الميثاق نت -

الإثنين, 26-يناير-2015
د.علي مطهر العثربي -
< الاستهداف الممنهج الذي تحبك خيوط مؤامراته القوى الحاقدة على اليمن الواحد الموحد ليس وليد لحظة زمنية محددة، وقد قلنا أن ذلك كان منذ وقت مبكر بسبب الموقع الجغرافي الذي حيا الله به اليمن وما سجله الخالق جلَّ في علاه في الكتب السماوية من إعلاء لشأن اليمن وأهلها، وما عززه رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أقوال وأفعال وتقرير عن مكانة اليمن وأصلها في كوكب الأرض، وما روته أسفار التاريخ من المآثر الحضارية والإنسانية لإنسان اليمن، وهو ما تفتقر اليه تلك القوى أياً كانت.. الأمر الذي ولدّ لدى تلك القوى الحقد الدفين على هذه الأرض وأهلها الموحدين الساعين في الأرض من أجل الخير والسلام والمحبة والتسامح الناشرين للعدالة ومكارم الأخلاق.
ولئن كانت المؤامرات التي تحاك ضد اليمن وأهلها قد زعزعت أركان الحياة السياسية والاجتماعية وأحدثت فعلاً جارحاً في مكونات المجتمع اليمني الواحد والموحد، إلا أنها لم ولن تنال من قوة إيمان اليمنيين بالله رب العالمين وشدة اعتصامهم بحبله المتين وعظمة انتمائهم لقدسية التراب اليمني الواحد والموحد، ولمن يجهلون ذلك أن يدرسوا تاريخ اليمن ذلكم السفر العظيم الذي سجل مآثر إنسان اليمن في معظم المكونات الجغرافية للكرة الأرضية، وعليهم بذلك لكي لا يتعاظم جهلهم باليمن، فلا يدركون حقيقة إيمانهم بالله رب العالمين وسر اعتصامهم بحبله المتين وقوة بأسهم على أعدائهم فسيصبحون على فعلهم نادمين حين لا ينفع الندم.
إن المحاولات الفاجرة التي تقودها بعض وسائل الإعلام المأجورة لإثارة الفتن المذهبية والطائفية والقبلية والقروية والحزبية واستغلال بعض الاختلافات الطبيعية بين القوى السياسية لتجعل منها وسيلة لأعداء الوحدة الوطنية لتفريق صفوف اليمنيين وتمزيق أرضهم ودولتهم الواحدة والموحدة هو ما بات انسان اليمن البسيط يدركه ويشعر بخطره على مستقبل أجيال اليمن الواحد الموحد، فكلما زادت إثارة الفتنة من تلك الأبواق كلما أدرك اليمنيون كافة أنهم أمام تهديد خطير يعيق السلم الاجتماعي ويباعد بين القوى السياسية ويعمق هوة الاختلاف، الأمر الذي يدفع الكافة باتجاه التلاحم الوطني الشامل لمواجهة ذلك الخطر وتحديه بقوة الإيمان المطلق بوحدة الصف ووحدة القدر والمصير الذي لا مفر منه على الإطلاق.
إن الحملات الممنهجة والممولة بالمال العربي والناطقة باللسان الذي ضد اليمن الواحد باتت تقدم صورة بارزة من صور العمالة والارتهان لأعداء الأمة العربية والاسلامية، وأصبح الإنسان في أي مكان من العالم يدرك أن كل ذلك الفعل الفاجر والقبول بالارتهان للغير دليل على عدم امتلاك البعد الاستراتيجي الحضاري والانساني والخواء الفكري الذي تدشنه العناصر التي قبلت على نفسها أن تكون مجرد بوق للأعداء وأدادة لصب الزيت على النار لاشعال الجروح في يمن الإيمان والحكمة، وأن تلك العناصر الناطقة والممولة لا تملك من أمرها شيئاً فقد تنازلت عن حريتها وكرامتها لتمكن العدو الخارجي من تحقيق رغبته في تركيع اليمنيين وتمزيق دولتهم الواحدة والموحدة بسبب شعورها بالنقص وعدم قدرتها امتلاك الرؤية القومية التي تعيد للأمة مجدها وألقها، لأن القوى الأجنبية المعادية للإسلام والعروبة ترى في أن المد القومي المتحرر قادم من اليمن فإنها توهم تلك العناصر المصابة بعمى البصر والبصيرة، بخطر الوهم وعدم القدرة على فهم التاريخ فاستغلت ذلك الجهل ورسمت خططها للنيل من اليمن وجعلت من تلك العناصر أدوات لتنفيذ مخططاتها العدوانية على مقدرات الوطن العربي الكبير.
