الميثاق نت -

الإثنين, 05-يناير-2015
سمير النمر -
لم تكن دعوة المؤتمر الشعبي العام للمصالحة الوطنية بين مختلف القوى والمكونات السياسية في اليمن مجرد حدث طارئ أو مناورة سياسية للاستعراض والاستهلاك الاعلامي خصوصاً والبلد يعيش حالة من اللااستقرار السياسي والاجتماعي والأمني وإنما تعبر عن استشعار حقيقي لما يمر به الوطن من مخاطر وتحديات على مختلف الأصعدة قد تنزلق بالوطن إلى حافة الهاوية إن لم نواجه هذه التحديات والمخاطر بوعي وطني مسئول، ولاشك أن المصالحة الوطنية التي دعا اليها المؤتمر وجددها الزعيم علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام تمثل البوابة التي تجعلنا قادرين على العبور من خلالها بالوطن ومستقبله إلى شاطئ الأمان والسلام والتنمية والديمقراطية والوحدة، هذه الدعوة للمصالحة الوطنية تمثل نهجاً أصيلاً ومساراً حقيقياً اختطه المؤتمر وجسده في الواقع العملي والسياسي منذ تأسيسه الى اليوم ولذلك كان المؤتمر الشعبي العام مدركاً لخطورة ما يسمى بمشروع الربيع العربي الذي اكتوت اليمن بناره منذ عام 2011م ولهذا فقد بادر المؤتمر الشعبي العام ممثلاً برئيس الجمهورية السابق الزعيم علي عبدالله صالح منذ بداية أحداث 2011م إلى تقديم مبادرات لتجنيب البلد مشاريع الربيع العربي التدميرية ودعا القوى السياسية في المشترك حينها الى الاستجابة لتلك المبادرات إلاّ أنهم- وللأسف الشديد- لم يعيروها أي اهتمام وتعاملوا معها بغرور سياسي واستمروا في غرورهم مستندين على الدعم الخارجي للدول التي ترعى مشروع الربيع العربي حتى وصلوا إلى السلطة عبر المبادرة الخليجية التي أفرغوها من مضامينها الحقيقية وتحولت إلى سيف مسلط على خصومهم السياسيين وعلى المكتسبات الوطنية لليمن وعلى رأسها الجيش والأمن الذي شرعوا في تدميره وتفكيكه تحت مسمى الهيكلة، هذه الممارسات والتدمير المنظم لكل شيء في البلد من أحزاب المشترك نتيجة لوجودهم في السلطة أفرزت حالة من التدهور والانفلات الأمني وتردي الأوضاع الاقتصادية للشعب وفتحت الباب على مصراعيه للتدخلات الخارجية في شئون البلد، الأمر الذي جعل الشعب يثور وينتفض ضد حكومة الوفاق ومراكز القوى والفساد التي تتحكم بتلك الحكومة فكان 21 سبتمبر بمثابة يوم الانتصار على مراكز القوى والفساد وإحداث تحول جديد في مسار العملية السياسية داخل البلد، كل هذه الأحداث أثبتت صوابية رؤية المؤتمر الشعبي العام وصدقه الوطني في تعامله مع قضايا الوطن، ولو تعاملت القوى السياسية التي ركبت موجة الربيع العربي في 2011م بمسئولية وطنية مع تحذيرات المؤتمر ومبادراته التي اطلقها حينذاك لما وصل الوضع في البلد الى الحال التي نعيشها.. ومن هنا فإن العبور بالبلد الى المستقبل الآمن لا يمكن أن يتم إلاّ من خلال استشعار القوى السياسية للتحديات التي يمر بها الوطن، وهذه التحديات لا يمكن أن نواجهها إلاَّ من خلال الاستجابة لدعوة المصالحة الوطنية التي أطلقها المؤتمر بعيداً عن المكايدة والعناد وبعيداً عن الاملاءات والمشاريع الخارجية، ما لم فإن سفينة الوطن ستغرق بنا ولن ينجو أحد.. وحينها ستلاحقكم لعنات التاريخ والاجيال!!
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41668.htm