الإثنين, 12-يناير-2015
الميثاق نت -  كتب/ توفيق الشرعبي -
الكل فقد الثقة بالرئيس هادي والجميع يوجهون له هجوماً مباشراً وعنيفاً وصل حد إتهام خيانة الأمانة بعد أن كانوا يرون فيه المنقذ والمخلص ومفكك الأزمة، ويجيئ التصعيد العنيف ضد هادي مع كل انزلاق للوطن نحو الهاوية والانهيار.
الكثير يرون أن ما يحدث في اليمن منذ أن تولى هادي دفة الحكم يؤكد أنه يعمل على اخضاع كل القوى لإرادته بل ازاحة الاقوياء اشخاصاً وجماعات وأحزاباً من طريق ترسيخه لنفوذه المطلق فأطلق نقمته عليهم فبعضهم شرد وآخرين عوقب والبعض رحل وغيرهم ايقظ بينهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
< المعطى السياسي العام لما يحدث منذ تولي هادي الرئاسة يؤكد نتيجة وخلاصة يجمع عليها غالبية اليمنيين، أن بقاء الفترة الانتقالية يعني اغتيالات وتفجيرات وقتلاً وابادة وجوعاً وتمزيقاً وانهياراً بل إن بقاءها بمثابة خطر يومي يتهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلمه الاجتماعي.
< المثير للريبة أن الرئيس هادي يتعامل مع ما يحدث ببرودة اعصاب وبيانات جوفاء على ألسنة مستشاريه وكأن السلطة قد أعمته عن غلاوة الدماء اليمنية وطهارتها وعن الانفس البريئة وحقها في العيش الكريم الآمن وعن وحدة وتلاحم اليمنيين.
< ما يحدث في عهد الرئيس هادي لا ينبئ سوى عن تربص واصرار على استمرار الموت والقتل والدمار والقلق في أوساط اليمنيين.
< الى الآن غير مفهوم لدى اليمنيين- مثقفين وساسة وقوات مسلحة ومواطنين -ما الذي يريده الرئيس هادي وماذا يجري في حساباته أمام هذه المشاهد المحروقة والمأساوية، فهل هادي ومن حوله من قوى الفتك ومستشاري الويل يسعون لتجريد اليمن أرضاً وانساناً من ضمانات العيش الكريم والديمقراطية والوحدة والمدنية؟
< الجميع يتساءل بحرقة وألم وجوع هل الدماء والدمار والأنين والآلام والتشرد والإرهاب والمماطلة هي الضمانات القوية لبقاء الفترة الانتقالية.. وهل ابتلاع المليشيات والجماعات المتطرفة والعنيفة لليمن ولأمنه واستقراره ثمن للتمديد؟!!
< هادي بات عرضة للتهم بما يجري اليوم من أحداث وقتل جماعي وفردي.. ومهما يكن بريئاً يظل هو الطرف المسرع لحدوث كل ما يحدث والمسهل بمماطلته وتمديده للانتقالية.. لمهمة القتلة والمجرمين والعابثين بأمن الوطن وحياة المواطنين.
< هادي أتى بتصرفاته وتوجيهاته على كل ضمانات الأمن والاستقرار، وطال بقراراته كل الوطنيين والشرفاء، وفتح المكاتب والمناصب لكل فاشل وخائب ممن وجد في الرئيس هادي قابلية وحافزية لتفجير الأوضاع وزعزعتها.. وهو الحاصل اليوم.
وسواءً أقر هادي بفداحة ما يحصل في عهده أو لم يقر فلن يتغير في الوضع شيء، وهناك من يستدرجه الى ما هو أبعد من اقتتال اليمنيين وتمزيق وطنهم الذي استلمه واحداً موحداً.
فالرئيس هادي يستنسخ -بإرادته أو بغير إرادته- تجربة المالكي في الحكم وهذه التجربة مكلفة جداً خصوصاً أنها تنظر للشعب بعيني «الحجاج» وتحتاج من هادي الى النفخ المتواصل في رماد الفتن ولكنها في النهاية لن تعفيه من تبعاتها وأوزارها من تخريب وقتل وتدمير للحياة العامة ونهب للأموال وتفكيك للجيش والأمن والاقصاء واسقاط الأسلحة الثقيلة بأيدي المتطرفين والإرهابيين والمليشيات.
قد يكون الرئيس هادي الرابح الأول والأكبر لبعض الوقت من استنساخ تجربة «المالكي» وبمعيته قوى الفتك وبطانة «الأشرار» ولكنها تجربة ستقوم على محارق من الحروب الأهلية الطاحنة والتي بدأت تلوح في الأفق من خلال العمليات الإرهابية التي تستهدف تجمعات المواطنين في الاسواق وميادين الاحتفالات.
وحتى لا يجد «هادي» نفسه «المالكي» في اليمن، لايزال هناك حيز من الوقت لإجراء مصالحة وطنية شاملة، والعودة الى ما تم التوافق عليه من مبادرة خليجية ومخرجات حوار وطني وبنود اتفاق السلم والشراكة، وتفويت ما يراد لهادي وللوطن وللشعب وللدولة المدنية من شرور وفظائع..
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41755.htm