الإثنين, 29-ديسمبر-2014
استطلاع / عبدالكريم المدي -
أكد عدد من السياسيين والحقوقيين والمثقفين أن عدم الاستجابة لدعوات المصالحة الوطنية الشاملة والتخلي عن الثأرات والمناكفات السياسية وتصعيد الأوضاع سيقود البلاد لمآلات خطيرة لن تصمد أمامها.مشيرين في تصريحات لـ«الميثاق» إلى أن المصالحة الوطنية طريقة حضارية للعبور نحو المستقبل الآمن، الأمر الذي يحتم التعاطي معها بجدية . لافتين إلى أن الرئاسة تتعامل مع الأوضاع في الساحة بسياسة «فرق تسد»، ولم تعط قضية المصالحة أي معنى أو مسؤولية بالشكل الذي ينبغي.. والى التفاصيل..
> أكد القاضي حمود الهتار- وزير الأوقاف سابقاً- أن المصالحة الوطنية وطي كل صفحات الماضي هي بوابة العبور الآمن نحو المستقبل المأمول ، مشيراً إلى أن الأطراف التي سبق وأن أطلقت دعوات للمصالحة لم تكن جادة ، أما الرئاسة ، فقد وصفها بأنها تتبع سياسة فرق تسد.
> قال المحامي محمد علاّو: المصالحة الوطنية الشاملة هي بوابة العبور نحو الاستقرار، لكن هناك اطرافاً لم يرق لها ذلك ولا أن ترى اليمن مستقراً وآمناً بدون فسادها وعبثها ولصوصيتها، لهذا نجدها تعطل أي دعوة أو جهد في اتجاه المصالحة والشراكة الوطنية في بناء الدولة المدنية. واضاف : كان المؤتمر الشعبي العام ولا يزال يدعو لمصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً، وكان هذا الموقف الوطني نابعاً من قناعاته وأدبياته الراسخة ومبادئه الأصيلة، ومن موقع ممارسته للمسؤولية.. بينما كانت بعض القوى ترفض طلب المؤتمر المتكرر، وتسعى لاجتثاثه هو وقياداته وكوادره وأنصاره ، وبعد صراعات طويلة وصل الجميع الى إدراك أن دعوة المؤتمر للمصالحة الوطنية الشاملة كانت هي الاصدق بين كل الدعوات.. عموماً أعتقد أن القيادة السياسية الحالية للبلاد صارت اليوم أكبر معيق أمام أي مصالحة وطنية شاملة ولذلك لابد من التفكير بحالة الإجماع الحزبي والوطني على ذلك.. وبالتالي فالجميع مدعو للقيام بمسؤولياته للبدء بمصالحة وطنية وفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي ، عبر عملية سياسية جديدة وقيادة سياسية انتقالية جديدة لإنقاذ اليمن من الانهيار الكبير- لا سمح الله.
> قال الشاعر والكاتب/ علي أحمد قاسم - عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين: ليس لنا من خيار آخر غير التوافق والاستماع لبعضنا البعض وتقديم تنازلات وتصفية القلوب، ويعتمد مستقبلنا على قدرتنا في ايجاد طريق نمر منه جميعاً وفتح آفاق جديدة للتعايش، والمصالحة الوطنية هي النافذة الوحيدة لذلك، والمخرج الوحيد، أيضاً لإنهاء حالة التأزم والاحتقان السياسي المستمر منذ سنوات، وتعتبر المصالحة الوطنية الحقيقية نهاية للثارات السياسية التي ستستمر باستمرارية غياب المصالحة خاصة وأن احقاداً تحت الرماد مشتعلة تتحين الفرص ايضاً للقيام بمزيد من الثأرات السوداء وبالفعل ستقوم بذلك ، سيما في ظل غياب العقلانية والمصالحة ولغة العقل التي تخدم الوطن ومستقبل أبنائه .
واضاف: إن مصالحة وطنية شاملة تقوم بردم التصدعات والشقوق في جسد الوطن ونفوس الكثير من أبنائه ، خصوصاً الفرقاء السياسيين البارزين ، هي أملنا جميعاً، لأننا إذا لم نقم بذلك فسوف نغرق في الفوضى، سيما وأن الرئاسة لم تتفاعل مع أي قضية كبرى ولم تقم بأي خطوة محمودة في طريق المصالحة والتشجيع عليها .. واستطرد الكاتب علي احمد قاسم قائلاً: بدون مصالحة سيكون الوطن ونهضته وتطوره واستقراره ضحية وخاسراً أكبر نتيجة لرغبات البعض في الفوضى التي يسعون لها والتي ستقود، أيضاً، لا سمح الله، الى الحرب الأهلية ، والتشظي وانهيار تام للدولة ومؤسساتها التي صارت شبه شكلية منذ سنوات.
> قال الدكتور / علي محمد العمري : المصالحة الوطنية هي السبيل الأمثل للخروج من المآزق والمشانق المنصوبة في طريق الناس.. للأسف الشديد البلاد تعيش أوضاعاً وتحديات صعبة ومعقدة جداً، بصرف النظر عن التوجهات الفكرية أو المذهبية وبعيداً عن المصالح والثأرات والخلافات والحسابات الشخصية ، نحن بحاجة لمصالحة وطنية ولدعوات من تلك التي دعا ويدعو إليها المؤتمر الشعبي العام.. نحن بحاجة للمصالحة حتى لا نفقد ما تبقى من هذا الوطن .
وأضاف: أن من يقفون عقبة كأدا أمام دعوات المصالحة هم أصحاب المصالح الذاتية الضيقة الذين عليهم أن يصححوا مفاهيمهم وممارساتهم ، ويرتقوا بتعاملهم ويحسنوا نواياهم ويدركوا أن مصلحة الوطن يجب أن تكون مقدمة على كل المصالح وفوق كل الاعتبارات .ولابد من تجديد دعوات المصالحة .. وعلى الرئاسة أن تدرك خطورة الوضع وخطورة ما تمارسه من سياسات، ولابد ايضاً من أن تتكاتف الجهود لإخراج الوطن من هذه الأمواج المتلاطمة إلى بر الأمان، وفيما بعد يحق للجميع التنافس الشريف بطريقة شرعية عبر صندوق الاقتراع ، وفي أسرع وقت.
> قال الكاتب والناشط السياسي/ يحيى الأحمدي : أرى أن المصالحة والتصالح مطلب كل يمني، وقد ناشدنا منذ وقت مبكر أن نتسامح ونطوي صفحات مؤلمة للجميع ولا تشرف الجميع ..ولا اظن أحداً يتصور أن التمترس والخصومة الأبدية والدعوات للفرقة والاختلافات ستجدي نفعاً أو خيراً.. لكن للأسف هناك من يرى أن مصالحه الشخصية يمكن تحقيقها من خلال الفوضى والدمار والخراب ، ولذلك فهو يحاول أن يبقى الوضع كما هو عليه في تأزم وانفلات، أما الرئاسة فلم تعد مهتمة بشيء سوى بالبقاء والتمديد ولو كان المنصب شكلياً.. والحقيقة أننا لا نعول على الرئاسة ان تصنع مستقبلاً لأحد ..لكن الامل في الخيرين والوطنيين من أبناء اليمن وهم كثر ومازال أمامنا فرصة لتحقيق ذلك ..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 12:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41596.htm