الميثاق نت -   أكد اللواء المناضل سالم عوض الزامكي أن الأزمة السياسية الراهنة كانت بسبب تعنت أحزاب اللقاء المشترك التي تهربت من الاستحقاقات الانتخابية منذ عدة سنوات.. وقال في حوار أجرته معه «الميثاق»: إن الربيع العبري

الثلاثاء, 31-مارس-2015
حاوره: عارف الشرجبي -
أكد اللواء المناضل سالم عوض الزامكي أن الأزمة السياسية الراهنة كانت بسبب تعنت أحزاب اللقاء المشترك التي تهربت من الاستحقاقات الانتخابية منذ عدة سنوات.. وقال في حوار أجرته معه «الميثاق»: إن الربيع العبري ما هو إلا مؤامرة أجنبية على الوطن العربي لإيصال الاخوان المسلمين الى الحكم الا أن المؤامرة انكشفت أمام الرأي العام بعد الخراب الذي لحق بمقدرات الشعوب العربية، ولفت الزامكي الى أن ما سميت بالقضية الجنوبية لم تكن إلا كلمة حق يراد بها باطل من خلال إثارة المناطقية والانفصالية من قبل الذين خسروا مناصبهم بعد إعلانهم حرب صيف 1994م مؤكداً بهذا الصدد أن قضية نهب الأراضي ضخمت وأعطيت أكبر من حقها وأن المظالم لا تقتصر على المحافظات الجنوبية فقط وإنما توجد في الشمال والجنوب على حد سواء.. مشيراً الى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد وجه بحلها أكثر من مرة إلا أن هادي كان يعرقل تلك التوجيهات.. فإلى نص الحوار..

♢ بداية كيف تقرأ المشهد الراهن؟

- يؤسفني القول: إن الخلافات العدمية التي افتعلتها بعض الأحزاب السياسية في الساحة الوطنية المعارضة منذ 2011م وحتى الآن هي التي أدخلت البلد في هذا النفق المظلم الذي نعيشه الآن، وكنا نتوقع من هذه الأحزاب التي وصلت الى السلطة بعد سيل من الكذب والنفاق والمكايدة السياسية والتدليس على الشعب أن تتعلم من الأخطاء وأن لا تغامر في مستقبل البلد الذي يأتي اليوم تحت ضربات العدوان الغاشم على اليمن ومقدرات الشعب اليمني في مجاله العسكري والأمني والبنى التحتية المختلفة.. ما نشاهده اليوم من تآمر داخلي وخارجي (عربي وإقليمي ودولي) يحتم على الشعب اليمني التآزر ونبذ الفرقة والاختلاف والعودة لصوت العقل بدلاً من قيام بعض الأطراف التي حسبت على اليمن زوراً وبهتاناً سواءً الأحزاب المنضوية في اللقاء المشترك أو الرئيس السابق المنتهي ولايته عبدربه منصور هادي والذين دعوا بعض الدول لضرب اليمن كما نشاهده اليوم في عملية «الخزي والعار» التي تقودها المملكة العربية السعودية وبعض الدول التي لم نكن نتوقع أن تساهم في هذا العدوان البربري الغاشم على الشعب اليمني العظيم الذي لا يترك حقه ولن ينسى حقه في رد الحسنة بالحسنة والسيئة بأشد منها وتاريخ اليمن النضالي معروف عبر التاريخ، وما يؤسفني أن بعض القوى في الداخل وفي مقدمتها الأخ عبدربه منصور هادي وأحزاب المشترك يكررون في القمة العربية التي عقدت في القاهرة لمناقشة الوضع في اليمن يكررون دعوة الأشقاء العرب والعالم لتكالب وضرب اليمن وفي تصوري أن أي شخص يدعو لضرب بلده وبهذه الوحشية التي نراها لا يمكن أن يكون ابناً لهذا الوطن أو جزءاً من نسيجه الاجتماعي على الاطلاق بل حثالة حسبوا على اليمن في «غفلة من التاريخ» وهنا أقول لهادي: ليس من الحكمة ولا من المنطق ولا العقل أن تستعين بالخارج لتضرب اليمن وصولاً الى السلطة التي أضعتها بيدك بعد أن ضيعت اليمن على جثث وأشلاء الأطفال والشيوخ والنساء الذين تجند لهم دبابات الغدر والخيانة السعودية والخليجية وبعض الدول العربية التي باع حكامها عروبتهم مقابل ثمن بخس تكون عواقبه تدمير اليمن أصل العروبة والعرب الذي يمتلك عمقاً تاريخياً وذاكرة لا تنسى الإساءة.

