عبدالله الصعفاني -
احتربت أوروبا وقدمت ملايين الضحايا لكنها في الأخير وصلت الى نتيجة مفادها (لنتعاون فيما نتفق عليه وليعذر كل منا الأخر فيما اختلفنا فيه)على أنهم في سنين الاحتراب وسنين السلام أنجزوا كثيراً محتكمين إلى سنن التطور والنهوض الحضاري..
* نحن أيضا عشنا عقوداً من عدم الاستقرار وعدداً من الحروب الداخلية لكننا بعد أكثر من نصف قرن لا نزال نبحث عن الدولة لنجد أنفسنا أمام السؤال الحارق .. كم نحتاج من الزمن لنجد الفيدرالية وأي فيدرالية ستحقق لنا الحفاظ على الوطن كبيراً و موحدا..؟
* والسبب في الذي وصلنا إليه هو القيادي في المؤسسة الرسمية والقيادة في الكيان الأهلي حيث الفردية والتصلب وعبادة الذات هي أبرز العناوين لما يسمى بالمسؤول الصعب.
* والمسؤول الصعب كما يقول المهتمون بعلوم ادارة الحكومات والأحزاب والمؤسسات العامة يقول شيئاً ويفعل شيئاً آخر .. يقدم صورة عن نفسه ويريد الآخرين امتداحه.. يفضل مصلحته على المصلحة العامة.. يكذب.. يراوغ ، ويتحايل ويشخص الخلاف..!
* ولو تأملنا حولنا سنجد الكثيرين من أصحاب القرار وهم يتعاطون مع وظائفهم ومسؤولياتهم في حالة ترانزيت جاهزين للإقلاع بما نهبوه من أموال ولذلك نراهم لا يكترثون بالقرارات التي تقود الى تأجيج الصراعات بين أبناء الوطن الواحد..
* وغير خافٍ ما نشاهده من تحويل التعدد الحزبي والتنوع الاعلامي من مجال لتلاقح الأفكار وتنافسها خدمة للمصلحة العامة إلى ساحة للصراع الذي يبدأ سياسياً وديمقراطياً ثم ينحرف الى فتن يحضر فيها كل أشكال العنف الذي يعقّد مساعي العثور على البوصلة الضائعة..!