كلمة الميثاق -
مناشدة الزعيم على عبدالله صالح- رئيس المؤتمر الشعبي العام إخوانه القادة العرب في مؤتمر قمتهم يوم أمس الاول بوقف الحرب على اليمن والعودة الى الحوار جسدت الروح الوطنية الحقيقية الحريصة فعلا على يمن الحضارة والتاريخ .. يمن الحاضر والمستقبل، وجاءت هذه المناشدة عقب ساعات من اطلاقه مبادرة تعد بمثابة خارطة طريق لإخراج اليمن من الأزمة والمعتدين من المستنقع الذي وقعوا فيه..
وهكذا شتان بين زعامة وطنية وحدوية تاريخية فذة وحكيمة بقامة الزعيم على عبدالله صالح تحمل مسؤولية الوطن في أصعب وأعقد فتراته وواجه تحديات كبرى وانتصر عليها مخرجاً الوطن وشعبه الى مسارات التنمية والبناء والامن والاستقرار والوحدة والديمقراطية.
ورئيساً- مستقيلاً- وجد نفسه في موقع المسؤولية بسبب ظروف وضعته في مكان لم يؤهل له، ويفتقد لأية ملكات أو قدرات قيادية فكان المنصب اكبر من حجمه وقدراته الذهنية والعقلية.. ومع ان تسلمه لمنصب رئيس الجمهورية كان توافقياً ومهمته الاولى تنفيذ مبادرة صاغها الزعيم علي عبدالله صالح وطلب من الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي ومن اصدقاء المجتمع الدولي رعاية ان تكون محل اجماع اليمنيين للخروج باليمن من الأزمة.. لكن هادي وجد نفسه في موضع لم يكن يحلم به فعمل على التشبث بالسلطة كغاية في ذاتها دفعته الى خيانة ثقة الشعب اليمني به مدمراً بسنوات كل المكاسب والانجازات الوطنية الكبرى التي تحققت لليمن طوال عقود مستهدفاً القوات المسلحة والأمن فعمل على تفكيكها واضعافها متوهماً ان الابقاء على هذه المؤسسة الوطنية الكبرى خطر على تطلعاته في حكم اليمن لاطول مدة وبالتالي عدم تنفيذ المخططات الخارجية التي تهدف إلى تقسيم وتشظية اليمن موجهاً المبادرة الخليجية خارج ما كان يراد منها مجهضاً كل النجاحات المحققة في سياق التسوية، وفي مقدمتها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني عبر اشعال الفتن، ولان شعبنا اليمني وقواه الوطنية المخلصة الشريفة الحية كانت له بالمرصاد ففر هارباً الى خيارات استدعاء الخارج لشن الحرب على اليمن، والذي يتعرض لاخطر حرب خارجية عدوانية لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن مبررها المعلن استعادة شرعية لرئيس انتهت فترته وقدم استقالته بارادته بعد ان اوصل اليمن الى هاوية كارثية تجاوزت في خطرها كل ما هو محتمل ومتوقع.
ان اطفاء نيران هذه الحرب يتطلب من الأطراف المتورطة فيها أخذ مبادرة الزعيم وترجمتها للخروج من مغامرة غير محمودة العواقب.. وهذا يتطلب استشعار المسئولية الدينية والانسانية وانتهاز الفرصة.. سيما وان الزعيم علي عبدالله صالح قد تقدم الجميع ليس خوفاً ولكن حرصاً على انقاذ ماء وجه المعتدين.