♢ في تصورك لماذا هرب عبدربه منصور هادي الى عدن ليعلن الحرب على اليمن من هناك؟

- هادي وصل الى سدة الحكم ودخل التاريخ من أوسع أبوابه وذلك بدعم من الرئيس علي عبدالله صالح الذي رفع هادي من الثرى الى الثريا وأمّنه بعد أن وصل الى صنعاء هارباً من حكم الإعدام الذي كان ينتظره في عدن من رفاق الأمس بعد مشاركته في ارتكاب جرائم حرب إبادة أثناء أحداث 13 يناير 1986م الدامية، ناهيك عن الدعم والتأييد الداخلي والإقليمي والدولي الذي لم يحصل عليه رئيس من قبل على مستوى العالم والذي كان كفيلاً يمكنه من إخراج اليمن من هذه الأزمة الطاحنة الا أنه أكد للعالم بأنه أسوأ من حكم اليمن أقول هذا وأنا من نفس المحافظة التي ينتمي اليها هادي «أبين» إلا أنني أؤمن بأن اليمن أكبر مني ومنه ومصلحة اليمن تجبرني بأن أقول الحقيقة التي أؤمن بها.. هادي رغم كل ذلك الدعم رهن نفسه وبعدد من المستشارين الذين صوروا له سوء أعماله بأنها من ستجلب الخير لليمن، إلا أنه قاد اليمن الى ما وصلت اليه اليوم نتيجة لارتباطه ومستشاريه بجهات وأجندات خارجية تضمر الشر لليمن بعد أن خرج عن مضمون المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات الحوار واتفاقية السلم والشراكة التي تنكر لها هادي ومستشاروه وانقلبوا على مضامين تلك الوثائق بما فيها القرارات الدولية الذي ضربوا بها عرض الحائط وانفردوا بالمشهد السياسي وأقصوا الآخرين ما نتج عنه أزمة جديدة أدت الى وضعه تحت الإقامة الجبرية نتيجة لأخطائه المتلاحقة ومن ثم هروبه أو تهريبه متنكراً الى عدن وقيامه بإعلان عدن عاصمة لليمن خلافاً للدستور، وهذه الخطوة تعد جريمة تصل الى الخيانة العظمى نتيجة لتنكره للثوابت الوطنية والدستور الذي أقسم اليمين على صيانته والحفاظ عليه، ناهيك عن انقلابه على المبادرة وقيامه بالتمديد لنفسه بعد انتهاء مدة العامين الذي انتخب بها ليحكم اليمن لفترة انتقالية، فكانت النتيجة أن انتهت شرعيته بانقضاء العامين وبتقديم استقالته أيضاً وبانتهاكه للدستور وبتآمره على السيادة اليمنية حين دعا مجلس الأمن الى وضع اليمن تحت الفصل السابع، وأخيراً سقطت شرعيته حين دعا دول الجوار لضرب اليمن، وهناك مادة في الدستور تقول إن كل من دعا الخارج لضرب الوطن يحاكم بتهمة الخيانة العظمى.

