حاوره/ منصور الغدره -
أوضح الدكتور حسن محمد مكي -رئيس الوزراء الأسبق مستشار رئيس الجمهورية- ان الأخذ بخيار تشكيل مجلس الرئاسة أو غيره لحل الأزمة الحالية يتطلب إعلان دستوري أو بيان سياسي بالانقلاب..
وقال مكي في حوار مع «الميثاق» : أن من يريد أن ينقلب على الشرعية الدستورية عليه أن يتحمل نتائجه..
مشيداً بموقفي رئيس الجمهورية والمؤتمر الشعبي العام اللذان يتمسكان بالدستور ويدافعان عن موقفهما.
وأكد عضو اللجنة الدائمة الدكتور مكي أن من يذهب إلى حل الأزمة الراهنة في اليمن بغير الطريقة الدستورية فهو يقود اليمن إلى كارثة كبرى، لاتستثني أحداً..
فإلى نص الحوار :
♢ يا دكتور كيف ترى المشهد السياسي اليوم..؟
-أيا من المشهد السياسي اليمني أم الدولي أم الإقليمي.
♢ اليمني، ومن ثم الإقليمي والدولي ؟
-الحديث عن المشهد السياسي اليمني يجعلنا نسأل هل المشهد اليمني تابع للمشهد الإقليمي ام العكس..
♢ .. وأنا أسألك في هذا.. هل المشهد اليمني تابع ام متبوع..؟!!.
- الذي يدفع يُتبع والذي يقبض يتبع.
♢ وأين منهما يمني؟
- قالها وهو يضحك مستغربا "مش عارف".. فتش لتعرف أن كان اليمنيون يقبضون، فهم تابعون وليس متبعين..
♢ إذا كيف يمكن لليمن ان يخرج من هذه الأزمة؟
- الآن اليمن في خطين إما أن تنجح بان تتفق القوى السياسية ويعودون إلى البرلمان والدستور. وإما ان تختلف، وبالتالي نذهب الى صومال ثاني.
♢ من الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة ؟
-.. اليمنيون هم من أوصلوا أنفسهم إلى هذه المرحلة العصيبة.. وأنا أرى في عيني اليمنيين كلهم سواء، فلا أميز بين شمال وبين جنوب وبين الصغير والكبير وبين السياسي وغير السياسي، فجميعهم شاركوا فيما وصلنا اليه.. نحن تُهنا والذي يتوه ولم يجد له مرشداً الا بعض الاحيان يشاهد في مكان بعيد نجما فيتبعه الى حيث يصل ان قدر له الوصول وممكن لا يصل بالمرة.
♢ من الذي توه اليمنيين ؟
-الجهل.. وكلما ازداد التعليم عندنا صار صورة من التجهيل اكثر منه تعليم، فأصبح خطر المتعلمين اشد من غير المتعلمين.
♢ لكنكم قمتم بثورة 26سبتمبر 1962م على الجهل الذي كان جاثماً على اليمنيين؟
- لسنا نحن الذين خططنا ولا نحن الذين اردنا الثورة.. انما الله وحده أراد لنا نحن اليمنيين كل الخير، ولكن نحن لم ننجح في انجاز المهمة وإدارتها كما يجب.. حاولنا قدر جهدنا وضحينا بقدر ما نستطيع ووصلنا في الأخير إلى طريق مسدود.
♢ .. وهل نحن قد وصلنا بالفعل إلى طريق مسدود؟
-الآن هناك حوار يجري في موفمبيك ولايزال مستمراً ولا يمكن القول اننا وصلنا الى طريق مسدود، ولاتزال المحاولات مستمرة.
♢ يبدو أن الحوار وصل إلى طريق مسدود نتيجة تمسك كل طرف برؤيته؟
- المؤتمر الشعبي العام على حق، وكذلك الرئيس عبدربه منصور هادي على حق.
♢ لماذا ؟
-هذان الاثنان الوحيدان اللذان يريدان بقاء الدستور والذهاب في حل الأزمة بالطريقة الدستورية، فالرئيس هادي اتجه الاتجاه الصحيح، فذهب إلى مجلس النواب، وهذا الشيء الطبيعي.. أما الآخرون الذين يريدون أن يذهبوا إلى طريق آخر، فمعنى ذلك انه لابد من إصدار بيان سياسي، ولابد من تغيير جذري.
