الميثاق نت -

الإثنين, 05-يناير-2015
د.علي مطهر العثربي -
< الانطلاق صوب المصالحة الوطنية التي لاتستثني أحداً واحد من أبرز الأدلة التي يقدمها المؤتمر الشعبي العام على صدق توجهه وصفاء نيته وعمق ولائه لقدسية التراب الوطني للجمهورية اليمنية، فهو بدون شك التنظيم السياسي الرائد الذي يحمل هموم وتطلعات الناس بدون استثناء ويتحمل الأذى الذي تمارسه القوى السياسية الأخرى التي لاتمتلك تجربة وطنية شديدة الثراء بالانجازات الوطنية كهذا التنظيم الذي ملأ الوطن اليمني الواحد حباً وتسامحاً ووفاءً وعطاءً لاحدود له على الاطلاق.
إن التسامح والتصالح من اساسيات الحياة السياسية في سلوك المؤتمر، بل إن الفكر الاستراتيجي السياسي له يعد التسامح والتصالح جوهر الحياة الاجتماعية والسياسية، لأن التسامح والتصالح من أبرزمقومات الحياة الانسانية، وهو الدعامة الأقوى التي تساهم في بناء الحضارة الانسانية وتعزز الوحدة الوطنية وترفع باتجاه تعميق الولاء الوطني البوتقة التي تذوب فيها كل الولاءات الضيقة وتقود الى تحفيز الاستعداد المطلق الى التضحية من أجل حماية الوطن وصون سيادته المقدسة والذود عن مقدراته وكل مكوناته الجغرافية والسكانية بروح معنوية عالية قوية الايمان والاعتصام بحبل الله المتين.
ان اصرار المؤتمر الشعبي العام على المصالحة الوطنية التي لاتستثني أحداً ليس ترفاً سياسياً او بهرجة اعلامية، بل ضرورة حياتية ادركها المؤتمر منذ اللحظة الاولى لتأسيسه في اغسطس 1982م وهي بالنسبة لسلوكه اليومي منهج حياته اليومية التي لاتستقيم بدون المصالحة والمحاورة التي تسهم في عملية البناء والاعمار وتقضي على بوادر الحقد والكراهية، والأكثر من ذلك أن المؤتمر يؤمن يقيناً ان المصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثني أحداً في ساحة الفعل الوطني بوابة السلام الاجتماعي والشراكة الوطنية الواسعة والطريق الآمن لإعادة إعمار اليمن وتجميع عناصر القوة القومية للجمهورية اليمنية من أجل الانطلاق صوب المستقبل بروح الولاء الواحد لقدسية التراب الوطني الذي يعزز التدافع والتعاضد والتوحد من أجل حماية السلم الاجتماعي وصون الكرامة الانسانية ونزع فتيل التباغض الذي أعاق حركة الحياة وسمم أجواء الاخوة وقضى على مفاهيم المحبة وأواصر القربى.
لقد برهنت أحداث الحياة السياسية على أرض الواقع ان المصالحة الوطنية هي جوهر الحياة الآمنة والمستقرة وهي الطريق الآمن لانجاز المهام الوطنية وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وما دامت كذلك فإن المؤتمر الشعبي العام يصر على تحقيقها عملياً بين مختلف مكونات الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد وفي كل مناسبة يجدد دعوته اليها ويؤكد على نهجه الدائم والصارم في التمسك بالثوابت الدينية والوطنية والانسانية ويجعل من كل ذلك واقعاً عملياً باصرار يتجاوز التحديات الداخلية والخارجية ويصوغ الارادة الكلية وهي إرادة الخير العام الذي أقر به الخالق جل شأنه.
ففي ذكرى مولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي بعثه الله متمماً لمكارم الاخلاق الحميدة يجدد المؤتمر الشعبي العام دعوته للمصالحة الوطنية ويجعل منها محطة بالغة الأهمية للالتزام المطلق بما جاء به صلى الله عليه وآله وسلم والعودة إلى جوهر الاسلام الحنيف والكف عن المناكفات والغواية والمكايدات والوقوف أمام سيرة أعظم خلق الله الذي بنى الدولة الاسلامية التي بلغت مشارق الارض ومغاربها، بالعدل والحرية والمساواة واحترام القيم والمثل وتحقيق خير الانسانية كافة.
لقد جعل المؤتمر الشعبي العام من ذكرى مولد الرسول الكريم محطة لتدارس سيرته العطرة والاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم.. قال تعالى: «لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً» صدق الله العظيم..ونحن ندرك اليوم أن اليمنيين كافة في أمس الحاجة إلى هذه المحطة الدينية الخالدة لمراجعة الأقوال والافعال ونتائج كل ذلك ومعرفة القرب والبعد من الاسلام عقيدة وشريعة.. ومن أجل ذلك فقد جدد المؤتمر الشعبي العام من خلال رئيسه الزعيم علي عبدالله صالح دعوته الى المصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثني أحداً من القوى السياسية على اعتبار ان القوى السياسية هي السبب والمسبب في آن واحد لما وصلت اليه البلاد من التدهور والانقسام الذي أثر على النسيج الاجتماعي وتفكيك الدولة واضعاف قدراتها، الأمر الذي يستدعي بالضرورة الاتجاه صوب المصالحة الوطنية بدلاً من المناكفات والمزايدات وليجعل الجميع أمام الصورة الحقيقية لواقع الاحزاب والقوى السياسية، فاذا كانت ترجوا الله واليوم الآخر فإن عليها أن تقدم البيان العملي من خلال الإقدام على المصالحة الوطنية الشاملة التي لاتستثنى أحداً على الاطلاق.
إن ذكرى مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاء بها محطة اختبارية أمام القوى السياسية هل ترجوا الله واليوم الآخر؟ أم أنها تسير في غير ذلك؟
والبيان الذي يؤكد صدق توجه القوى السياسية المتصارعة هو الإقدام على المصالحة الوطنية من أجل حقن الدماء وتجديد البناء والنهوض بالانسان وجعله هدف التنمية ووسيلتها للوصول إلى ما يرضي الله ورسوله ويحقق خير الانسانية ويعزز من روح التضحية الوطنية ويزيل رواسب الحقد والكراهية ويمنع الغلو والتطرف والارهاب ويقوي عوامل التكافل والتسامح بين مكونات المجتمع الواحد والموحد بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41672.htm