الثلاثاء, 27-يناير-2015
الميثاق نت -    أحمد مهدي سالم -
< كان الرسام الاسباني (سلفادور دالي) يرسم أحلامه وكوابيسه ..صباح اليوم التالي بمهارةٍ فائقةٍ، وحذقٍ مقتدر.. فتتجسد بشكل لوحاتٍ فنية بديعة.. تغلب عليها النزعة السريالية، وهي مدرسة في الفن والأدب تعتمد على التهويم ومبالغة التخييل، ولغة اللاشعور، والأخيرُ تعده مرتكزاً رئيساً في تشكيل وعي الفرد، والتعبير عن نظرته الى الحياة والواقع.
المشهد في بلادنا اليمن يتشكل بهيئة صورة سريالية صادمة وغير متوقعة حتى لدى أبرع المحللين من تدهور الى أسوأ.. من توافق كاذب الى انهيار.. من صلابة مواقف الى تليين وسهولة وإسهال.. من منطقة توتر الى انفجارات متتالية، ومن بقعة جوعٍ وإفقار.. الى إفقار تام وفساد كامل الدسم..من شبه سيادة الى استباحةٍ مقرفة.
القتل يتزايد، والمواطن يتجرع، وقوى السلطة الفاسدة المفسدة عبثت وتعبث بمليارات الدولارات.. حتى صارت الخزينة فارغة وتفكك الدولة قد بدأ.
الحمق والغباء والحقد وضعف الخيال السياسي، وحقارة أنشطة الأحزاب، وتفاهة قادة التغيير المزعوم، وتكلّس عقول النخب، كل ذلك أوصلنا الى دولة داخل الدولة، بل الى دويلات غير معلنة «مكونات شرسة» في داخل كيان الدولة الفضفاض.. فتعمل على نهشها وقضمها ولدغها شيئاً فشيئاً.. مثلما فعل فأر السد بل وأشنع، وجعل غالبية المواطنين يترحمون على أيام عفّاش العامرة بالخير والخصب والنماء والأمن والمشاريع والمناخ الديمقراطي المقبول قياساً بحداثة التجربة.
للتأمل
< فترة علي عبدالله صالح.. انعشوا ذاكرتكم قليلاً- التلفزيون الرسمي.. كل يومٍ أخبار افتتاح مشاريع أو وضع أحجار أساس لمشروعات أخرى.. بمليارات تنطح مليارات وفي مكان غير المكان.. توزيع يا جاحدون!
< لو كان سلفادور دالي.. حياً لطار الى اليمن فوراً وعاين مواد لوحاته الغرائبية، ولقبَّل رأس هادي بحرارة.
< قبل 2011م.. كانت هناك دولة، وخلال السنوات الأربع.. ما تبقى من دولة، والآن في عام 2015م.. محاولات القضاء على بقية ما تبقى من شكل وجسم الدولة.
< النظام السابق يا أبواق العمالة.. أفضل من النظام اللاحق، ومحطة 2011م الانقلابية لم تكن كارثية كما قال الرئيس هادي بعد الخراب، وإنما أسوأ مأساة دهمت البلد.. اليمن -في تاريخها الحديث.
(إيماءة)
قال تعالى: «ولا تُلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون» «البقرة: 42».
آخر الكلام
وَعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أَوهمني
أَنِّي بِقَلَّةِ ما أَثنيت أهجوكا
كفَى بِأَنَّكَ من قحطانَ في شرفٍ
وإِنْ فخرْتَ فَكُلُّ من مواليكا
- أبو الطيب المتنبي
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-41935.htm