الميثاق نت -

الإثنين, 29-ديسمبر-2014
استطلاع/فيصل الحزمي -
يفرض الحراك الانفصالي على العديد من مدارس المحافظات الجنوبية وبالقوة رفع العلم الانفصالي ويقف الطلاب مع كل طابور صباحي أمامه لتحية ذلك العلم، بعد أن اسقطوا علم الجمهورية اليمنية.
هناك من يقول إن العلم الوطني خرقة لا تستحق إثارة هذه القضية.. وهناك من يعتبر أن تمزيق الجيل اليمني لن يحدثه رفع علم الانفصال..
فعلاً مدراء المدارس لا حول لهم ولا قوة.. لكن ماذا تعمل السلطات المحلية.. ولماذا تقف الأحزاب والتنظيمات السياسية كالاصنام؟!.. نريد الى جانب علم علي سالم البيض.. علم الاصلاح.. علم المؤتمر.. علم الحوثي.. علم الناصريين.. علم البعثيين.. علم الرابطة.. علم «الجنوب العربي».. لكن عندما تترك الساحة لجماعة بذاتها، فهذا يعني أن ثمة مؤامرة انفصالية كبيرة يجرى الإعداد لها..
إن نيران الفتنة تكبر كل يوم.. إن الدم اليمني غالٍ جداً والوطن ومنجز 22 مايو لا يمكن التفريط به، مهما كان الثمن.. إن حل القضية الجنوبية بخيار فرض الانفصال.. يعني اعادة حماية الوحدة بالقوة.. وتعميدها بالدم الى أن تقوم القيامة.. أو يفنى الشعب اليمني من الوجود..
مرتزقة الانفصاليين هاهم من جديد يلعبون بالنار، وصار يستخدمهم كورقة ضغط لخدمة اللصوص والمفسدين الذين يتاجرون بالقضية الجنوبية لتحقيق مكاسب شخصية لهم ولأولادهم.
إننا لا نستطيع أن نتجاهل الخطر ولكننا نحذر من التمادي في السير بإتجاه الكارثة التي لا تبقي ولا تذر..
كانت البداية مع مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة عدن الأستاذ سالم محمد عبدالله والذي تحدث قائلاً: أعلام الانفصال التي تتحدث عنها لا ترفع في المدارس فقط بل بجميع شوارع عدن والمؤسسات الحكومية والخاصة، مضيفاً: اذا كانت السلطة المحلية هي المسئولة عن الجانب الأمني ولم تفعل شيئاً.. ماذا تريد منا نحن أن نعمل.. هل نذهب ونشتبك معهم أم نقوم بدور الأمن ونمنعهم من تعليق علم على سور المدرسة.. ولست أدري لماذا أغلب الناس قلقون من هذا الجانب.. كنت أتوقع أن تسألوني هل التعليم متواصل وهل الدراسة مستمرة.. أنا لن أدخل في صراع مع أي شخص يقوم بتعليق علم أو أنزال علم، أنا قمت بدوري وأبلغت السلطة المحلية بأننا معرضون للأذى وأنا أحمي داخل المدرسة.. والبلاغ موجود لدى السلطة المحلية وكلهم مبلغون في المحافظة والمديرية.
وعن دور السلطة المحلية تجاه رفع اعلام الانفصال داخل المدارس قال سالم: اذا كانت السلطة المحلية لم تستطع أن تحل المشكلة في الشوارع فهل يعقل أنها ستحلها في المدرسة واذا كانت ستقوم بذلك فهذا يعني أنها تريد طقماً عسكرياً في بوابة كل مدرسة.. وأوضح مدير تربية عدن أن بعض الشباب في الحراك يأتون في المساء ويقتحمون المدرسة ويرسمون العلم الشطري على الجدران وينزلون علم الوحدة ويرفعون علم الانفصال في سارية المدرسة وحارس المدرسة ليس بمقدوره أن يقاوم.. منوهاً أن رفع علم الانفصال في المدارس لا يؤثر على العملية التعليمية..