وهذا معناه نوع- لا أقول انقلاب- وإنما تغيير قسري، وليس انقلابا.. إنما هو تغيير قسري عن طريق القوة وعن طريق عدم الفهم لمصلحة اليمن الحقيقية، فالحفاظ على الدستور والعمل بالطريقة الدستورية نوع من الوعي والحضارة.. إذا نحن حضاريين كما ندعي فلابد ان نسير بالطرق الدستورية ونسير على خطى الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يريدها الى ان تنتهي ولايته الرئاسية.
♢ هو الآن قدم استقالته ؟
-ولو قدم استقالته فهو لا يزال حتى الآن واللحظة رئيساً إلى أن تبحث هذه الاستقالة في البرلمان ويبت فيها من قبل مجلس النواب بقبولها أو رفضها.. ففي كلتا الحالتين فهو لا يزال رئيساً إلى آخر قرار ويوقعه هو.
♢ لكن مع استحالة اجتماع مجلس النواب لدواعي أمنية في ظل هيمنة المليشيات على مفاصل الدولة ووضع مسؤولين تحت الإقامة الجبرية؟
-إذا اتفقت الاطراف المعنية- كما كان يقول المرحوم الأستاذ النعمان- الأطراف المعنية إذا اتفقوا سيذهبون إلى البرلمان.. هذه هي الطريقة الصحيحة.
♢ هل هؤلاء الأطراف الذين يتحاورون في موفمبيك هم من يتحكمون بالمشهد وبالشارع ؟
-نعم هم من يتحكمون بكل شيء.. فهم سيأتون بالنواب من الجنوب ومن كل مكان للاجتماع في صنعاء.. فقط عليهم أن يتفقوا، والاتفاق سوف يدبر الأمور كلها من خلال مثلا الاستجابة إلى مطالبهم الأمنية، وانسحاب المسلحين من مواقع معينة، وفك الحصار عن الوزراء والمسئولين المحاصرين وهذا معناه الاتفاق الذي أتحدث عنه.
♢ إذا اتجه الحوثيون إلى مخالفة الدستور وتشكيل مجلس رئاسي وحكومة إنقاذ وقيادة جيش ؟
-إذا صدر عنهم البيان رقم(1) فهو انقلاب دون شك.
♢ في حال صدر مثل هذا البيان.. أين سيكون مصير القوى السياسية؟
-ولا شيء.. الذي سيطر على السلطة بالقوة يتحمل المسئولية وسيعمل ما يريد- سواء أكان الحوثيين ام غيرهم- فالذي سيصدر البيان (رقم 1) سيتولى السلطة وسيصير له معارضة موجودة، وهذه المعارضة قد تكون في صنعاء وقد تكون في مناطق أخرى من اليمن وعليه مواجهتها.
♢ اذا أصر الحوثيون على المضي فيما هم ماضون فيه.. هل نكون أمام وضع طائفي؟
-لا لا.. ليس كذلك، لأنه حتى الآن المعارضة والمجلس الرئاسي المزمع إنشاؤه من قبل الحوثيين جميعهم يتبعون مذهباً واحداً.
♢ من تقصد بالمعارضة؟
-كلهم.. حزب الإصلاح والاشتراكي والمؤتمر وكل القوى الموجودة هنا في العاصمة صنعاء.. هذا إذا ظل موضوع الحوثيين محصورا هنا في العاصمة صنعاء. أما أن ينقل الحوثي المواجهات إلى محافظات ومناطق يمنية أخرى، فالوضع عندها سيختلف، حيث سيأخذ طابعاً آخر وهو طابع الطائفية، وبالتالي سيكون هذا الدمار النهائي لليمن والنسيج الاجتماعي اليمني.
♢ عندما يحسم الأمر في صنعاء سيفرض نفسه على بقية المحافظات اليمنية؟
-ليس بالضرورة ان يذهب الى هذا المنحى.. واذا اقال مسئولين في المحافظة دون الرجوع الى الرئيس هادي فالإقالة شرعية.. والحوثيون أقالوا الكثيرين لكنهم لم يستطيعوا تعيين بدلاً عنهم في مناصبهم إلا بقرارات موقعة من الرئيس هادي.
♢ هذا عندما كان هادي رئيسا واليوم فهم يقولون أنها شرعية ثورية؟
-هادي لا يزال رئيساً وإذا ما رفض الحوثيون شرعية رئيس الدولة، فعليهم أن يتحملوا مسئولية الانقلاب على الرئيس والشرعية الدستورية، لأنه من يعمل انقلاباً يتحمل مسئولية النتائج.
