الإثنين, 16-مارس-2015
الميثاق نت -  احمد مهدي سالم -
< كثيراً ما تحمد القلوب الحضور، وتبتهج بالظهور، وأمواج الحنق في النفوس تمور، وكؤوس المنايا على الباغين تدور.
حضور.. في فضائه وضيائه وقضائه ورمضائه.. يرتبك الارتباك، ويشتبك الاشتباك ويقلق القلق، والقلب الجحود الحقود يحترق، ظهور يرتل على أجود نسق «قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق»، وليل التآمر وما وسق، وما حاك من شر خبائث في الغسق، وصبح المحبة وما انفلق.. إن الخونة في ذعر وقلق، ومعهم كل العملاء والسرق وجوقة التزلف والملق.. يتساقطون كعصيدة في مرق.
ظهور ليس كأي ظهور.. لأن فيه شراسة الأسود، وبطش النسور، ودهاء الثعالب، وفتك النمور.. حضورٌ فاتكٌ.. للعنجهية والغرور.. ينعشك بالأريحية والسرور فتنبت في محيطك اليابس الزهور.
ظهور كأجمل حضور.. بعد حالكٍ دامٍ من الديجور، واختلاط واشتباك واشتباه الأمور.
يا حلو يا فاتن.. يا اللي في عدن ساكن.. الناس تقارن بين المساوئ والمحاسن.
الجماهير مخطئ من راهن على هبلها أو جهلها أو سرعة انقيادها بشعارات طائشة.. تصبح بعد سريان مفعولها السام باطشة.
منسوب الوعي لدى المواطن بمصالحه زاد.. هو يعرف أين تكمنُ؟! ومن المتسبب في شقائه وألمه وإيلامه وقهره أمام فلذات كبده؟! ومن الذي طرد الاستثمار والأمان والاستقرار ولقمة الكفاف من محيطه؟!
كلما فشلوا في الحكم قالوا: النظام السابق، كلما أخفق الخفاش ردوها على عفاش.. حتى الأطفال يقارنون ويتغنون: قولوا لأمريكا وهادي.. وكل ذرة من بلادي.. ما تفرط بالزعيم..
ومليارات عديدة تدفع بسخاءٍ أكثر من حاتمي لتشويه منجزات حزب الأحزاب ومؤسسه وزعيمه المقدام «علي» الذي وصفه د. نبيل العربي رئيس الجامعة العربية ذات مرة في قناة «cbc» المصرية بأنه أدهى الزعماء العرب.
وأزعم أن في تاريخنا العربي الاسلامي ثلاثة عليين.. قادة عظماء الأول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والثاني علي بن عبدالله حمدان العلوي الملقب بسيف الدولة، والثالث علي عبدالله صالح، أما غيرهم بلاء ودبور، وخارج الدائرة يدور.
كل ظهور يتضاءل من حيث عمق التأثير ومساحة النفاذ الا ظهور «علي» الذي غدا كفجر ينجلي.. بعد ليل عصي، وظلام عجي، وجو متشابك مسيئ، وابتلاء بلي فيظهر الصدق بل يغتلي، وترى الحق.. يعتلي، والباطل يندحر ويصطلي.
الموعد فيه توقيت وتفويت على المستمرين في التفتيت.. وسط أجواء مضطربة ونفوس محتربة، وفراغات مختبطة، وخيوط تآمر مرتبطة، والبلاد في أسوأ ورطة.
موقف صلب ثابت.. عاضٌ بالنواجذ على الثوابت، منه النفوس هابت، وأماني التمزق خابت، وآمال التوحد استراحت واستطابت وأفعال القبح المشين تولت وغابت، و«عادنا إلا انطربنا والتلاحين طابت».

آخر الكلام :

يَهزُّ الجيشُ حولك جانبيه
كما نفضتْ جناحيها العُقَابُ
وجرمٍ جرَّهُ سفهاءُ قومٍ
وَحَلَّ بغيرِ جارمِهِ العذابُ
فإنْ هابوا بِجُرْمِهِمِ عََلِيَّاً
فقد يرجو عَلِيّاَ من يَهَابُ

«المتنبي»
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42357.htm