الميثاق نت -

الإثنين, 26-يناير-2015
محمد شرف الدين -
< القلق الذي أبدته العديد من دول العالم وتحديداً الدول الراعية للمبادرة الخليجية إزاء التداعيات الخطيرة في المشهد اليمني، لا يختلف عن حالة القلق الذي ظلوا يرددونه منذ حوالي خمس سنوات، على الرغم من اننا ناشدنا وتوسلنا رعاة المبادرة التحرك لانقاذ الوضع فكانوا يهزون رؤوسهم باستكبار ولا مبالاة..
منذ خمس سنوات واليمنيون يصرخون.. يشكون.. يستنجدون بالأشقاء والأصدقاء، التحرك تقديراً واحتراماً للقائد العربي الشهم المرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حرص على أن يرعى اتفاقاً بين القوى السياسية اليمنية لحل الأزمة، لكن هناك -للأسف- من تعمدوا اغتيال فرحة اليمنيين والحيلولة دون نجاح اتفاق تاريخي وضع لبناته وجرى توقيعه بحضرة خادم الحرمين الشريفين.. وكانت الاطراف الاقليمية المعارضة للمبادرة الخليجية رافضة لهذا الاتفاق منذ اليوم الأول..
من جديد خذل الأشقاء والأصدقاء الشعب اليمني الذي أجمعت قواه السياسية على الحل السلمي للأزمة وتركوه وحيداً يجره اعداء أمتنا للغرق في بحر من الدماء والعنف والفوضى..
خمس سنوات والشعب اليمني وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني الديمقراطي يحذرون ويطالبون بضرورة التمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، كمقدس يجب عدم تجاوزه.. ولم نجد آذاناً صاغية.. وذهبت اصواتنا وبياناتنا ومناشداتنا ادراج الرياح..
كانت دماء اليمنيين تُسفك ومعاول الهدم تُدمر مؤسسات الدولة وتسابق القريب والغريب الى تفكيك الجيش والأمن.. باسم الهيكلة.. وظل سفراء الدول الراعية للمبادرة.. أشبه بالاصنام البشرية يشهدون ذبح اليمن ودولته.. ونسف المبادرة في اصرار على افشال دور خادم الحرمين الشريفين في اليمن الذي رعى شخصياً اهم اتفاق تاريخي لحل الأزمة اليمنية ولم يحرك السفراء ساكناً.. ولو استشعر رعاة المبادرة المسؤولية والحرص على تنفيذ مضامين هذا الاتفاق والآلية المزمنة أولاً بمصداقية لما آلت الأوضاع في البلاد إلى هذا المستوى الخطر..
> إنه لأمر محزن جداً وكارثي للغاية أن يترك الأشقاء والأصدقاء اليمن لتعبث بها نفس القوى التي اسقطت المبادرة والدولة اليمنية، دون اية مراجعة لمواقفهم ولا نقول- الأخطاء- طوال رعايتهم للمبادرة.. ونجدهم يذهبون اليوم لاعادة تكرار نفس الأخطاء من خلال ترك الشأن اليمني يحدده جمال بن عمر المبعوث الدولي، ليقرر ما ينفذ من المبادرة وما لم ينفذ، ولعلنا نجد في تعيين مبعوث خليجي مؤخراً تأكيداً على غياب الدور الخليجي في حل الأزمة وتحديد مستقبل اليمن..
وما يبعث على القلق أكثر اليوم هو ان البيان الصادر عن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الأربعاء، يظهر ان الأشقاء وهم يتحدثون عن أمنهم وأمن اليمن لايزالون يبنون قراراتهم على معلومات إعلامية تبثها قنوات فضائية معروفة بتعصبها لمشروع جماعة الإخوان المسلمين.. فقد تعمدت قناة «الجزيرة» بث تسجيل لمكالمة مزعومة بين الزعيم علي عبدالله صالح وقيادي من أنصار الله في هذا التوقيت من أجل استهداف المؤتمر الشعبي العام ورئيسه، فذلك التحريض المفضوح سواءً عبر «الجزيرة» أو «العربية» يوحي لمن يجهل حقيقة الأحداث في اليمن وكأن المؤتمر ورئيسه هم من استولوا على دار الرئاسة وحاصروا منزل الرئيس هادي.. هذا اذا لم يكن الهدف من ذلك الترويج المبالغ فيه هو تخفيف الضغط على عبدالملك الحوثي..
حقيقة لقد جاء بيان مجلس التعاون الخليجي ليزيد المشهد قتامة، وبعيداً عن الكثير من التفاصيل التي تضمنها، إلاّ أننا نكتفي بالاشارة فقط لنؤكد للأشقاء أن الشرعية الدستورية في اليمن انتهت في فبراير عام 2014م وفقاً للمبادرة الخليجية..
لكن الأفظع من ذلك ان بيان الأشقاء يثير كثيراً من التساؤلات في الشارع السياسي ولماذا اشترطوا ايفاد مبعوثهم إلى اليمن بانسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزل الرئيس ورئيس مجلس الوزراء.. كما جاء في البيان نصاً «وفي حال قيام الحوثيين بالانسحاب من دار الرئاسة ومنزل الرئيس، ورئيس مجلس الوزراء ورفع نقاط التفتيش المؤدية إليها، واطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة، وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة، فسوف يتم ايفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون للتواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية»..
أليست هذه الاشتراطات قد اعطت جماعة الحوثي شرعية من قبل الاشقاء في دول الخليج على بقاء اللجان الشعبية التابعة للحوثي في العاصمة صنعاء.. والمضحك المبكي أيضاً أن الرئيس هادي ومستشاريه اعلنوا مساء الأربعاء عن اتفاق يبدو انه جرى تفصيله وفقاً لمطالب وزراء دول مجلس التعاون..
إذاً فثمة لعبة سياسية يجري استخدامها بمهارة واحتراف نخشى أن الذين اسقطوا المبادرة الخليجية في غمضة عين وفصلوا اتفاق الاربعاء في ساعات أن يختزلوا أمن اليمن واستقراره وأمن دول الخليج في انسحاب مسلحي الحوثي من جوار منزل الرئيس هادي، ودار الرئاسة ومقر سكن رئيس الوزراء..!!

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41922.htm