♢ لماذا تعمد هادي القيام بتلك الأعمال التي ذكرتها وما سر وقوف تلك الدول الى جانبه؟

- نعلم أن تلك الدول وفي مقدمتها السعودية لم يرق لها تقدم اليمن وتوحدها، ففي عام 1990م عندما توحدت اليمن كانت تلك الدول منشغلة بحرب الخليج ولم تتمكن من عرقلة إعادة تحقيق الوحدة حين قيامها ولكنها سعت في عام 1994م وحتى الآن الى نسف الوحدة واليمن عامة، فوجدت ضالتها لتنفيذ مخططاتها بالرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ولو نظرنا الى كثير من نقاط مؤتمر الحوار الوطني سنجد السموم التي وضعتها تلك الدول عبر عبدربه منصور هادي لتمزيق اليمن، ولعل تقسيم اليمن الى ستة أقاليم خير دليل على المخطط التآمري ضد اليمن ووحدته، ناهيك عن الدستور الهجين الذي أراد هادي أن يمرره لتمزيق اليمن الى دويلات صغيرة، وقد أشرت الى هذا في لقاء مع القنوات العربية وحذرت من خطورة سيناريو تقسيم اليمن عبر هذا الدستور الذي أخذ من دساتير عربية وأجنبية، ورغم ذلك أصر هادي ومن حوله في السير نحو المجهول ، ولذلك وصلت اليمن لما وصلنا اليه.

♢ لماذا اختار هادي الهروب الى عدن تحديداً؟

- معروف أن هروبه الى عدن وإعلانها عاصمة سيعيد الى الأذهان لدى البعض المطالبات غير الشرعية بتكريس الانفصال بدعم من تلك الدول التي وعدته بتحقيق ذلك متناسين أن أبناء اليمن بشماله وجنوبه وشرقه وغربه ستدافع عن الوحدة كما دافعت عنها في صيف 1994م، وكما تعلمون أن الأصوات المطالبة بالانفصال قلة قليلة ممن فقدوا مصالحهم أو غرر بهم من شباب المحافظات الجنوبية الذين ناضل آباؤهم وقدموا الغالي والنفيس في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية.

♢ هل يوجد لهادي تأييد شعبي في المحافظات الجنوبية والشرقية؟

- لا يوجد لـ عبدربه منصور هادي أية شعبية في المحافظات الجنوبية ولا في اليمن عامة الا من أناس قلة من الذين ينتفعون حوله، فإذا ذهبت تلك المنافع انصرفوا عنه، ولو نظرت الى المظاهرات التي نزلت الى شوارع عدن بعد هروبه للتنديد به لتؤكد للجميع أنه غير مرحب به لأنه من تآمر على تلك المحافظات على مدى تاريخه قبل وبعد الوحدة، كما أن أبناء المحافظات الجنوبية عامة يدركون أنه من قام بعملية ضرب عدن 1994م ومن قام بإقصاء أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية من مناصبهم بعد 1994م وخاصة العسكريين ثم حين كان وزيراً للدفاع، ثم قام بإقصاء من تبقى منهم حين تعين نائباً للرئيس.

ومن هنا وجدت ما عرف بالقضية الجنوبية التي أرى أنها من وجهة نظري الخاصة مفتعلة من قبل البعض لأنني أؤمن بأن اليمن واحد من المهرة الى الحديدة ، ومن صعدة الى عدن، وأن المظالم لا تقتصر على عدن أو تعز أو صعدة أو الحديدة، وإنما هناك مظالم في معظم أنحاء اليمن ولكنها لا تستدعي أو تجيز لهذه المحافظة أو تلك الدعوى للانفصال، ولابد أن أشير الى أن هادي عندما كان نائباً للرئيس قد مارس التهميش والإقصاء على أبناء منطقته باستثناء المقربين منه وشخصية كهذه وسلوكاً كهذا لا يمكن أن يصدر من شخص يريد أن يحكم اليمن الموحد، ولهذا يمكن القول إن هادي لا يمتلك أية شعبية لا في الشمال ولا في الجنوب إلا المنتفعين منه الذين سيتخلون عنه إذا انتهت تلك المصالح التي تربطهم به.

