كلمة الميثاق - عدن مدينة يمنية لها مكانة ودور سياسي واقتصادي وثقافي وفكري في المسيرة النضالية الوطنية لليمن المعاصر.. فهي الحاضنة لكل احلام وامال وتطلعات أبنائه في الحرية والوحدة والامن والاستقرار والتقدم والرقي ولا فرق ان كانوا شماليين او جنوبيين لان نسيجها الاجتماعي قد تشكل منهم جميعاً وعجز الاستعمار البريطاني طوال تاريخ وجوده ان يغير من طبيعة وجودها وتكوينها اليمني الوطني الجامع.. وهي مثل بحرها لا تقبل المشاريع التي لا تتناسب مع كينونتها الوحدوية التي جسدتها في مرحلة الكفاح الوطني ضد الإمامة والاستعمار وفي ازمنة التشطير .. فمن عدن التأمت لحمة اليمن من جديد وعلت راية وحدته في سمائه في يوم الـ22 من مايو الاغر 1990م ولفظت اولئك الذين ارادوا الارتكاس بالوطن الى الخلف وهي ستلفظهم اليوم وغداً ولن تقبل كل من يتأبط شراً او يسعى ان يجعل منها منطلقاً لتفكيك وهدم نسيجها الاجتماعي المتماسك الذي تتكثف فيه كل معاني المحبة والتعايش والوئام .
لذا لا ينبغي ان يجعل منها البعض ساحة لممارسة ضغائنه واحقاده ولا ميداناً لتصفية الحسابات او صراعات السلطة والمصالح الشخصية والحزبية الانانية الضيقة على ذلك النحو الذي شهدته في فترات مختلفة من تاريخها القريب والبعيد.
هذا هو موقف المؤتمر الشعبي العام المعبر عنه في البيان الصادر عن الاجتماع الذي انعقد برئاسة الزعيم علي عبدالله صالح لقيادات المؤتمر وفروعه بالمحافظات والذي حمل رفضاً وادانة لكل ما يعتمل في محافظة عدن من إجراءات تخل بالأمن والسكينة العامة وتمس الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي لأبنائها كما يدين كافة المظاهر المسلحة والاعمال الفوضوية الهادفة إلى تقويض امنها وامانها وهويتها الوطنية الثقافية والحضارية.
وهنا نأمل ونتطلع الى ارتقاء المكونات والاطراف والنخب السياسية الى مستوى هذا الموقف الوطني الواعي والمسئول والحريص على عدن واليمن ووحدة أبنائه والاقرار ان لا بديل الا بجلوس جميعهم على طاولة الحوار بقلوب وعقول مفتوحة وارادة صادقة مستوعبة ان حاضر اليمن ومستقبل اجياله مرهون بالمضي في هذا المسار الصائب وليس لنا من خيار اخر بعد ان وصلت الامور الى ما وصلت اليه.
|