عبدالولي المذابي - < من المؤسف جداً ان يتصدر المؤامرات الرامية لتفكيك المؤتمر أحد قياداته الذين صعدوا على أكتافه وبلغوا أعلى المناصب والمراتب السياسية وليس سراً القول بأن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هو من يدير هذه المؤامرة لشق صف المؤتمر ويبذل كل مايستطيع من أجل تدمير هذا الكيان الجماهيري الرائد الذي طالما كان صمام أمان لوحدة وأمن واستقرار اليمن، وله سجل ناصع في عملية النهوض الحضاري والتنمية الشاملة التي وصلت إلى قرى وصحاري وأرياف ومدن اليمن كافة.
مؤسف جداًَ ان يقابل وفاء المؤتمر مع الرئيس هادي بهذا الجحود والنكران الذي لانجد ما يبرره فمنذ توليه للسلطة بتزكية كبيرة من المؤتمر الشعبي العام ودعوة مؤسسه وزعيمه لكافة أعضاء المؤتمر وأنصاره بانتخاب هادي رئيساً للجمهورية فتوجه الجميع بكل الحب والثقة لمنحه أصواتهم طواعية.. فماذا كان الجزاء؟
في البداية كافأ المؤتمريين بحملة اقصاءات شملت نحو سبعة آلاف عضو مؤتمري في كافة المستويات القيادية والوظيفية في الجهاز الاداري والمؤسستين العسكرية والامنية، وطالت موظفين في مختلف مؤسسات الدولة.. تبعها تكميم للأفواه واغلاق قناة «اليمن اليوم» التي يمولها المؤتمر بما تمثله من خطاب اعلامي معتدل يستوعب كافة الأطياف السياسية ويلتزم بالأصول المهنية في العمل الاعلامي، وتم اقتحام القناة بواسطة قوات مدججة من الحرس الرئاسي بطريقة بربرية أثارت الرعب في نفوس العاملين بالقناة، وجرى نهب الاجهزة وتدميرها على مرآي ومسمع من كاميرات المراقبة التي كشفت بشاعة الفعل الذي مارسه جنود هادي.تلا ذلك محاصرة جامع الصالح واقتحامه بواسطة الحرس الرئاسي «ايضاً وتم اغلاقه لعدة أيام من أجل اسكات الاصوات المعتدلة التي لاتسبح بحمد رئيس الجمهورية، أغلقوه لأن خطباء الجامع يذكرون الناس بما قال الله ورسوله فقط وهو ما أزعج هادي وأثار حفيظته لأنه يذكره ايضاً بواحدة من منارات العلم التي أنشأها الزعيم علي عبدالله صالح.
ولم يتوقف الكيد والحقد على المؤتمر وقيادته فتمت عمليات اغتيال للكوادر المؤتمرية دون أن تحرك ضمائر القيادة السياسية واكتفى الجميع بسماع خطب الرئيس وهو يحكي بطولاته بأنه استلم البلد وهي على شفا الاحتراب والاقتتال فكان حمامة السلام كما يدعي، ولايزال الجميع يتندرون باللجان التي يشكلها هادي في كل كارثة او جريمة تحدث في البلد، ولايزال السؤال أين نتائج التحقيقات بشأن الاغتيالات اين ما حققته اللجان بشأن قضايا الاراضي والمقصيين عن أعمالهم؟ واين نتائج التحقيق في جرائم اغتيال الجنود وذبحهم واستهدافهم بالعبوات الناسفة.
وبعد كل هذا يبحث الرئيس هادي عن كبش فداء يغطي فشله في ادارة شئون الدولة فلا يجد إلا المؤتمر ليصب عليه غضبه، ويرمي باللائمة على رئيس المؤتمر لأنه لم يمنحه الخطة السحرية للنجاح، فبدأ بتدبير المؤامرات الكبيرة لاخراجه من البلد باعتباره أحد المعرقلين للمبادرة الخليجية فإذا به يفاجأ بقرار مجلس الامن يتضمن منعه من السفر وبقائه في اليمن، لترتد مؤامرة هادي عليه، فذهب للمغالطة والدس للقول بانه تحالف مع انصار الله لدخول عمران وصنعاء في حين يعرف الجميع ان الرئيس هادي لم يصدر أمراً للجيش بالدفاع عن عمران وصنعاء بل بارك ذلك لتصفية خصومه السياسيين ولكن المؤامرة لم تكتمل بل حطمت ماتبقى له من الطموحات السياسية كما هو اليوم يمكن من الزاوية المهجورة من منزله حبيس الجدران يردد خطابات التحدي والتهديد بالعصا الأممية الغليظة ويتمادى في الاعتراف والتفاخر بوضع البلد تحت الوصاية الدولة.
ولأجل ذلك كله كان على المؤتمر ان يتخذ قراراً تأخر كثيراً بعزله عن منصب الامين العام كونه لايتفق مع شروط التفرغ للمنصب بحسب النظام الداخلي، وتعيين قيادات مخلصة في المراكز القيادية للمؤتمر، من أجل تدارك الانهيار الوشيك الذي بدأ ينعكس على المؤتمر بعد ضياع هيبة الدولة.
وليس خافياً على الجميع ما حدث بعد تلك القرارات التي أيدتها اللجنة الدائمة للمؤتمر بالاجماع إذ استعان الرئيس هادي بشقيقه لاقتحام فرع المؤتمر بعدن، ودعم اقامة اجتماع لما اسماه فروع المؤتمر بالمحافظات الجنوبية والذي قاطعته كل قيادات المؤتمر في تلك المحافظات واكدت على تمسكها بوحدة الصف المؤتمري ليظل هادي ونجله يناطحون الرواسي الشامخة ولن يجدوا إلا المزيد من أوجاع الرأس لأن المؤتمر عصي على المؤامرات واكبر من التحديات وتاريخه شاهد بذلك.
|