♢ ولماذا مازالت بعض الدول تصر على شرعيته رغم كل ما ذكرت من فقدانه تلك الشرعية؟

- لا أدري عن أي شرعية تتكلم تلك الدول، لأن الشرعية لا توهب الا من الشعوب وليس بالتدخل الخارجي أو الاستقواء بهذه الدولة أو تلك لأن الاتكاء والمراهنة على الخارج سيفشل حتماً، ولعلنا نتذكر أحمد الجلبي في العراق الذي جاء على ظهر الدبابة الامريكية إلا أنه سقط ولكن بعد أن أسقط العراق وتاريخها العظيم، وهو ما نخشى أن يفعله هادي إذا سكت الشعب اليمني العظيم على هذه المؤامرة الدنيئة، وفي اعتقادي أن الشعب اليمني لن يقبل مثل هذه المسرحية وخاصة أبناء القوات المسلحة والأمن الشرفاء الذين يرفضون أن يكون شخصاً كهادي قائداً عاماً للقوات المسلحة وهو يتآمر على وحدة الجيش ويسعى الى تدمير ما تبقى منه بعد عملية الهيكلة سيئة الصيت التي دمرت الجيش خلال الثلاثة الأعوام الماضية ليطل برأسه من جديد يستدعي الخارج وعلى رأسهم الشقيقة الكبرى المملكة السعودية لتدمير هذا الجيش بضربات الطائرات الغادرة، كما نشاهده هذه الأيام التي لن تنساها ذاكرة الشعب اليمني وسيثأر عنها ذات اليوم، ولذا أقول: إن إصرار تلك الدول على شرعيته الوهمية إنما هو إصرار على إيجاد شخص يأتمر بأمر تلك الدول لتدمير وطنه بعد أن فشلت مؤامرة الربيع العبري أو كما أسميه أنا ربيع بني قريظة ولكن هيهات أن ينالوا من اليمن.

♢ لماذا سعى هادي لتشكيل مليشيات خاصة به؟

- هذه اللجان وجدت بذريعة واهية مقاومة القاعدة التي وجدت في عدن عام 2011م، وما بعدها ولكني أتساءل هنا لماذا سلمت أبين لتنظيم القاعدة، ولماذا نشاهد كثيراً من اللجان الشعبية التي تتبع هادي ووزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد، وقد سبق أن شاهدنا كثيراً من أعضاء تلك اللجان الشعبية أعضاء في تنظيم القاعدة فيما عرف بجيش إمارة زنجبار «وقار» في الوقت الذي كان يقال بأن اللجان الشعبية ستكون من أبناء القبائل للدفاع عن أبين قبل أن تدخل العوامل السياسية والمصالح الآنية التي ترتبط بجهة خارجية لتنفيذ مهمات معينة ومنها تكريس الانفصال كما هو حاصل اليوم، ولا أنسى أن أشير الى أن بعضاً من أبناء اللجان الشعبية قد انخرط فيها بحسن نية ودوافع وطنية.

