عبدالله الصعفاني - عندما يستقيل رئيس الدولة .. وتستقيل الحكومة ويكون هناك ما يشبه الاجماع على غياب الدولة وتفكك الجيش والأمن بفعل الفاعلين يصير من أوجب الواجبات أن تشكر النخب السياسية هذا الشعب على هدوئه وتوازنه الوطني والنفسي والأخلاقي وحرصه على عدم الانجرار لأي فوضى .
♢ في ذات السياق لا يجوز لأي قوة سياسية أن تستغل هذا الخلل في بنيان الدولة وتدفع نحو إثارة أوار الشارع مهما كان الدافع لأن التظاهر وإن كان حقاً يصبح خطراً والترويج له حماقة وتهريجاً عندما نكون في أوضاع تغيب عنها مؤسسات الدولة .
♢ ولمن لا يزالون يرون في الفوضى خَلقاَ وإبداعاً وفقاً لمخرجات ورش العمل الممولة أوروبياً وأمريكياً يجدر تذكيرهم بما يلي .
♢ عندما نظمت مظاهرة تضامن في مقتل عدد من الصحفيين ورسامي الكاريكاتير بباريس وصلت المخاوف درجة تأمين نظام الصرف الصحي نفسه ، كما اجتمع المجلس الدستوري أعلى هيئة قضائية في فرنسا ليصدر قراراً بتجريد مواطن فرنسي من الجنسية بهدف القذف به إلى خارج فرنسا حيث موطن أبويه في المغرب .
♢ إن الأمن هو شرط الحريات أو كما قال الفرنسيون عقب حادثة المؤسسة الصحفية التي نشرت الرسوم المسيئة .. وكان قرار التجريد من الجنسية مسيئا إلى حقوق المواطنة الفرنسية ، ومشوّها للمبادئ التي قامت عليها الجمهورية الفرنسية .. لكن فرنسا لم تستطع تحمل مسئوليتها تجاه مواطن المفروض أنه كامل الحقوق والواجبات ..إنه الدفاع عن الأوطان في البلدان المحكومة بالأحياء .
♢ قبلها كان رئيس وزراء بريطانيا قد قال : عندما يتعلق الأمر ببريطانيا لتذهب الحريات إلى الجحيم .. وعند هذه النقطة يصح أن نقرأ ونحلل ونتفق على أن اليمن أكثر حاجة للهدوء وتجنب أي فوضى حتى لو جرت بدافع تصفية الحسابات السياسية المعقدة .
|