♢ في هذه الحالة.. كيف سيكون موقف المؤتمر الشعبي العام ؟
-أن يصر على التمسك بموقفه بالرجوع إلى البرلمان وعليه ان يبقى في صف واحد الى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي وعليهما ان يدافعا على مواقفهما وأرائهما المستندة على الدستور اليمني، وأما أن يستسلما.
♢ وان لجأوا إلى المواجهة.. ما هي الوسائل والدولة قد أصبحت بأيديهم؟
-الدولة موجودة.. انتم تتجاهلون أن الجيش لا يزال موجوداً وقادراً على حماية مؤسسات الدولة.. الجيش مفكك صحيح، لكنه موجود.. الجيش مهيكل صحيح لكنه موجود والأمن أيضا موجود.
♢ لكن هذا الجيش لم يحمِ نفسه وسلاحه؟
-المشكلة انه لا توجد هناك قيادة تمسك بيده وتشده اليها وتقوم بقيادته وتوجيهه، لان الهيكلة كانت خطأً فادحا ولم تكن سليمة والهيكلة بالطريقة التي حدثت بها هي التي أدت إلى عدم مواجهته للأمور، لانه ليس لديه القاعدة الشرعية التي يتبعها.. لكن الجيش موجود.. وهذا رأيي الشخصي في جيشنا.
وإذا ما وجد من يقوده في مواجهة أي طارئ، فهو مستعد وسيواجه الطارئ في الوقت المناسب وبالطريقة التي يراها.
♢ إذا لماذا سقطت العاصمة صنعاء ؟
-صنعاء سقطت بالهيكلة التي تمت للجيش والأمن.
♢ ولماذا لا نقول انها باتفاق محلي وإقليمي ودولي ؟
-كل شيء لابد ان يكون وراءه شيء من هذا القبيل.. قد يكون باتفاق وقد يكون مفاجأة.. وهذا يمكن ان يجيبك عليه الشخص الذي كان متزعماً المقاومة، الذي هو علي محسن الأحمر.. هل باتفاق أم مفاجأة أم بدافع آخر.. هل داخل بالمساومة الكبرى، كل الاحتمالات موجودة.
تغيير قسري
♢ هل نستطيع القول إن ما عاناه بالأمس هادي من الحوثيين يمكن أن يعاني منه المؤتمر اليوم وغداً؟
- لا.. لا.. المؤتمر الشعبي العام لم يأخذ أي موقف عدا الموقف الدستوري، في نفس الوقت قال إن أي إجماع فهو معه دون استبعاد احد وما زال عند الموقف هذا، وبشرط أن الجميع بعد ذلك يأخذون الطريقة الدستورية.. يعني يسيرون إلى البرلمان ويقولون لهم اتفقنا على كذا .. أما أي تغيير او مجلس رئاسي أو أي شيء آخر من هذا القبيل، فهذا معناه تغيير جذري يحتاج إلى بيان(إعلان) دستوري يلغي الدستور النافذ المستفتى عليه، وهذا شيء مستحيل، والقائم اليوم هو أقرب إلى التغيير القسري.
المؤتمر مستهدف
♢ هناك اتهامات توجه للمؤتمر بأنه ساعد الحوثي في الوصول إلى ما وصل إليه اليوم.. كيف ترى ذلك؟
- المؤتمر كان مستهدفاً أصلاً من المشترك، والتغييرات منذ عام 2011 هي ضد المؤتمر ورئيس المؤتمر، وعندما وقعوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لنقل السلطة، مع أنني اعتبرها مبادرة يمنية خالصة، وإنما بوساطة خليجية.. لكن لم يلتزموا بها، وبالتالي جاءت الحوارات السابقة والجارية في فندق موفمبيك التي لا تزال مستمرة.
مقارنة اليوم باغسطس
♢ الا يوجد علاقة بين الوضع الجاري اليوم بالوضع في أغسطس 1968م إبان الصراع داخل الصف الجمهوري؟
- لا.. أحداث أغسطس كانت نتيجة خلاف وسط الجيش الجمهوري يدار من قبل القبائل وبعض المشائخ.. لكن الخلاف كان بين القيادات الشابة وبين القيادات الكبيرة العائدة من المهجر..
