الإثنين, 23-مارس-2015
الميثاق نت -   فيصل الصوفي -
قبل أشهر قال رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي للقوى السياسية، وقال غيره من قيادات الإصلاح مثل أمين العكيمي، والحسن أبكر: إن الدواعش قادمون، وعليكم أن تقبلوا بأفعالهم، ما دمتم قد قبلتم، أو سكتم عن أفعال "الحوثيين" في عمران.. ويوم الجمعة قتل الدواعش أكثر من 150 مسلما في مسجدين بصنعاء، وأعلن تنظيم داعش مسئوليته عن هذا الفتح المبين في ولاية صنعاء! والإصلاح في مكاتبه يطرب للهجوم، وفي العلن يصدر بيان إدانة.. على من يا..؟
< < <
في المساء تذيع قناة المسيرة الفضائية لمشاهديها تقريرا موثقا عن الإرهابي المقبوض عليه جمال المعمري، وهو قيادي في حزب الإصلاح، كما هو من قيادات تنظيم القاعدة، مثله مثل الداعشي الهالك حارث النضاري ذابح الجنود في قطن حضرموت، وبعد نحو 15 ساعة يتم اغتيال الكاتب البارز عبد الكريم الخيواني، عضو اللجنة الثورية العليا، والمكتب السياسي لحركة أنصار الله، وهو أيضا واحد من ممثلي الحركة في مؤتمر الحوار الوطني طويل التيلة.. وقبل أن يعلن تنظيم القاعدة الإرهابي أنه المسئول عن اغتيال الخيواني، كان أستاذنا عبده الجندي قد سبقنا إلى اتهام التنظيم بارتكاب هذه الجريمة، إذ لا يصعب على من خبر معطيات التحريض الطائفي والمذهبي ونتائجها وأدواتها، معرفة الجهة التي اغتالت الخيواني، ومن قبله اغتالت عمالقة فكر وفقه، مثل عبد الكريم جدبان، وأحمد شرف الدين، ومحمد عبد الملك المتوكل، ومئات آخرين أقل شهرة.. كلاهما: الإصلاح، وتنظيم القاعدة أو الدواعش، لديهم مشكلة مع أنصار الله، وكل من يمت لهم بصلة، كما هي مشكلتهم مع الجيش والشرطة، ومع كل من ليس بإصلاح ولا قاعدة.. أصحاب الإصلاح يحرضون، ويوجهون، ويشيرون إلى الأهداف، وأصحاب تنظيم القاعدة يصوبون، ويطلقون الرصاص على الأهداف المحددة.. الخيواني كان هدفا للهجوم والتشنيع بدوافع طائفية، من قبل إصلاحيين في الداخل، وفي تركيا وقطر، بينما ليس سلاح المستهدف لسانه وقلمه، ليس غير..
كان واحداً من المتخصصين بشئون القاعدة، يدافع عن التنظيم الإرهابي، ويقول إنه لا يستهدف مدنيين، وإنما يستهدف فقط أمريكيين، وعسكريين يمنيين، وواحد قبله كان قد نصح تنظيم القاعدة تجنب استهداف المثقفين والصحفيين، كي لا يكرر "أخطاء" التنظيم وشركائه في العراق، التي كانت من أسباب النقمة عليهم.. وتبرعات كهذه لا قيمة لها، لأن التنظيم الإرهابي يفعل عكس ما يرغب به المتبرعون، وإلا ما فعل بهم عبد الكريم الخيواني، ومن سبقه من المثقفين الذين اغتالوهم؟..
إذا كان عبد الكريم الخيواني عزيز عليكم، أيها الإعلاميون والصحفيون والمثقفون اليمنيون، وكنتم محروقين لفقده، وتخشون من نفس المصير، فليكن فضح الإرهاب وتنظيماته، ضمن قائمة أولوياتكم اليومية، وأقل الواجب حرمان الإرهابيين من التغطية الإعلامية التي صارت بمثابة دعاية لهم.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42435.htm