزيد من دماء اليمنيين، وأدرك الشعب أن كل ما حدث من 2011م وحتى اليوم كان محاولة آثمة للقضاء على الكيان البشري الهائل الذي يزداد أعداداً يوماً بعد آخر، وأن هذه الكتلة البشرية تشكل قوة الردع الحقيقي لأية قوة تحاول فرض الهيمنة والسيطرة على المكونات الجغرافية للجمهورية اليمنية الفتية.
لقد عجزت القوى الاستعمارية في المواجهة المباشرة للقضاء على الكيان البشري الذي سبب الرعب للقوى الصهيونية العالمية فدبرت مع عناصر الغدر والخيانة الفوضى التدميرية في 2011م وسقطت هذه المؤامرة أمام قوة الاعتصام بحبل الله المتين فأخذت القوى الغادرة تبحث عن سر هذه القوة فوجدت أن المؤتمر الشعبي العام وكل شرفاء الوطن كانوا الصخرة التي حطمت المخططات العدوانية، ووجدوا أن المؤتمر القوة الفولاذية التي تنتهي أمامها آمالهم وطموحاتهم في تدمير اليمن وأهله بقوة الايمان بالله، برب العالمين وعظمة الحكمة اليمانية وامتلاك الرؤية الاستراتيجية لمواجهة كل التحديات الداخلية والخارجية، فشنوا حرباً ظالمة لاجتثاث المؤتمر واغتيال قياداته، ولكم أن تدركوا حجم هذه المؤامرة الدنيئة كم طالت من القيادات والكوادر اقصاء وتهميشاً واغتيالاً وحصاراً وغدراً، غير أن هذا المشروع التدميري فشل أمام الإرادة الشعبية والقدرة على الصبر والاحتساب وعدم الاستسلام واليأس والتضحية الجسورة التي قدمها المؤتمر الشعبي العام من التنازلات التي عرت مشاريع الاجتثاث الآثمة وفضحت الايادي الداخلية التي عبثت بمقدرات الوطن وجعلت من نفسها أدوات بيد الغير غدراً وخيانة للوطن وأهله من أجل مصالح خاصة جداً.
إن حرب الاجتثاث الآثمة التي شنتها قوى التخلف والجهل والظلام ضد المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصاره -مستقوية بالقوى الخارجية وواضعة اليمن تحت الوصاية الخارجية ورهنت شرف التاريخ والحقت العار بنفسها -قد خسرت رهان الاجتثاث، فكلما اقصت مؤتمرياً ظهر مئات القيادات المؤتمرية، وكلما اغتالت قيادياً مؤتمرياً كلما تحول الشعب باتجاه المؤتمر بكل مكوناته السياسية وكلما أجرمت تلك القوى الجاهلة والحاقدة والغادرة في حق المؤتمر كلما تعاظم شأن المؤتمر وعلا صوته فكان إرادة شعبية لا تقهر، ورغم الامعان في مسلسل الاقصاء والاغتيالات ضد المؤتمر وقياداته وكوادره وانصاره إلاّ أن ذلك لم يفت في عضد ولم يثنه عن التصدي لكل التحديات الداخلية والخارجية بقوة الارادة وعظمة الحكمة وبأس الاعتصام بحبل الله المتين واستطاع المؤتمر الشعبي العام أن يبرهن للعالم بأسره بأنه صمام أمان لمستقبل اليمن الواحد والموحد.
إن المحاولة الأخيرة الآثمة التي استهدفت شق صف المؤتمر الشعبي العام كانت آخر مسمار في نعش الرهانات الخاسرة التي حاولت أن تنال من وحدته التنظيمية، لأن الشعب اليمني يدرك تمام الادراك بأن المساس بالوحدة التنظيمية للمؤتمر مساس بالوحدة اليمنية القدر والمصير الذي لا رجعة عنه على الاطلاق، وهنا ظهرت بجلاء عظمة الالتفاف الجماهيري الواسع حول القيادات التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام التي جسدت أروع صور التلاحم الوطني الذي وجه صفعة قاسية في وجه الساعين للنيل من السيادة الوطنية وأعطى درساً مريراً لمن يحاول المساس بالقدر والمصير اليمني الواحد والموحد، وحجم القوى الغادرة والحاقدة التي تحركت على كل المستويات واستخدمت كل اساليب الاغراء والتهديد والوعيد والغواية الشيطانية والمكر الفاجر ضد القيادات التنظيمية لإرغامها على شق الصف الوطني داخل صفوف المؤتمر، فكان الرد العملي الذي جعل من تلك القيادات الوطنية نبراساً في الوفاء والالتزام الوطني وجعل منهم اعلاماً شامخة رافضة لكل غدر وخيانة، ولا غرابة في تلك المواقف التي تجاوزت التهديد والوعيد وسمت فوق الاغراءات وعلا صوت الانتماء الوطني على صوت التشرذم والتمزق، ففرسان المؤتمر احفاد التبابعة والمعينيين والسبئيين والحميريين، لا يقبلون الدنيئة وهم كبار بحجم الوطن اليمني الواحد وهم شوامخ من شامخات اليمن شم الأنوف يرفضون التمزق والتشرذم وينشدون بناء الدولة اليمنية الحديثة.
نعم لقد برهن المؤتمر للعالم بأسره بأنهم إرادة شعبية صلبة وفكر وطني متجدد ينشد الحرية والسلام ويرفض الإرهاب والإجرام، وأنه صمام أمان مستقبل الاجيال لا يفرط فيه إلاّ من قبل على نفسه الدنية والغدر أو غلبته قوى الغدر والخيانة، وسيظل المؤتمر وكل أحرار الوطن القوة الفولاذية التي تتحطم أمام كل مشاريع الغدر والخيانة، وعلى العالم أن يدرك بأن اليمنيين أصحاب إيمان وحكمة وعلم ولا يمكن أن يفرطوا في سيادة وقدسية ترابهم الوطني بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 01:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41508.htm