الوضع كان مختلفاً تماماً عن ما هو قائم اليوم، ففي عام 1968م، كان هناك دولة موجودة في جنوب اليمن والصراع موجود هنا في صنعاء.. وجاءت 24سنة من عمر الوحدة اليمنية غيرت أشياء كثيرة.
الموجود اليوم ليس هذا- صحيح بعض الأطراف قد تكون مواقفهم هي ذاتها وقد تكون نزعاتهم كما هي لم تتغير.. لكن لم يعودوا إلاّ أفراداً فقط، أنما الوضع الحقيقي هو انه إذا أرادوا أن يزيحوا الوحدة، فلابد أولا من أن يفصلوا الجنوب بحيث يبقى بعدها الشمال لقمة سائغة لمن سيحكمه.. أما الشمال والجنوب لقمة واحدة من الصعب ابتلاعهما مرة واحدة لأنها كبيرة على البلعوم اليمني الذي يريد أن يحكم مهما كان قوته وحجمه، خاصة ونحن اليمنيين حوصلتهم صغيرة جداً وليست واسعة.
ابتلاع اللقمة
♢ ماذا يهدف الحوثي من وراء تغيير مسودة الدستور وتقسيم اليمن إلى إقليمين شمالي وجنوبي؟
- يريد ان يبلع اللقمة حقهم في إقليم الشمال.
♢ إذاً والجنوب لمن؟
- الجنوبيون- للأسف- عمرهم ما اتفقوا حتى عندما كانوا دولة كانوا كل عشر سنين يقتتلون.
♢ ..وانتم في الشمال ماذا تسمون ما جرى ويجري؟
- كنا نحن أيضا نقتتل.. لكن بطريقتنا، وهم أيضا كانوا يتقاتلون بطريقتهم، وكل واحد منا يقاتل بطريقته.. لكن بعدها توحدنا وتوحدت طريقتنا في القتال وأصبحنا نتقاتل يوميا وعلى طول ودون توقف وفي كل المناطق وبطرق مختلفة عن بعضها.
♢ هل تعتقد ان ما يجري اليوم في اليمن هو ضمن السيناريو الأمريكي لتقسيم المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية عبر الحروب الأهلية؟
- هذا يعلنون عنه صراحة بأن لديهم رغبات في تفكيك الدول من خلال فرز المجتمع العربي على اسس طائفية ومذهبية وإشعال الحروب والنزاعات المذهبية والطائفية بداخله..
واليمن جزء من المجتمع العربي، فقط ان لكل بلد له خصوصياته، فنحن في اليمن خصوصيتنا غير خصوصية مصر، غير العراق، غير سوريا.. ولو كان هناك تشابه لانتهت المشكلة من زمان.. العراق لها وضعها الخاص ولديها طوائف كثيرة وسوريا اقل منها مشاكل من هذا النوع.. لكن في نهاية المطاف المخرج واحد.
طبعا علاقة إيران وتركيا بما يجري واضحة لأنهما جزء من الشرق الأوسط الكبير، كما انهما الفاعلان في ما يجري في المنطقة العربية، وقد دخلا في مشاكل اقتصادية مع مصر ومع دول عربية اخرى.. لكن المفاوض والمخرج واحد هو أمريكي.
لست مبشعاً..!!
♢ إذا كيف هو مستقبل اليمن في ظل وضع كهذا؟
-أتريدني ان "ابشع" لك، وانا لست "مبشعاً".
♢ لا اريد رؤيتك كمبشع وإنما كسياسي وصاحب خبرات؟
-اليمن يحتمل كل السيناريوهات، فاذا ذهبوا الى الدستور النافذ وتفاهموا واوجدوا مخارج هؤلاء المتحاورين خرجت اليمن الى بر الأمان، وإذا ركب كل طرف رأسه فالنتيجة معروفة سلفاً شتات وتفتيت وضحايا من الشعب اليمني المغلوب على امره، والذي اذا لم يمت بالسيف مات بالجوع.
ذبح الدولة
* هل نستطيع القول أن الدولة ذبحت يوم ذبحت الجمال والاثوار اعتذار عن الاعتداء الذي تعرض له الدكتور حسن مكي ؟
-هذا كلام قاله غيري ولم اقله أنا، وإنما قاله الدكتور عبدالكريم الارياني للدكتور حسين العمري وباللغة الانجليزية وليس بالعربي.
