عبدالله الصعفاني - اتفق أو اختلف وأنت تعلق على ما حدث من الواحد والعشرين من سبتمبر 2014 حتى الآن .. لكن الاختلاف أو الاتفاق لا يلغي حقيقة وجود قوة منظمة التقت بقوة شعبية تلقائية ملّت من هذا الفراغ الكبير المسمى دولة.
♢ كلا القوتين أصبحتا ذات تأثير هائل شاهدناه في تحول كيانات سلطوية كبيرة إلى مجرد أشكال كرتونية أو لنقل قوالب رخوة من الجبن .. والمعنى أنه لا مفر من التسليم أمام ما تنسجه الأحداث من أن المشهد في أي بلد ليس سوى مجموع القوى الحية المؤثرة ولا معنى للعبة التجاذب التي يمارسها أحفاد الصحائف أمام بيض الصفائح.
♢ ولا حظوا أن الذي سبق يأتي في سياق الكلام السياسي ولا يعني بالضرورة التباين حول التقييم في جانبه الأخلاقي أو مفهوم الشراكة أو انسجام ما يحدث مع مواد الدستور الذي صرنا نتسوله !
♢ وبمناسبة الدستور الذي نستجدي حضوره اليوم يجدر التذكير أن من يطلبونه اليوم انقلبوا عليه قبل أربعة أعوام بحجة شرعية ثورة الربيع التي رفضت الدستور والانتخابات أو حتى استبدال الثورة بالتصحيح الهادئ ، وعندما جاءت شرعية ثورية أخرى في 21 سبتمبر الماضي التي تصدر أنصار الله أحداثها صار الذين استنصروا بشرعية 2011 يستصرخون ضد ثورة 2014م .
♢ وفي المسافة الزمنية القصيرة في عمر الشعوب ها نحن نواصل مشاهدة متواليات التناقض حيث ثورى الأمس دستوري اليوم ولا جدوى من سؤاله عما إذا كانت المواد الدستورية والقانونية صالحة للاستخدام في زمن اختلاط نابل الوحدة بحابل التشظي .
♢ واليوم .. ها نحن في أزمة وأزمة كبيرة لولا هذا الوعي الشعبي الذي يبدي ممانعة محترمة بالقياس إلى حجم النفخ في الفتن وفي الأقلمة وما إلى ذلك من الأمور التي لا تنفك عن السؤال الحائر .. كيف يمكن للوطن اليمني أن يتجاوز المحن ويتغير ويتطور بدون تغيير في عقول من يعبدون النفس الأمارة بالسوء .. ويركعون لأطماع الذات الحقيرة .
|