محمد شرف الدين - < يستعد التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين لرسم خارطة سياسية جديدة لدول المنطقة بعد أن كان قد أوشك على مغادرة حلبة المسرح السياسي مهزوماً مطروداً من الشعوب العربية، بعد انتصار ثورة الشعب المصري واسقاط حكم الإخوان بقيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث مثلت ثورة مصر انتصاراً للمشروع العربي الرافض لمخطط التمزيق تحت مسمى «الشرق الأوسط الجديد» والذي يهدف إلى إعادة اخضاع دول وشعوب المنطقة للوصاية الاقليمية والدولية..
وكان فضل ذلك الانتصار يعود للموقف الخليجي الشجاع والحكيم بقيادة المملكة العربية السعودية والذي تجسد بتأييد ودعم ثورة الشعب المصري فسقطت مؤامرة الإخوان على مستوى الوطن العربي والدولي ولاح في الأفق مشروع عربي جديد يعبر عن احلام وتطلعات أبناء الأمة..
هذه الحقائق نجدها حاضرة في اعترافات هيلاري كلينتون والتي كشفت في كتابها الصادر قبل اسابيع عن حقيقة الهلع والصدمة الموجعة التي تعرض لها الأمريكان بسقوط نظام الإخوان في مصر، وما كان قد خطط له البيت الأبيض لتمزيق الوطن العربي واضعافه بهدف السيطرة على ثرواته.. لكن الجهر بهذا الاعتراف يعني ان المعركة لم تحسم بعد ومغريات مشروع الشرق الأوسط الجديد تجعل أمريكا تعيد تكرار المحاولة مرة ومرات إلى أن يحقق الغربيون غايتهم الشريرة..
إن الأحداث التي تشهدها دول المنطقة اليوم سواءً عبر داعش أو القاعدة والتي تهز بوحشيتها العالم تعد من ضمن البدائل الهادفة إلى تنفيذ مخطط الربيع العبري ولكن الدور يأتي على الدول العربية القوية بثرواتها بعد ان تم تدمير الدول العربية التي كانت قوية بجيوشها كالعراق وسوريا واليمن وليبيا..
لذا نجد أن المتغيرات في المنطقة ليست عفوية بل هي صناعة أجندة اقليمية ودولية، فالتمدد الشيعي في بعض دول المنطقة يستهدف بشكل أساسي السعودية ودولة الإمارات وبعض دول الخليج العربي، خصوصاً وان العلاقات الأمريكية- الإيرانية تشهد تحولاً كبيراً وبات الملف النووي مجرد ورقة للاستهلاك ومحاولة لاخفاء حقيقة اطماعهم المشتركة في السيطرة على المنطقة العربية مع اعطاء نصيب لتركيا..
ليس المطلوب منا اليوم ان نتابع تمدد النيران الملتهبة في منطقتنا العربية.. بل علينا ان نعرف من هي الأنظمة العربية المستهدفة من وراء هذه الفوضى، ومن القوى المستفيدة من هذه الحرب العالمية الثالثة..؟
قد تختلف الاجابات بحكم القناعات المختلفة.. ولكن علينا ان نعترف ان هناك قوتين في المنطقة العربية هما المستهدفتان الآن من وراء هذه المؤامرة وهما السعودية ومصر.. قوتان عسكرية ومالية، لذا فإن القضاء على هاتين القوتين مرة واحدة يبدو صعباً ومستحيلاً لأمريكا وتركيا وإيران.. ولهذا كان لابد من وضع مخطط تآمري لتحقيق ذلك ويهدف بدرجة اساسية إلى ايجاد خلافات بين السعودية ومصر وقد كانت الخطوة الأولى في هذه المؤامرة بايعاز المهمة إلى الرئيس المستقيل هادي الذي مكن الحوثي من السيطرة على جزء من اليمن لدفع السعودية لاتخاذ قرارات متسرعة وخطيرة في لحظات حرجة أمام متغيرات صادمة ومنها إعادة التحالف مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين المعادي للنظام المصري.. وبالتأكيد فعبر هذا السيناريو يمكن التخلص من القوتين في آن واحد.
ليس هذا مجرد تقولات بل ان هناك حقائق تؤكد ذلك ومنها: ان جماعة الإخوان في اليمن كانوا يسلمون المعسكرات لجماعة الحوثي وبطريقة مثيرة للريبة اضافة إلى ذلك ان مغادرة حميد الأحمر اليمن مبكراً تؤكد ان العملية مرتبة، وكذلك طريقة تسليم علي محسن للمعسكرات.. ومن ثم تسليم هادي العاصمة صنعاء فكلها لم تجر بعفوية..
وبالمقابل نجد أن جماعة الإخوان في سوريا تم جرهم إلى معارك جانبية بهدف بقاء النظام السوري ليظل مع العراق وحزب الله قوة ضغط على دول الخليج.
|