تعز بداية الهلاك
♢ في حال أصر الحوثيون أن يمضوا في تشكيل مجلس رئاسي بهذه الطريقة.. هل ستخضع لهم بقية المحافظات الرافضة لهم ؟
-إذا كان هدف الحوثيين يتفق مع هدف الجنوبيين والحزب الاشتراكي، معنى ذلك أنهم سيذهبون الى تشجيع الانفصال أولا في الجنوب وهذه عملية صعبة وتكاد تكون مستحيلة، لان الجنوبيين كلهم - ما شاء الله- زعماء وكلهم مثقفون وكلهم قادة ولا احد منهم يخضع لأحد.. وهنا تكمن الصعوبة.. أما الحوثيون حتى وان دبروا انفسهم في صنعاء لا يستطيعون تدبير حالهم في تعز مثلا، لانهم اذا ما دخلوا تعز معنى ذلك انهم دخلوا بداية الهلاك، لان ابناء تعز ليسوا كابناء تهامة الطيبين والمسالمين، بعكس ابناء تعز موجودين في كل اليمن، فإذا تضرروا معناه تضررت صنعاء وتضرر الاقتصاد.. في الحديدة وفي حجة وسيتضرر اقتصاد اليمن كله حتى اقتصاد صعدة سيتضرر.
لان تعز هي قلب اليمن التجاري والصناعي والثقافي النابض، وابناؤها موجودون في كل مكان، بل أن أمناء عموم الأحزاب والقيادات السياسية اليمنية اكثرهم من تعز.. ونحن نرحب بذلك على الأقل بأنه عنصر هيأت له الظروف فوجد فرصة للدراسة في عدن واتوا يدرسون في جميع المحافظات، وبالتالي لهم الحق ان يأخذوا كل هذه المواقع المتميزة ولهم الحق أن يحافظوا على تعز كما قالوا أنها عاصمة ثقافية وانا اسميها أيضا عاصمة اقتصادية رغم ان العاصمة الاقتصادية هي عدن.. لكن منهم العناصر التجارية فيها هم من ابناء تعز.
حاشد ضيعت اليمن
♢ لكنهم منظرون فقط و حاشد هي التي تحكم ؟
-أول خلل للجمهورية اليمنية عندما ضربت حاشد وضربها قادتها وزعماؤها، وبالتالي ضاعوا، وضعفت الجمهورية التي كانت يومها موجودة، وبالتالي ضعفت اليمن، كما هو الحال اليوم، كنا ندافع عن الوحدة والتطور والحرية والديمقراطية اتينا بما هو اكبر من ذلك، ونطالب بحرية البول- كما قال رحمة الله عليه الأستاذ النعمان- لأن الزعماء الأوائل كانوا عظماء يبحثون عن الحرية وطلاب ديمقراطية وطلاب تطور بدون ان يكون لهم نزعة عسكرية وسلطوية..
جسم مريض
♢ النزعة الانفصالية.. كيف تراها؟
- الجسم عندما يمرض تظهر به كل العلل.. كل جسم إنسان يمشي وفيه عدة علل لا تظهر وهو في صحته، وأول ما يضعف تظهر هذه العلل المتعفنة من المناطقية والطائفية والقبلية والأسرية في أرجاء الجسم، فاذا ما قلنا ان اليمن اليوم مريض عليك ان تنتظر الكثير من العلل التي تبرز تحت أسماء مختلفة والمتمثلة في هذه الدعوات الممقوتة.
الإقليم محكوم مثلنا
♢ ما دور الإقليم في هذا الوضع باليمن ؟
-الإقليم مسكين مثلنا، فهو محكوم لا حاكم.. إذا قلت المجتمع الدولي سأقول لك نعم له دور فيما يجري باليمن.. الدول الكبرى التي لها مصالح، وقبل ما التقى بكم كنت اقرأ في كتب قديمة وتظهر ان الأمس كاليوم وان الصراع الاممي والحرب الباردة وقبلها الحرب العثمانية والأوروبية، فكان أطراف الصراع الروس والفرنسيين والبريطانيين وفوقهم الأمريكيين.. ودور البريطانيين في الخط الأزرق.
والصراع في اليمن قبل الخليج ومن قبل ما يكون هناك خليج.. وبريطانيا كانت موجودة عندنا كما كانت موجودة عندهم، فعندهم الإمارات المتصارعة وأصبحت الإمارات المتحدة، ونحن كان عندنا الجمهورية اليمنية وأصبحت اليوم اليمن الاتحادية.
|