إن الحملة الإعلامية المسعورة التي نفذتها عناصر الارتهان والاستسلام ضد اليمن خلال الفترة من 2011م وحتى اليوم قد جعلت انسان اليمن يدرك أنه أمام تحديات عظيمة عليه أن يكون أو لا يكون، واليمنيون بقوة إيمانهم بالله وشدة اعتصامهم بحبله المتين ومعين حكمتهم لا يقبلون إلا أن يكونوا فاعلين ومؤثرين ولا يرضون بالعيش في ظل الهوان والانكسار وهم يرون وعبر مراحل تاريخهم إما أن يكونوا صناع مجد وتاريخ وحضارة إنسانية يحققون معنى الاستخلاف الذي خلقهم الله تعالى من أجله وإلا فباطن الأرض خير لهم من التبعية والعمالة والإذلال والانكسار، واليمنيون عندما يرسمون مستقبلهم بأنفسهم يثقون تماماً بأنهم ماضون في الاتجاه الصحيح الذي يحقق رضا الله، لأنهم يدركون بأن أي تدخل خارجي يجلب لهم القوالب الجاهزة لا يمكن أن يكون وراء ذلك الخير للإنسانية بقدر ما فيه من المساس الفاجع في مستقبل الأجيال القادمة ومن أجل كل ذلك يرفض اليمنيون أية محاولات خارجية تفرض عليهم مشاريع تتعلق بمستقبل الأجيال، لأن الحياة قد صقلت إدراكهم وفهمهم لمن يدس السم في العسل، تقديري البعض ممن هم مصابون بعمى البصيرة أن ظاهر تلك المشاريع رحمة خصوصاً عندما تلامس بعض الأهواء المناطقية والطائفية فيندفع بالعاطفة صوب تلك المشاريع ولم يدرك أن باطنها العذاب الدائم والتدمير الشامل للقدرات اليمنية.
إن ما أظهرته الأيام القليلة الماضية من التماسك وقوة الترابط وعظمة التلاحم رغم تسارع الأحداث الجسيمة على الوطن قد جعل أعداء اليمن يدركون تمام الإدراك بأن اليمنيين أصحاب إرادة فولاذية على العالم احترامها وتقديرها ومساندتها من أجل الوصول الى خير الإنسانية والسلام العالمي، وبقي على القائمين والممولين للأبواق النافخة في الكير من أجل نار الفتنة في اليمن أن يدركوا تمام الإدراك بأن إثارة الفتنة في اليمن سينقلب عليهم وبالاً وسيشربون السم الذي يدفعون ثمنه من المال العربي، وليدرك الجميع أن اليمن وأهلها أصحاب رسالة ومشروع حضاري نهضوي يقدم خير الأمة العربية والاسلامية لانتشالها من الانكسار والتبعية وهم يرون أن الاسلام روح والعرب جسد ولايرون.
الحياة الكريمة والشامخة إلا في وحدة الروح والجسد فخيرهم للناس كافة فكفوا أذاكم عنهم واحذروا حلمهم وصبرهم، فقد طال وتطاولتم على ذلك الصبر وتجاوزتم وغركم الغرور.
إن التماسك الذي أظهره اليمنيون كافة خلال الأزمة الكارثية من 2011م قد قدم للعالم البرهان المبين الذي لا يقبل الجدال بأن اليمنيين يرون في وحدة أرضهم ودولتهم وإنسانهم خيراً للإنسانية كافة، واحترم العالم هذا التوجه الإنساني، ومن أجل ذلك فإن عليكم احترام طموحات اليمنيين لأنها لا تستهدف أحداً ولا تكن عداءً لأحد واتركوا الأوهام واتجهوا صوب الوحدة العربية الشاملة الحلم الذي يراود الأحرار في كل مكان من أجل التخلص من التبعية والانكسار والعيش بحرية وسلام.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:12 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41924.htm