الإثنين, 22-ديسمبر-2014
الميثاق نت -   علي عمر الصيعري -
منتصف هذا العام اتجهت لدراسة الأنظمة الحزبية للأحزاب الكبرى في العالم بكل ما تيسر لي من معلومات من مصادر عدة ، وبدأت دراستي بأسماء الأحزاب وما تشكله من أهمية في ضوء النظام الداخلي عند هذا الحزب أو ذاك . ولم يمض على مشروعي هذا سوى بضعة أشهر حتى صادفتني ظاهرة غريبة تخلّقت أو كادت حول مسمى المؤتمر الشعبي العام هذا الحزب الرائد في اليمن وذلك بمحاولة بعض اعضائه ممن ركبوا رؤوسهم في محافظة « عدن « و» ابين « واتجهوا في انشقاقهم عن المؤتمر نحو تأسيس مؤتمر شعبي عام خاص بهم يدينون فيه بالولاء لرئيس الجمهورية ويدعون لتنصيبه رئيساً لهم رداً على قرارات اللجنة الدائمة، وتداعوا مدعومين من الرئاسة بالمال والوعود المنصبية في السلطة لعقد ما سموه بالاجتماع الموسع لمؤتمري الجنوب يوم السبت الماضي ، غير أنه باء بالفشل الذريع لارتفاع مستويات الوعي بين المؤتمريين هناك والتي تقول ببطلان مثل هذه الاجتماعات الموسعة التي تضم أكثر من محافظة ، ما لم تصادق عليها اللجنة العامة أو الأمانة العامة .
الطريف في الأمر هو إن بعض قيادات فرعي المؤتمر في «عدن» و»أبين « والثانية هي مسقط رأس الرئيس هادي اقدموا على خطوتهم هذه بانشقاق غير معلن عن القيادة السياسية للمؤتمر في « صنعاء « «اللجنة العامة والمؤتمر العام والأمانة العامة» وهذا لا يجوز لهم إطلاقاً إلا في حالتين هما : تقديم استقالتهم من التنظيم، والثانية الدعوة لاجتماع تأسيسي لا يحمل اسم الحزب الرئيسي وهو المؤتمر الشعبي العام، غير أنهم وللأسف الشديد لا يفقهون جيداً أنظمة الأحزاب على الرغم من أن من بينهم أكاديميين قدامى وأدعياء خبرات في « المشمش « ، وإلا لعرفوا أن اسم أي حزب هو « العلامة أو الماركة لهذا الحزب ولا يجوز للمنشق عنه أن يؤسس كياناً على غراره بذات الاسم « «النظام الداخلي للحزب الجمهوري الأمريكي» وهذا على سبيل المثال . ثم ان رئيس الجمهورية لا يجوز له أن يدفع بالمنشقين عن حزبه ويدعمهم بالمال ما لم يقدم استقالته هو ومن معه من المؤتمر ومن ثم يدعم المنشقين الجدد شريطة أن يكون الدعم من حر ماله وليس من المال العام .
والطرفة الثانية التي طلع بها علينا كل من الدكتور عبدالعزيز بن حبتور وأحمد الميسري تقول بأن القيادة السياسية للمؤتمر الشعبي العام قد فصلتهما قبل أن يدعيا لذلك الاجتماع الموسع . فبأي حق حزبي يدعوان لاجتماع مؤتمري هما مفصولان عنه ؟! .لو أنهما ومَن تبعهما ومولهما لعقد ذاك الاجتماع الفاشل انتظرا عقد المؤتمر العام وطرحا فيه وجهة نظرهما في قرارات اللجنة الدائمة التي انتخبت الزوكا أميناً عاماً نظراً لانشغال الرئيس برئاسة الجمهورية ، لكانا على صواب في ضوء الديمقراطية التي يمنحها لهم ، ولكن اتضح لنا أن ما اقدموا عليه ، وعدد محدود جداً من اتباعهم ، أنه مجرد لعب جهال لا أقل ولا أكثر متأثرين بمناطقيتهم ونفاقهم للرئيس هادي.. فتباً لهم .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41510.htm