♢ أشرت في حديثك إلى موضوع القضية الجنوبية ما حقيقة هذا الأمر؟

- لقد ظللت فترة طويلة أسأل نفس هذا السؤال ما هي القضية الجنوبية، وما هي المظالم التي يتحدثون عنها ولكنني لم أجد إجابة شافية تروي ظمني وتجيب عن أسئلتي، ولكن أقول هناك بعض المظالم بأبناء المحافظات الجنوبية الشرقية كجزء من مظالم وطن ولكن هناك أناس يستغلون تلك المظالم، وخرج بها مسارها المطلبي وحولتها الى قضية سياسية كوجود الحراك العسكري بقيادة الأخ العميد ناصر النوبة، ولكن يبدو أن هناك اشخاصاً لا تريد الوصول الى حل لتلك المظالم، فكل ما اقتربت من الحل سعى البعض الى عرقلة تلك الحلول وكما لاحظنا في مؤتمر الحوار الوطني من يسعى الى المتاجرة بتلك المظالم التي حولوها الى القضية الجنوبية التي عرفت بها وكنت قد أشرت في لقاءات سابقة بأنه لابد أن تحل كافة المظالم والقضايا الوطنية على مستوى اليمن ابتداءً من عام 1962 و1963م والحرب الأهلية في عدن عام 1967م بين الجبهة القومية وجبهة التحرير، وكذا التصفيات الجسدية عام 1972م وما تلاها مروراً بمجزرة 1986م وحروب المناطق الوسطى وسحل العلماء في حضرموت وغيرها من المدن اليمنية، وعلينا أن لا نفرط بقطرة دم يمنية، فالكل سواء والدم وازهاق الأنفس معصومة ولا تسقط بالتقادم، ولا يمكن أن تخضع للمساومة السياسية ولا ننسى الشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي وقحطان الشعبي وحادث الطائرة التي اسقطت في الجو وهي تحمل خيرة أبناء اليمن وهي في طريقها من شبوة الى حضرموت بداية السبعينيات وكذلك إعدام سالم ربيع علي، ولذا أقول إن كل القضايا يجب أن تعالج ببعد وطني بعيداً عن الاصطياد في المياه العكرة أو تفصيلها وفقاً لمقاسات سياسية أو مناطقية أو جهوية تعمل على تمزيق اليمن، كما يريد البعض والا لقلت أنا من ضحايا 1986م وعذبت وسجنت، ومع ذلك من أجل اليمن أحاول أن أتناسى ذلك وأتناسى دم أهلي الذين قتلوا معتبراً كل ذلك قرباناً للوحدة اليمنية التي تحققت في 22مايو 1990م باعتبار أن الوحدة تجب ما قبلها غير أن البعض بكل أسف يريد أن يحصر القضية الجنوبية في الحرب التي دارت 1994م في الوقت الذي كانوا جزءاً من هذه الحرب ومن نتائجها ومسعريها، وبالتالي لن ينجو أحد من العقاب لا هنا ولا هناك، وبالتالي فالأولى أن نتناسى الماضي وأحقاده وأن نفتح صفحة جديدة بيضاء نربي أبناءنا وأجيالنا على الوحدة والتآخي بدلاً من زرع الأحقاد والتفرقة التي سيدفع ثمنها الجميع إذا لم يعقل كل من فقد مصلحته أو وظيفته أن الحياة يوم لك ويوم عليك، وأن الكرسي دوار، ناهيك عن الذين خرجوا من السلطة بعد انتخابات 1993م طبقاً للتداول السلمي للسلطة فلا يعقل أن كل من خرج من منصبه وفقاً لهذه المعطيات أن يطالب بالانفصال سواءً في عدن أو تعز أو حضرموت أو صعدة أنا مع رد المظالم تحت سقف الوحدة اليمنية.

♢ هناك من يثير قضية نهب الأراضي الجنوبية.. نريد أن تضعنا أمام حقيقة هذا الأمر؟

- هذا كلام فيه افتراء وتضخيم أكبر من الواقع وقد أوضحه الأخ المهندس أحمد الكحلاني محافظ عدن الاسبق، ولكن للأسف البعض لا يريد أن يفهم ويعمل على تضخيمه وفقاً لشعارات مطاطية مناطقية مغرضة على سبيل المثال الحزب الاشتراكي قبل دخول الوحدة اليمنية عقد اجتماعاً للمكتب السياسي واللجنة المركزية ووزع قطع أرض في أفضل المناطق على قيادته وأخرى تم بيعها وتوريد ثمنها الى خزينة الحزب وليس الى خزينة الدولة بعد الوحدة، ناهيك عن ترك الحزب الاشتراكي قضية التأميم التي تمت في فترات سابقة معلقة ولم يحلها قبل دخوله الوحدة وإنما رمى بحملها ومشاكلها وقضية التعويضات على دولة الوحدة التي عوضت كل من تم تأميم أرضه أو مسكنه، وأنا مع إعادة المظالم والأراضي التي يقال أنها نهبت رغم أني أعلم كما يعلم غيري بأنه لا يوجد مواطن تم أخذ حقه، وإذا وجد شخص ظلم أو أخذ حقه يجب أن نقف بجانبه حتى تعاد له حقوقه، لأننا لا نرضى بالظلم كما لا نرضى بالعزف على هذا الوتر لتحقيق مكاسب سياسية وتعميق الفرقة والانقسام.

