احمد مهدي سالم -
الانسان مرتكز الحضارة ومحور التحول الاجتماعي وهدف كل برامج التنمية وهو خليفة الله في أرضه.. منزلته في أسمى مكان وأرفع مقام، وقد قال الله جل في علاه : «لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم» «التين 4»
وكل الامم والاديان والاحزاب والمجتمعات والأنظمة تعلي من قيمة الانسان وتسمو بدرجته الى أبعد مدى لأنه عماد وأساس معمار وتعمير هذا الكون الفسيح إلا عندنا في اليمن التعيسة التي أتعسوها وأخاف ان ينجسوها، يهبط مؤشر العناية بالانسان حد تقدير قيمته بحفنة تراب وكأن لايكفي التقرير الدولي 61% لايجدون وجبة كافية في اليوم- أي بمعدل أكثر من خمسة عشر مليوناً اقل من وجبة واحدة، ومن يتابع مشاهد القتل اليومي للجنود والمواطنين الأبرياء وذروتها البشعة في انفجارات الجمعة.. مساجد ومركز أمني وارتفاع اعداد الضحايا والجرحى الى رقم مهول يصاب بصدمة ويصب نقمته ولعنته على النخب الحزبية المتحجرة التي ترفض الوصول إلى وفاق.. يبعد عن البلد الدمار والاحتراق وكذا على العملاء والممولين والمبدعين في فكر التفجير والتكفير وعمر الصراع السياسي على السلطة ما أدى الى تدمير المساجد، وازهاق الارواح البريئة وابراق رسائل الرعب لكل الناس.
ان ما شاهدناه من جرائم شنيعة وتبعاتها حتماً ستكون أكثر شناعة ليس لان الجناح الآخر صرح بذلك بل لأن الواقع يتكلم من غير لسان وبيان وتبيان ومؤتمر صحفي وبدون ان يظهر عبده محمد الجندي او نسخته المزورة راجح بادي، وهذا ما نخاف كمواطنين ان نصير لعبة بين المتحاورين..
بنود المخطط الصهيوني تنفذ بخطى ثابتة والآن جاؤوا بالعرقنة وطبقوها على اليمننة ما يمر يوم إلاَّ وهناك انفجار أو اربعة ومطاردات «توم وجيري» في كل الشوارع حتى في المساجد حرماتها انتهكت.. تشابه عجيب بين بلاد الرافدين وأرض بلقيس وتبع..
تصوروا ان المواطن العراقي ما حلمه؟ ما اقصى ان يحلم به؟ تلسعك الاجابة عندما تعلم انه يتمنى ان يمر يوم بدون تفجير وسيصير الآن هو حلمنا.. هو علمنا..
فين ستهرب يا ولدي؟ انت مقتول في المسجد في الشارع في المقهى، إذن اكتب الآن الوصية انت في زمان البندقية.. ودعارة السياسة الشقية ونجاسة الأنفس غير السوية يا فرحتي بالرعية..
الكل شارك وساهم..
مول وخطط معاهم
وراح يجري وراهم
وانحنى يقبل قفاهم
وضاع الانتماء والهوية، والرجولة العجيَّة، يافرحتي.. يانكبتي بالرزية..
إيماءة
قال تعالى : «ومكروا مكراً، ومكرنا مكراً وهم لايشعرون، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم انا دمرناهم وقومهم أجمعين، فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون» «النمل 50 - 52».
آخر الكلام
وصول إلى المستصعبات بخيله
فلو كان قرن الشمس ماء لأوردا
ولكن تفوق الناس رأياً وحكمة
كما فقتهم حالاً ونفساً ومحتدا #
«المتنبي»
٭ المحتد : الأصل