محمد أنعم - < فاجعة تهز وجدان الإنسانية عندما تتحول اليمن إلى مقبرة.. وأخبارها إلى ساحة للموت.. المتعدد.. الاشكال والأنواع وتتسابق فضائىات العالم لعرض جثث أبنائنا وامهاتنا واخواتنا وبناتنا..
الموت يطوقنا من كل مكان.. أحزمة ناسفة.. عبوات.. قناصة.. اغتيالات..
منذ 3 سنوات ضاعت كل الطرق من تحت أقدامنا لم نعد نعرف إلاَّ الطريق إلى المقابر فقط..
منذ 3 سنوات ونحن نصرخ.. نبكي.. نقيم المآتم.. لمَ كل هذا؟ لماذا يقتل اطفال اليمن.. شبابها.. رجالها.. ويباد شعب عظيم بهذه الوحشية..!
أي عزرائىل هذا الذي اصبح يحصد أرواحنا بهذه المذابح الجماعية إلى درجة عجزنا فيها أن نحصي عدد موتانا؟!..
> نتوسل.. نستغيث.. نفر بحثاً عن منقذ.. منذ أعوام ولا أحد يرحمنا.. لا أحد يوقف نزيف دمي ودماء أهلي في وطن جيشه يذبح وأمنه يسلخ وساسته ومثقفوه يصطادهم القتلة في شوارعنا كالأرانب..
اسلحتنا.. عضلاتنا.. عقولنا.. كلها تعطلت.. الدولة تعيش مذعورة وتتخبط بهلع كأمهات طالبات رداع اللائي خرجن بدون أحذية »وبراقع« يجمعن بقايا جثث فلذات أكبادهن.. أو كأمهات اطفال إب الذين غنوا نشيداً جنائزياً هز العالم ولم يثن قلب عشاق سفك الدماء.. وانتقلوا إلى ذمار..
كل الضباط والجنود يفرون.. كل الساسة يكتبون بيانات النعي والادانات والتنديد.. لكنهم عاجزون فاشلون.. تركوا الشعب يموت.. فمن المنقذ..؟
> فاض الكيل.. وبلغت القلوب الحناجر.. وصار كل شيء في أرضنا يذبح.. الدين.. القيم.. الأخلاق.. العادات والتقاليد.. الدستور.. القوانين.. حتى الرجولة ذبحت في بلادي.. وكل شيء..
نقولها بصراحة لآخر حملة نعوش قتلانا وكتبة بيانات النعي: ارحلوا من ارضنا المقدسة، ومن جوار شعبنا العظيم.. دعونا نتحرر ونتخلص من عزرائيل الذي يبيدنا واحداً بعد الآخر..
لقد آن الأوان لنصرخ ملء الكون.. ونقول:
الرئيس هادي ليس في مهمة وسيط..
الرئىس.. ليس مفارعاً.. الرئىس ليس محكماً..
الرئيس.. ليس مسؤولاً عن الصرفيات واصدار القرارات فقط..
الرئيس.. مسؤول عن شعب يتعرض لحرب إبادة.. ووطن يدمر وسيادة تنتهك..
الرئيس.. وحده المسؤول الذين يحمي مدننا ويحفظ دماء الشعب اليمني ويصون ممتلكاته.. ويحافظ على منجزاته..
الرئيس.. هو المخول بإعلان الحرب والسلام والعفو العام وحالة الطوارئ، وهو وحده المخول أيضاً بالدعوة إلى انتخابات مبكرة.. وهو.. وهو.. إلخ.
نذكرك أيها الرئيس.. اننا تجاوزنا المتاريس بشجاعة وذهبنا لانتخابك لتنتصر للأمن والاستقرار ولشعب جائع، ولشباب يبحث عن فرص عمل..
انتخبناك رئىساً لتنتصر لشعبك الذي يتوق لدولة النظام والقانون.. المواطنة المتساوية، ويبحث عن الحياة.. فماذا جرى أيها الرئيس؟! لماذا تركت شعبنا اليمني العظيم فريسة لذئاب الإرهاب؟!
|