الميثاق نت -

الخميس, 05-فبراير-2015
مطهر الاشموري -
لماذا في اليمن لا نسير إلى ما سارت إليه تونس أو مصر كفترة انتقالية مزمنة تنتهي إلى انتخابات واحتكام لصناديق الاقتراع؟
لأن المبادرة الخليجية أحالت المشاكل الأصعب العالقة إلى ما عرف بمؤتمر الحوار الوطني والمفترض أن يتعامل مؤتمر الحوار مع مطالب حقوقية كإعادة حقوق أو تعويضات افتراضاً.
حينما يتعامل معها كمطالب أو حقوق سياسية فذلك خيار صراعات وخيار هذه الصراعات والمبادرة الخليجية حقيقة هي نسفت بتفعيل الاخوان للواقع وفي الواقع وهي ازيحت جانباً في توجيه الحوار ثم في نتائج مؤتمر الحوار.
الاخوان تعاملوا على أساس الشرعية الثورية بعد تموضعهم 2011م وسايرت هذا التفعيل سياسياً أحزاب المشترك والحوثي"أنصارالله"في تعامله بهذه الشرعية بعد 2014م وهذا يمثل حالة أكثر واقعية مع الواقع العام والواقع السياسي فوق ضجة في الداخل وضجيج الخارج كحملات إعلامية سياسية.
لقد طرحت وآخرون منذ إعلان نتائج مؤتمر الحوار الوطني أن الأقلمة فكرة غير واقعية والأقاليم تفكير لا صلة له بالواقع.. ولكن هذه الأصوات العقلانية والطرح الواقعي لا أحد يهتم أو يكترث له لأن الأطراف النافذة والمتنفذة كانت قد ضمنت آلية تفعيل وتمرير داخلي ودعم واسناد الخارج، وكل مايعنيها مآرب وأهداف لها كقوى وأطراف صراعية.
الأستاذ يحيي دويد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي قال كنا نحس خلال جلسات مؤتمر الحوار أننا أمام لجان ثورية أو شيء من هذا القبيل، وهذا يعني أن المؤتمر الشعبي العام هو رمانة الميزان وصمام الأمان للعمل السياسي والحياة السياسية، كان الحاضر الغائب في تفعيل الحوار الوطني أو تفعيل الوفاق وحكومته.
فإذا تقدم بمقترح قد يتجرأون بطرح أن حضوره كمراقب ويلوحون بشطبه "ثورياً" فكان خيار تحمل التهديد والوعيد من إدراك استحالة تنفيذ خيارهم وخيالهم واقعياً.
بعيداً عن الساحات فالثورة هي التي شرعنت للاخوان والقاعدة في مصر أن تدك أجهزة الأمن وأقسام الشرطة كتفعيل للقوة فيما شرعنت لانقلاب الجيش على قائده الأعلى كموقف مع الشعب أو من أجل الشعب.
هذه الشرعنة استخدمها الجيش المصري في موقفه مع الشعب 2013م.. والاخوان في اليمن لم ينقلبوا فقط على السلطة أو الرئيس أو القائد الأعلى بل مارسوا الانقلاب في الساحات على الأطراف الشريكة معهم وبشكل مباشر بما لم يحدث في بلد آخر وذلك بتفعيل القوة.
الحوثي"أنصارالله"استعمل ذات الشرعنة الشعبية الثورية لتفعيل القوة 2014م وبالتالي فحروب المناطق الوسطى باليمن جسدت وجهين لأهم مشكلتين حيث طرف هو وصي على الوحدة ليفرضها شيوعياً بالقوة أو ليفرض الانفصال بعد تحققها وبالقوة، وفي موازاة ذلك وبسببه وربطاً بمحطات امريكية أرضيتها الإسلام نصب طرف هو الاخوان نفسه وصياً على الدين وأصبح من هذا التموضع يمارس القمع بأساليب أشنع مما مارسته الكنيسة في العصور الوسطى.
هذا هو ما أعطى انصارالله كطرف ومده وتوسعه الشعبي، فضلاً عن تلقائية رد فعل الجيش تجاه ما مورس ضده من الاخوان والقاعدة بحيث بات المستحيل تحت أي ظرف أو أي وضع أن يقاتل مع الاخوان ربطاً بالقاعدة فكأنما الجيش بات يحتاج لعون أو لمساعد ومساعدة يغير في الوضع أو التموضع السياسي بما ينقله من الارتباك والضعف إلى إعادة ترتيب وضعه ليحارب القاعدة.
وهكذا ففكرة وتفكير تمزيق اليمن إلى أقاليم وراءه بشكل أساسي من وضعوا أنفسهم أوصياء على الدين وأوصياء على الوحدة "وكلٌّ يغني على ليلاه".
كل ذلك كان سيصل حتماً إلى انسداد ويوصل كحتمية إلى ازماتية أسوأ واشنع حتى لو لم يأت مستجد أنصارالله من أحداث 2014م، وكل ما في الأمر التقاء واصطدام هذه المشاريع بالتطورات وبتموضع أنصارالله تحديداً فيختلف فقط شكل وسقف هذه الأزمة ربطاً بهذه التطورات.
الحركة الشبابية "إنقاذ" أدهشتني وأذهلتني بطرحها الواقعي الناضجة وبقدراتها الأساسية والسياسية ليس فقط في استقراء الأزمة ولكن في طرح رؤية عامة متكاملة للحل والحلحله للتعامل مع أزمة مابعد استقالة الحكومة والرئيس، فهي مثلاً ترى واقعية أن تكون اليمن ست محافظات واسعة أو كاملة الصلاحية بما يؤسس ويرسي الثقة لدى الأطراف ببعضها ويحافظ على حقيقة واستحقاق الوحدة في ظل عاصفة هوجاء ومحطات عوجاء.
أوصياء الدين والوحدة يسيرون في خيار"أنا ومن بعدي الطوفان" فإما تمزيق الوطن وشرذمته أو دماره وتدميره.. ولن يسمح لا بتمزيق وشرذمة ولا بدمار وتدمير الوطن، ولكن الأفضل إقناع هذه القوى الواقعية وتوافق وشراكة لانتقال أفضل للمستقبل.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42013.htm