الإثنين, 23-فبراير-2015
الميثاق نت -  علي عمر الصيعري -
إلى السابعة من مساء السبت ، موعد ارسال مقال عمودي هذا ، لم يصدر أي بيان أو تصريح من جماعة « الحوثي « المسيطرة على مقاليد الأمور في صنعاء يوضِّح حقيقة نزوح الرئيس المستقيل / عبد ربه منصور هادي ، من صنعاء ووصوله إلى عدن مع افراد عائلته . ولم تصدر من الأحزاب أية تعليقات حول هذا الموضوع باستثناء حزب الإصلاح الذي اقتصر على تهنئته بالوصول سليماً إلى عدن على لسان محمد قحطان . ما عدا ذلك نشرت وكالة « رويترز « للأنباء وصحيفة « نيورك تايمز « خبرين نسبت الأولى منهن واقعة نزوحه إلى تسهيل جمال بن عمر لهذا النزوح لينفي هذا الأخير في تصريح عاجل هذه التهمة .
من جانبها نشرت « صحيفة عدن الغد « في موقعها خبراً قالت إنه حصرياً عن تفاصيل هذا النزوح اشارت فيه إلى إن خطة الخروج وُضعت قبيل اسبوعين ، و(ان العملية تمت بالتنسيق بين وحدة حماية الرئيس هادي وجهاز استخبارات خليجي بارز وبمعاونة مشايخ بارزين في شمال اليمن لهم علاقات وثيقة بدولتين خليجيتين) ولا تزال تفاصيل ذلك مجهولة لرفض « هادي « الإدلاء بتصريح حولها . أما مواقع التواصل الاجتماعي فابرز ما احتوت عليه تغريدة لـ «ضاحي خلفان» يسخر فيها من جماعة « الحوثي « ويقول: (الحوثيون يحوثون صنعاء بحثا عن عبد ربه هادي منصور ثم يكتشفون أنه وصل عدن) ويخاطبهم بالقول :(أنتم بيت ما قدرتم على حراسته.، فكيف ستحرسون وطنا؟) ويغمز في قناة حزب الإصلاح لتواطئه معهم .وكنت أتوقع مما اشرت إليهم آنفاً تحليلاً سياسياً لخلفيات ودوافع ومآل نزوح هادي ، غير إن ذلك لم يصلني إلى موعد كتابتي لهذا المقال.
لقد بنيت توقعاتي لتلك التحليلات المرجوة على وقائع سابقة بدأت خيوطها منذ ما يزيد عن الاشهر الخمسة الأخيرة ، أذكر منها : واقعة إفراغ شحنة السلاح في «جبل حديد» بعدن ، وواقعتي تهريب مليار ونصف دولار للبنك المركزي بعدن بإشراف نجل الرئيس المستقيل بعد نجاح واقعة تهريب المليار الأول بحجة تعزيز بنك عدن المركزي ، وواقعة استقطاب قيادات سياسية بارزة موالية لهادي اذكر منها عبد العزيز بن حبتور ، والميسري وغيرهما ، وواقعة اعادة تسليح ما يسمى ب (اللجان الشعبية) ومركزها محافظة «ابين» ودخولها مطلع هذا العام إلى عدن وبسط سيطرتها عليها إلى اليوم، ناهيكم عن تصريحات «إيرانية» نقلها السفير إلى السيد/ عبدالملك الحوثي تنصحه فيها بغض النظر عن أي محاولة قادمة تأتي من « عدن « لفك الارتباط على أساس إن الجنوب مترامي الأرجاء و إن عليه أن ينفرد بحكم الشمال . هذه الوقائع في نظري ينبغي أن تطفو على السطح لتكون محور تحليلات حدث الساعة ، والاجتهاد في معرفة نوايا الرئيس المستقيل وتطلعاته المسبقة للتواجد في «عدن» ، وما وراء ذلك من اهداف غير معلنة تمس في الأساس وحدة اليمن أمنه واستقراره .
إذا ثقفنا تلك الوقائع وحللنا دوافعها سيتبين لنا ما المقصود من إقدام «هادي» على فرض مشروع «الأقاليم» في (مؤتمر الحوار الوطني) وما لحقه من تكوين « لجنة صياغة الدستور» الذي حوى العديد من الالتباسات التي وصلت إلى مصاف المكايدة السياسية وبخاصة ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية القادمة.. أقول إذا وضعنا كل ما اشرنا إليه آنفاً قيد تحليلنا نستطيع أن نصل إلى حقيقة ما وراء النزوح المفاجئ بغض النظر عن التحرر من قيود الإقامة الجبرية المروج لها.!!
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42163.htm