الميثاق نت: - قال رئيس المجلس الأعلى لأحزاب التحالف الوطني الديموقراطي الدكتور قاسم سلاّم: إن أمر الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي حسم بتقديم استقالته إلى مجلس النوّاب الذي عليه سرعة البت في الاستقالة قبل مضي المدة المحدّدة بالدستور ومن ثم الدعوة لانتخابات رئاسية جديدة.
وأكد سلاّم في حديث مع "الميثاق" تنشر نصه في عددها الصادر غداً، أنه لا توجد مادة في الدستور تجيز لهادي سحب الاستقالة، و"بالتالي علينا أن نتصرّف طبقاً للدستور القائم وأن لا يتم معالجة الأمر بنوع من الترقيع، ولا بد من التذكير أن هادي كان مصراً على الاستقالة وأعلن ذلك خلال زيارة العديد من الوفود والسفراء ومنهم السيد جمال بنعمر".
وتساءل الدكتور قاسم سلام قائلا: "هل يريد (هادي) اليوم خلط الأوراق للانتقام من الشعب بإدخاله في دوّامة العنف من أجل العودة للكرسي المفقود، خاصةً ونحن نسمع عن تجنيد عشرات الآلاف من اللجان الشعبية والشباب في المحافظات الجنوبية من أجل أن يعود للسلطة على أشلاء وجثث الشعب، لماذا لا يفعل هادي كما فعل الرئيس السابق علي عبد الله صالح عندما تخلّى عن السلطة حقناً للدماء رغم أنه منتخب من الشعب وباقي من فترته الدستورية عامان ولديه تأييد شعبي ولديه جيش وأمن قويان مع فارق أن هادي انتخب لمدة عامين فقط وقالها بنفسه يوم تسلّمه السلطة بحضور وفود معظم دول العالم بأنه سيسلّم السلطة بعد عامين". لافتاً إلى أن هادي قدّم استقالته مسبّبة إلى مجلس النوّاب وليس من حقه العدول عنها مهما زيّف له البعض أنه في الطريق الصحيح. ونصح سلاّم الرئيس المستقيل بأن لا تكون عودته للحكم ممهورة بالآلاف من القتلى والشهداء كما حدث في 13 يناير 1986، ويكفي عدن وأبناؤها ما عانوه من قتل وسحل قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، ويكفي اليمن مزيداً من الألم والجراح والحروب والعوز.. وعليه أن يتذكّر أن التاريخ لا يرحم وأن الله سريع العقاب وأي تلاعب أو متاجرة بدماء الشعب اليمني وأمنه ووحدته ستواجه بكل قوة من الشعب وعندها لن تنفع تغريدات وأطروحات البعض من أن قوى خارجية ستتدخّل لفض الاشتباك والحرب، لأن الشعب اليمني يرفض أي تدخّل أجنبي في أراضيه مهما كان يعاني لأنه لا يقبل الذل ولديه كرامة.
ورأى سلاّم أن الحوار الوطني لم يفشل ولكن تم تعطيل تنفيذ مخرجات الحوار من قبل الرئيس المستقيل هادي، الذي عطّل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار وعطّل عمل الهيئات الأخرى وعطّل عمل الهيئة الدستورية، التي كان من المفروض أن تكمل عملها في صياغة الدستور خلال ثلاثة أشهر فجعل عملها لمدة عام كامل بهدف التمديد وإطالة فترة بقائه في السلطة.
وأضاف "هادي هو من عطّل تنفيذ مخرجات الحوار، ليس لوحده ولكن بمشاركة مستشاريه من حوله من أمناء عموم الأحزاب، وهؤلاء المستشارون كانوا يلعبون لعبة خطيرة مع الأمم المتحدة ومع الداخل".
وقال "علينا كيمنيين أن نكون أقدر على حل مشاكلنا بأنفسنا، وإذا لم يكن الحوار في صنعاء يغلق باب الحوار، والله سبحانه وتعالى سيجعل لنا مخرجاً كما حدث في مؤتمر حرض.
ونوّه إلى أن الحوارات السابقة منذ 2011 وحتى اليوم أوصلت اليمن إلى الهاوية وأدخلته تحت الوصاية الدولية ودمّرت الجيش والأمن ومزّقت المجتمع مناطقياً ومذهبياً وقسّمت الجغرافيا، وتريد أن تقسّم التاريخ والأرض والإنسان، داعياً إلى أن "نراجع مواقفنا وحساباتنا وننظر أين نجحنا وأين فشلنا ولماذا فشلنا؟".
|