وقال: عندما تكون أوضاع البلاد مستقرة والأمن مستتباً يمكن أن تكون مثل هذه الأمور مشكلة ولكن في ظل هذه الأوضاع يجب أن تكون العملية كلها متكاملة من فوق الى تحت، يجب أن نكون منطقيين ولا نمسك حاجة على حساب وطن كامل أنا قصدي أن الوطن غالٍ جداً ونحن جلسنا فترة نعاني داخل المحافظات الجنوبية بسبب النازحين الذين تم ايواؤهم داخل المدارس وتأخرت الدراسة بسببهم ونحن الآن أعدنا العملية التعليمية تدريجياً وبدأت تستقر قليلاً وهذه المتغيرات التي تحدث لا نريدها أن تؤثر على التعليم في مدارس المحافظة.
وعن آثار ما يحدث من رفع لعلم الانفصال داخل المدارس وترديد نشيد غير النشيد الوطني وآثار ذلك على مستقبل الاجيال.. قال الأستاذ سالم محمد عبدالله: هذا الكلام بحاجة الى مؤتمر علمي وتغيير مناهج ومراعاة التعليم بشكل عام، لأن الاجيال قد ضاعت من قبل ولازالت ضايعة وعندما نتكلم الآن عن هذه الأوضاع فهي أمور مترابطة ونتاج سنوات، خاصة وأنه كان هناك توجه لهدم التعليم في المحافظات الجنوبية وكل يوم نشعر أن هيبة التعليم والمعلم تتناقص واصبحنا في وضع صعب ونحن نحاول قدر المستطاع أن نرتب مدارسنا ونعيد ثقة المعلم وهيبته.
ووجه مدير تربية عدن رسالة الى السلطات المحلية أوضح فيها أن الجانب الأمني مربوط من رأس الدولة الى المواطن العادي.. بمعنى أن عدن مربوطة بصنعاء وما يحدث في صنعاء ينعكس على عدن، واضاف: هذا الموضوع شائك ويحتاج أن تتدخل فيه أطراف أخرى حتى تكون العملية متكاملة، لأن الأخوة في الحراك متواجدون في الساحات وقريبون من كل المدارس الموجودة في مديرية خور مكسر وقريبون من مكتب التربية ومن المعسكرات وهناك عوامل ساعدت أن يكون هناك عدم استقرار والأمور مرتبطة ببعض ولا ينبغي أن نأخذ جانباً ونترك الباقي، الوطن بحاجة الى جهد كل الخيرين وأن نستوعب ان الاجيال أمانة في أعناقنا.. نريد أن نصل الى يمن متحضر ..وهذا لن يكون إلاّ بجيل متسلح بالعلم والمعرفة.
إنهاء الحشو الزائد في المناهج
من جانبه أوضح الدكتور هشام محسن مدير مكتب التربية بمحافظة لحج أن ما يحدث لا يحتاج لكل هذه الضجة الاعلامية، وقال:: التربية والتعليم مثلها مثل كل المرافق الأخرى في محافظة لحج، بل تكاد تكون في مقدمة المرافق التي تعمل بوتيرة عالية بالرغم من كل الظروف، لأن على التربية والتعليم في لحج اعباء كبيرة تتوزع على خمس عشرة مديرية تبدأ من أطراف محافظة البيضاء وتنتهي عند باب المندب.. ولذلك نحن لا نعول كثيراً على بعض المسائل الصغيرة التي هي نتاج لحركة شعبية بدأت عام 2007م وحتى اليوم نتيجة لأخطاء قاتلة حدثت في فترات سابقة أدت الى ما نشاهده اليوم وأضاف: نحن لا نريد أن نجعل من قضية «العلم» قضية أساسية، لا يمكن أن تؤثر على سير العملية التعليمية، الوطن بأكمله يعترف بعدالة القضية الجنوبية وأن الناس لهم حق في مطالبهم المشروعة خاصة عندما يكون التحرك تحركاً سلمياً ولكن مسألة العلم نحن تعاملنا معها بروح ديمقراطية، لأنه إذا منعت كم ستمنع ولن تستطيع أن تمنع الناس من ذلك، لأنه يكون أحياناً نوع من الزخم مبالغ فيه لدى الشباب.. ولذلك كل ما نحرص عليه أن العملية التعليمية برمتها يجب أن تستمر وأولادنا يظلون في المدارس وألا يتعطل التعليم حتى للحظة واحدة.. وهذا جل اهتمامنا، أما اذا دخلنا في صراعات جانبية مع حركة الشارع فسوف تؤدي الى نتائج عكسية.