♢ وماذا عما يثار حول قضية المبعدين؟

- قضية المبعدين أخذت أكثر من حجمها، فهناك قيادات كانت في الحكومة نزحت بعد حرب 1994م باختيارها بعضها مازالت تستلم مستحقاتها كاملة وأخرى تعيش في الخارج وترفض العودة وهي لا تتجاوز أصابع اليد وهما العطاس والبيض اللذان يريدان إرجاع عجلة التاريخ الى الوراء ليرجعوا لتلك المناصب وهذا شيء غير منطقي، أما السواد الأعظم ممن يقال إنهم أقصوا أو أبعدوا من مناصبهم فقد تم تسوية أوضاعهم ودفع التعويضات لهم من الرئيس السابق علي عبدالله صالح رغم أن الغالبية العظمى ممن تركوا الخدمة بعد 1994م قد تركوها بمحض إرادتهم لأنهم قد اعتادوا في فترات أثناء الصراعات الدموية للحزب الاشتراكي إما أن يذبحوا أو يعتقلوا أو يطردوا ولم يعتادوا على ثقافة الأمن والتسامح التي جاءت بعد تحقيق الوحدة، ولعلنا نتذكر عندما وقعت أحداث عمران، فالتقى الرئيس علي عبدالله صالح حينها بالمقاتلين من أبناء المحافظات الجنوبية وسلم لهم أسلحتهم ورواتبهم وأصدر قرار العفو عنهم وخيرهم بين البقاء في عمران أو الذهاب الى عدن والعودة باعتبارهم جزءاً من أبناء اليمن الموحد، ولكن للأسف الشديد البعض استغل هذه الأحداث للنيل من الوحدة، وللأمانة أمام الله وأمام التاريخ والشعب أقول: بأن عملية الظلم قد تمت من ذوي القربى، وأقصد عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع السابق محمد ناصر أحمد اللذين عرقلا كثيراً توجيهات الرئيس علي عبدالله صالح الذي شكل اللجان المتعددة لحل قضايا المظالم سواءً في عدن أو في الحديدة أو غيرها من المحافظات، أما مسألة الأراضي والبيوت التي يقال إن الشمال قد استولى عليها بأن كثيراً من الأراضي قد تم شراؤها من الأخوة الجنوبيين، ولا ننسى أن الرئيس علي عبدالله صالح قد صرف مئات الآلاف من قطع الأراضي والفلل والشقق السكنية لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية دون مقابل، بل أن الكثير منهم قد استلم أكثر من فلة وأكثر من قطعة أرض، هذه حقيقة يعلمها الجميع، فكيف لنا أن نكيل بمكيالين، أما الأراضي التي استولى عليها البعض من أراضي وعقارات الدولة من قبل أشخاص من الشمال أو من الجنوب بحجة الاستثمار ولم يتم الاستثمار عليها فنحن مع أن تعود للدولة لأنها ملك للدولة وليس ملكاً لأشخاص هذا إذا كنا نريد أن نعزز من قيام الوحدة والولاء الوطني وألا نصطاد في المياه العكرة.

