إقبال علي عبدالله - امتدت الأزمة الخطيرة التي تشهدها بلادنا وتتزايد يوماً بعد آخر منذ 2011م عام الانقلاب على الشرعية الدستورية.. امتدت لتصل في إدراك مخاطرها وتداعياتها المخيفة إلى العالم كله.. مجلس الأمن الدولي في اجتماعه الدوري الخميس قبل الماضي لمناقشة الأوضاع في اليمن وتحديات العملية السياسية استشعر هذا الخطر الذي تعيشه اليمن وصرخ الأمين العام للأمم المتحدة بأعلى صوته أمام أعضاء مجلس الأمن بأن «اليمن ينهار أمام أعيننا».. وتأتي هذه الصرخة الأممية في قراءة لما آلت إليه الأوضاع خاصة بعد إغلاق العديد من سفارات الدول الكبرى والسعودية أبوابها في العاصمة صنعاء ومغادرة سفرائها البلاد لتجعل صنعاء تعيش وحشة دبلوماسية.. غير أن الأمر الذي تختفي وراءه هذه الوحشة خطير جداً وينذر بتدخل خارجي سبق وأن أشار إليه مجلس الأمن بالبند السابع وما أدراك ما البند السابع؟!.. إننا نعيش وكأننا في غفلة مما يحدث حولنا وبماذا يخطط المجتمع الدولي لنا.. وليس جديداً التدخل الخارجي فقد سمحنا به بعد أزمة عام 2011م من خلال الطائرات دون طيار وتواجد جنود المارينز الأمريكية في محيط السفارة الأمريكية خلافاً للتدخل في الكثير من الشؤون الداخلية وبموافقة القيادة السياسية وصمت الكثير من الأحزاب السياسية التي كانت قبل أزمة العام 2011م تتباكى على الوطن وسيادته.. إذاً الأمر لا جديد لدينا لو وجدنا سماءنا وأرضنا في الأيام القادمة وقد بسط عليهم الأجنبي ونحن نعيش في أوهام التقسيم والتشطير ومحاربة الشعب كله بهدف الجشع في محاولات الاستيلاء على السلطة..
إن صرخة مجلس الأمن الأخيرة والتي تخفي وراءها أهدافاً ونوايا خطيرة تدفعنا للإشارة بل والتأكيد بأننا نحن أبناء هذا الوطن وطن الثاني والعشرين من مايو العظيم نقف جنباً إلى جنب في قارب واحد إما أن ننقاد به إلى بر الأمان وإما إلى التهلكة لا سمح الله.. الصرخة الأممية بأن اليمن ينهار أمام أعيننا تأتي بعد أن قام ممثل الأمم المتحدة لدى اليمن جمال بن عمر بوضع مخططه التآمري الهادف إلى انهيار اليمن كما فعل بالعديد من الدول ومنها العراق وافغانستان على سبيل المثال.. ولعل نقله معلومات كاذبة ومغلوطة للسيد الأمين العام عن المكونات السياسية في اليمن دليل على مخططه في انهيار اليمن ومن ثم تمزيقه.. الصرخة الأممية يجب أن توحد صفوفنا لمواجهة حالة الانهيار الذي نحن نسير إليه.. علينا الانتباه أولاً لمخطط التقسيم والتشطير الذي لن يقبله الشعب في جنوب الوطن وشماله.. علينا الانتباه للمخاطر الاقتصادية التي بدأت تهدد حياتنا وتجعلنا بالفعل نخاف على بقائنا آمنين في هذه البلاد.. المخاطر الأمنية التي باتت خارج السيطرة والسماح للفتن الطائفية بالتوغل بين صفوفنا.. علينا الانتباه بأن السفينة التي نحن عليها تنخر بأيدينا وسكاكيننا الحادة.. وأن الجميع دون استثناء مصيرهم الهاوية..
من الصرخة الأممية ومن تقرير منظمة اليونيسيف الذي أطلقت به صافرة الإنذار من أن «أكثر من ستين بالمائة من سكان اليمن يعيشون وضعاً صعباً» تجدر الاشارة إلى أننا الى الهاوية متجهين.. الأمر الذي يجعلنا نتذكر أغنية الفنان العراقي الراحل الذي لا تسعفني الذاكرة باسمه حين قال:
« مضيع حبيب.. سنة وتنساه
يا مضيع ذهب.. في سوق الذهب تلقاه
بس يا مضيع وطن من وين الوطن تلقاه».
وخلاصة قولنا: علينا التنبه بأننا في خطر حقيقي لا مخرج منه إلا بوحدتنا وتلاحمنا وتكاتفنا والعيش معاً كصف واحد تحت سماء هذا الوطن الذي علينا إعادة أمنه واستقراره وسعادته..
|