وعن آثار ما يحدث على مستقبل الاجيال قال الدكتور هشام إن الوطن الآن يتشكل من جديد بحيث يلائم كل طموحات الناس ولا نريد أن نخضع الناس لمشيئات رفضوها من قبل ولذلك حتى العملية التعليمية والتربوية أقول إنها في ظل التوجهات الجديدة للبلاد يجب أن تراجع المناهج الدراسية وأن تتخذ استراتيجية جديدة تواكب العصر وتواكب التحولات التي تحدث في الوطن.
وتابع قائلاً: الوطن اليوم في مخاض شديد جداً ولا يستطيع أحد أن يضع الناس في خانة واحدة يجب أن نكون اكبر من ذلك نتسامى عليه في سبيل حقائق وطنية كبرى الى أن تخرج البلاد من الوضع الراهن.
وعن ضرورة تحييد العملية التعليمية قال الدكتور هشام: يفترض أن يكون التعليم للوطن وللتوجهات العامة للوطن.. وما هو حادث الآن في المنهج الدراسي وخاصة الموجود في كتاب التاريخ أنا شخصياً غير موافق عليه وكثيرون غيري كذلك ولا نريد أن تأتي القوى السياسية التي تصعد على انقاض قوى أخرى بفكرها ورأيها وتضمه في المناهج وكأنه أمر منزل من الله تعالى، نريد أن نحتكم لاستراتيجية تعليمية تهدف الى خدمة كل الناس وليس فئة على حساب أخرى.. ويجب أن ينتهي الحشو الزائد داخل المناهج ونتخلص من الطابع السياسي المزروع في المناهج التعليمية بحيث يظل المنهج وطنياً، ويجب أن نستفيد من الدول التي تمر بأوضاع مثل اليمن والتي ظل التعليم فيها مستقراً واستراتيجية التعليم واحدة وليس كما هو حاصل في بلادنا علينا أن نتفق على قواسم مشتركة تخدم كل الوطن..
وشدد مدير تربية لحج على ضرورة تجنيب التعليم السياسة وتوجهات الأحزاب والتنظيمات الأخرى.. ويجب أن يظل: التعليم الواحة الآمنة من كل ما يحدث في الوطن.
ممارسة سياسية
أما رأي قيادة وزارة التربية والتعليم حيال رفع علم غير علم الجمهورية اليمنية في المدارس أو ترديد الصرخة بدلاً عن النشيد الوطني.. قال الدكتور عبداللطيف حيدر وزير التربية والتعليم في تصريح لـ«14 أكتوبر»: لقد تواصلنا مع مكاتبنا في المحافظات الجنوبية والحقيقة أن مثل هذه الأمور تحصل من بعض الشباب المتحمسين ونحن نتفهم معاناتهم ولكن يجب أن يعرفوا أنه ليس هناك حلاً إلاّ اليمن الموحد.
وأعرب الوزير عن أمله في أن يتفهم الجميع أهمية وضرورة تجنيب المدارس والمؤسسات التعليمية الحزبية والعمل السياسي وقال: لا نستطيع أن نمنع الناس عن ممارسة السياسة، فهي حق مكفول لكل انسان، لكن يجب أن يبعدوا المدارس عن كافة النشاطات الحزبية لأنها تضر بالطلاب وبمستقبلهم فعندما يستقطب الطلاب من المدارس للعمل الحزبي ينصرف الكثير منهم عن التعليم خاصة وانهم في سن يكونون متحمسين ويوجهون طاقاتهم للعمل الحزبي ويكون ذلك على حساب تعليمهم ومستقبلهم.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 06:13 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41593.htm