♢ أشرت الى هيكلة الجيش هل كان هناك ضرورة لهيكلة الجيش أم أنها كلمة حق أريد بها باطل؟

- هذا السؤال مهم، ولأنني أحد منتسبي هذه المؤسسة الدفاعية أجزم بأن الجيش اليمني وخاصة جيش النخبة في الحرس الجمهوري بشهادة الجميع ولا يحتاج الى هيكلة، أما بعض الوحدات الاخرى كالفرقة أولى مدرع كانت تحتاج الى إعادة النظر في بعض جوانبها كالتوزيع على المناطق بحسب التخصصات، ولابد أن أشير الى أن المبادرة الخليجية لم تشر من قريب أو بعيد لموضوع إعادة الهيكلة وإنما ذكرت توحيد الجيش الذي كان منقسماً بين الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع تحت قيادة هيكلة واحدة وكان الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع السابق وبعض القوى السياسية مثل الدكتور ياسين سعيد نعمان وقيادات في حزب الاصلاح سعوا من خلال هذه العملية لتدمير الجيش إما لإيجاد مليشيات مسلحة تتبع الاخوان بديلة عن الجيش والشرطة أو إضعاف الجيش لتسهيل عملية الانفصال التي يسعى لها الحزب الاشتراكي بعد أن يتم تدمير الجيش تحت ذريعة الهيكلة وهو ما يحصل الآن على أرض الواقع.

♢ وما علاقة عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع بتدمير الجيش ولماذا؟

- هذه مسألة يطول شرحها ولكني سأختصر.. ان هؤلاء أرادوا تدمير الجيش خدمة للدول المجاورة التي تخشى من الجيش اليمني، ناهيك عن هؤلاء سعوا لتدمير الجيش في الوقت الذي عملوا على إيجاد مليشيات مسلحة في أبين وعدن للاستقواء على خصوم الأمس، واعتقد أن هذا الأمر أصبح واضحاً الآن غير أن أخطر ما نراه الآن هو تدمير الجيش اليمني وفتح الساحة أمام تنظيم القاعدة.

♢ هل هناك خطر على الوحدة؟

- لا يوجد أي خطر على الوحدة اليمنية، فكل المشاريع التآمرية عليها ستفشل، والمملكة العربية السعودية والحلف الشيطاني المتمثل في عاصفة الخزي والعار «عاصفة الحزم» مهما كانت جبروتها لن تثنينا عن الدفاع عن الوحدة اليمنية والثوابت الوطنية، وكنت آمل من المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج بدلاً من أن تصرف 50 مليار دولار على تدمير اليمن بأن تصرف نصف هذا المبلغ لأشقائهم في اليمن لبناء بلدهم، ولكن للأسف الشديد فقد تبين الخيط الأبيض من الأسود وظهر حقدهم على اليمن وتاريخها وما يحز في النفس ويبعث على العتب الشديد ليس من دول الخليج فقط ولكن من مصر العروبة مصر عبدالناصر الذي لولا هو ولولا جيش مصر لما انتصرت ثورة 26 سبتمبر إلا أني أرى دور مصر قلب الأمة العربية بدأ يتراجع عن واجبه القومي تجاه اليمن، فمصر التي بذلت آلاف الشهداء دفاعاً عن اليمن على أيدي المرتزقة الذين مولتهم السعودية في ستينيات القرن الماضي، فكيف لي أن أشاهد القمة العربية المنعقدة في مصر العروبة وهي تطالب بالتدخل العسكري لضرب الجيش اليمني وتدمير اليمن وهذا الأمر يجعلني عاتباً أشد العتب على الرئيس السيسي الذي كنت اعتبره كغيري من اليمنيين امتداداً للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، فأرجو ألا يخيب أملنا فيه وفي دور مصر العروبة، لأني لا أعتقد أن الضغوطات الاقتصادية على مصر والمساعدات الخليجية المرتبطة بهذا الأمر ستجعل مصر وقائدها السيسي تتراجع عن دورها الريادي في دعم القضايا العربية لأنها ستخسر شعب اليمن وكل قومي عربي من المحيط الى الخليج.

♢ كلمة أخيرة تريد قولها؟

- أقول للرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي لا يمكن أن تحكم اليمن بعد كل هذه المجازر التي ارتكبتها بحق الجيش والشعب اليمني أن تحكم اليمن ولو اجتمع العالم بأسره حولك، وأقول للسعودية إن الشعب اليمني مازال حياً ورهانكم على هادي سيخسر.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:27 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42544.htm