الميثاق نت -

الإثنين, 05-يناير-2015
علي عمر الصيعري -
اعترف بأن الخبر الذي تناقلته الصحف ووكالات الأنباء ، مؤخراً ، عن لجوء الرئيس عبد ربه منصور هادي لدولة عمان وإيران للتوسط له عند " الحوثيين " لتغيير مطلب " الأقاليم الستة " في مشروع الدستور الجديد إلى نظام الإقليمين مقابل التمديد له في الرئاسة خمس سنوات اضافية ، أثار اندهاشي واستغراب العديد من المحللين السياسيين للشأن اليمني جالباً العديد من علامات الاستفهام تبدأ بأن هادي " تجاوز السلطة التشريعية والمتمثلة في "البرلمان" القائم أولاً ، وثانياً كبريات الأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة في اليمن وفي مقدمتها المؤتمر الشعبي العام بذهابه للتفاوض مع مكون سياسي جديد لم يسجل نفسه بعد بصفته حزباً سياسياً معترف به دستورياً ، وإن كان فرض نفسه في غفلة من الزمن كأمر واقع بقيامه بما اسماه " ثورة 21 سبتمبر " وما هي بثورة بدليل بقاء " هادي " نفسه على رأس السلطة التي كان من المفترض أن تغيره هذه الثورة المزعومة وتغير معه منظومة الحكم وتدعوا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وما إلى ذلك .
دعونا ألا نتوغل في هذا الموضوع لأنه ليس بيت القصيد لمقالنا هذا ، بل اوردناه لإثبات خطئ الرئيس هادي في اقدامه على التفاوض مع ذلك المكون أو اثبات نوايا أُخر كان يبيتها لتفكيك بنود المبادرة الخليجية والالتفاف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي خسرنا فيه المال والوقت معاً، ليعود بنا إلى نقطة الصفر ، لنخرج إلى نتيجة واحدة تقول إن مناورات الرئيس هادي كانت تنصب في استماتته للبقاء على سدة الحكم مهما كانت التضحيات سواء بمستقبل الوطن ، أو أمنه ، أو كيان دولته التي يفترض أن تنهض ثانية من بين انقاض فتنة 2011 بعد الربيع "العبري" الذي احدث الفوضى العارمة التي أدت لهذا الواقع المؤسف له . أما التساؤلات الني تشير بأصابع الريبة والشكوك ، فتقول : لماذا انصاع " هادي " لتلاعب حكومة " با سندوة " بأسعار المشتقات حينها ليعطي الفرصة لكيان " انصار الله " ليقوموا بحركتهم ويجدوا التفافاً اعتباطيا من قبل الشعب حولهم ويجتاحوا صنعاء ويصيروا القوة السلطوية الحاكمة على المؤسسات الحكومية ؟! لقد كان في مقدوره افشال مخططاتهم لو أنه كان جاداً في لعب دوره كرئيس يهمه سلامة الوطن وما تبقى فيه من منجزات النظام السابق الذي شهد له الأعداء قبل الأصدقاء بصوابية سياسته وبرامجه الاقتصادية ؟! . هذا أولاً ، وثانياً لماذا لاذ بالصمت طوال العامين الماضيين حيال مسألة انهيار القوات المسلحة والأمن واضعافهما في الوقت الذي كانت تقوي فيه شوكة الجناح العسكري لحزب "الإصلاح " وقوته المدنية السلطوية الطامعة في السلطة ، ليخرج علينا بعدها بسياسة " افتن بين المكونات تسد " ؟!
خلاصة ما تقدم تأخذ بنا إلى حقيقة واحدة مفادها أن دافع الرئيس هادي أكبر من التطورات والمستجدات التي ألمت بالوطن . وبعبارة أخرى أكثر وضوحاً تشير إلى أن هذا الدافع أو الهدف ينصب في لهفته على التمديد لرئاسة يعلم الله امدها ، لأننا اليوم لا نرى من الجمل سوى ذيله ليس إلا . فهل نفيق قبل فوات الأوان ؟! . نتمنى ذلك .
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41670.htm