الإثنين, 16-فبراير-2015
الميثاق نت -   عبدالجبار سعد -
عندما كنت استمع لكلمة الرئيس الإيراني بمناسبة ذكرى ثورتهم ضد الشاه «11 فبراير» وكان يعدد إنجازاته هو خلال فترة وجيزة من فترة رئاسته أتعبني التعداد وهو يسرد هذه الإنجازات التي جعلت من ايران دولة إقليمية عظمى فيما هي تواجه عقوبات صارمة وفيما تنشر وجودها العسكري والامدادي على اكثر من جبهة في مواجهة أعدائها - سواء اتفقنا او اختلفنا معها- من العراق الى لبنان إلى سوريا وحتى اليمن وفلسطين فيما توجد دول أخرى في بلادنا العربية والإسلامية وبنفس الامتدادات بثرواتها وامكاناتها لمواجهة هذه القوة الإقليمية وربما افلحت اكثر من ايران في تدمير كيانات ودول خصوصاً في فترة «الربيع العبري» الملعون دون ان تتقدم خطوة على مستوى الإنجازات العملاقة التي تتقدم بها ايران التي أصبحت دولة نووية ولا يوجد ما تباهي به غير هذه الإنجازات الربيعية التي دمرت شعوبا ودولا نحن منها.
هذه المقارنة لا ابتغي بها المدح او القدح لأي من الفريقين، فنحن ضحاياهما معاً.. وذلك ليس موضوع حديثي ولكن فقط لمجرد ذكر حقائق الأمور التي نحن في اليمن ضحايا لها.
♢ ♢ ♢
بالمقابل لست أدري ما الذي يجعل من البعض يتدافعون لإحياء ذكرى الفتنة في بلاد نا اليمن 11فبراير وما الذي سيعددونه لنا من منجزات لكي يوقظوا فينا روح الاعتزاز بهذه المناسبة.
قالت سيدة يمنية وهي تسمع التداعي لإحياء ذكرى المأساة التي عصفت باليمن وأهله ..
" ألا يستحي هؤلاء حين يخرجو ن لإحياء ذكرى هذه الفتنة التي دمرت كل امكاناتنا وعصفت بأمننا وسلامنا ومزقت وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي وانهكت اقتصادنا وفتحت علينا كل أبواب الفتن التي لم نخرج منها حتى الساعة ".
الغريب أن المتصارعين في الساحة وكل النقائض من أتباع الفريقين الإقليميين قد خرجوا معا ليعلنوا وجودهم على انقاض وطن مدمر وفيما كان الناس ولا يزالون يتفاءلون بقرب الاتفاق على مخرج واقعي لهم ينقذ البلاد والعباد من صراعاتهم التي لم تنته.. وفيما تتداعى القوى الغربية المعادية لمغادرة اليمن مبشرة اهله بالويل والثبور وعظائم الأمور وفيما تحشد القوى المتصارعة وميليشياتها قواها لتجهز على ماتبقى من دولة وشعب وإمكانات وجود وفيما الدماء تسيل في كل فج ووادٍ ومدينة وقرية وفيما الأمان ينعدم في طول البلاد وعرضها والسلب والنهب والاغتيالات اضحت ديدن كل القوى المعادية للوطن وأهله.. في هذا الوقت بالذات تنطلق مواكب المبتهجين بهذا الحال المأزوم الذي كان فاتحته 11فبراير2011م لتقدم لنا بشارات البوار التي أوصلنا اليها الجميع .
ليس من الملائم ولا من الانصاف أن نضع كل المكونات في كفة واحدة ولا أن نساوي "بين من طلب الحق فأخطأه وبين من طلب الباطل فأصابه ".
ولكن حين يصر الفريقان على أن يضعا نفسيهما في نفس المسار ويباهون في فجورهم ضد هذا الوطن ويريدون أن يقيموا افراحهم على مآتمنا ويتفقون على إقامة "عرس الثكالي" في ساحاتنا ونحن في هذا الحال الذي لايسر صديقاً، فلا نملك إلاَّ أن نقول لهم جميعاً ما قاله سيد الاولين والآخرين محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم :
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ماشئت"..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42106.htm