الميثاق نت -

الثلاثاء, 31-مارس-2015
محمد علي عناش -
من ذات الطريق التي سلكها زعيم حرب الانفصال الأولى في1994م علي سالم البيض،سلكها زعيم حرب الانفصال الثانية عبدربه منصور هادي، مع فارق كبير بين الرجلين في جوانب كثيرة لصالح البيض بالتأكيد، كون الثاني أي هادي أدار حرباً انفصالية بعمالة ومال مدنس ومنهوب وبعصابات من المرتزقة، انفصال بابتزاز للوحدة وتحت غطاء الشرعية والعزف على وتر المناطقية والطائفية، وصولاً إلى طلب التدخل العسكري في اليمن.. هادي بعد أن أفرغ البنوك من محتواها وترك عدن مستباحة للنهب من قبل مرتزقته، هرب من ذات الطريق حضرموت المهرة فسلطنة عمان، ليغادرها إلى السعودية ليوقع ويبصم على طلبه ويستعجل التدخل العسكري السريع على اليمن، والذي أثمر بعد ساعات عن عدوان خليجي مصري سافر بالطائرات التي طالت مطار صنعاء وأحياء سكنية ومواقع عسكرية في أكثر من محافظة.. بالتأكيد العدوان سافر ولا أخلاقي، وانتهاك أرعن لسيادة اليمن وحياة الشعب اليمني، ومخالف لكل المواثيق والقوانين الدولية، إلا أن جميع الدول العشر المشاركة في هذا العدوان، تفتتح تبريراتها، بأن عملياتها العسكرية في اليمن من أجل استعادة الشرعية، وتتم بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والرجل لايبالي ولايخجل من هذا الكلام، بل يؤكده ويستحثه على القنوات الخليجية مبتسماً وراضياً، ويحضر القمة العربية في مصر بصفته رئيساً للجمهورية اليمنية ليشكر أصحاب الفخامة والجلالة على «عاصفة الحزم» ويؤكد على ضرورة استمرارها.. بالطبع الفارق كبيربين الانفصالي الأول والانفصالي الثاني، كون الأول البيض، أثناء ما كان نائب رئيس مجلس الرئاسة في92م، حدث عدوان سعودي على حرس الحدود اليمنية وتطاول على ترابنا، كان موقف البيض قوياً عندما قال إن اليد التي تمتد إلى التراب اليمني سوف تُقطع.. في ذلك الوقت كانت العلاقة متوترة بين اليمن ودول الخليج، بسبب الموقف اليمني القومي الرافض للعدوان على العراق، والذي عبر عنه الزعيم علي عبدالله صالح في كل المحافل والمنابر، ورفض كل المغريات والعروض التي قدمتها أمريكا ودول الخليج كي تشتري موقفاً يمنياً مؤيداً لضرب العراق واستباحة سيادته وإراقة دماء أبنائه، إلا أن اليمن ممثلة بالزعيم صالح رفضت أن تبيع عروبتها وإنسانيتها، كما باع السيسي حالياً أهداف الثورة المصرية والرصيد التاريخي القومي لمصر، ووضعها تحت أقدام أمراء النفط ليدوسوا عليها، مقابل بضعة مليارات ثمن ذلك، ويشتركوا معاً في قتل أطفال اليمن وقصف معسكراتها ومطاراتها وموانئها ومستشفياتها.
في أول محك قومي سقط السيسي، لم يستطع أن يقاوم لأن مرتكزاته القومية هشة، فبدا أنه نسخة ناصرية مشوهة ومزيفة لاتمت بأي صلة للنسخة الأصلية التي جسدها الزعيم جمال عبدالناصر.. ربما أن اليمن عانت لبعض الوقت بسبب موقفها الوطني القومي الرافض لضرب العراق، وتعرضت للكثير من الاستعداء والتحريض والحرب السياسية والاقتصادية، إلا أن اليمن تجاوزت كل ذلك بحنكة قيادتها، وبدولة قوية متماسكة.. فعن أية شرعية تتذرع بها دول الخليج كي تشن هذا العدوان والبغي، أمن أجل شرعية مَنْ لاشرعية له عبدربه منصور هادي المستقيل والمنتهية ولايته وأخيراً الهارب الذي يستعدي الخارج على قصف شعبه وبلده.. هادي كان عبئاً على البلاد وعلى المرحلة الانتقالية الذي ميعها وحولها إلى مرحلة انتقامية، منذ شهره الأول على كرسي الرئاسة ومنذ أول قرار رئاسي له غير متزن مس هيبة الدولة ووحدة المؤسسة العسكرية، كان بإمكانه أن يعمل الكثير وألا نصل إلى هذه النتائج الكارثية، لكنه لم يعمل شيئاً، بل أضاف أعباءً وأزمات جديدة، هو من أفشل الحوارات ومن خلفه أحزاب اللقاء المشترك، وأوصلنا إلى هذا الواقع الذي نعيشه، وأخيراً هرب إلى عدن وشكل لجاناً ومليشيات من المرتزقة ومن عناصر القاعدة الإرهابية، الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الجنود وسلم المعسكرات للقاعدة، ولعب على ورقة الجنوب مبتزاً للوحدة ورافعاً العلم الشطري على جميع المؤسسات الحكومية في عدن حتى قصر الرئاسة الذي كان يستقبل فيه السفراء والوزراء والمبعوث الأممي جمال بنعمر.. أي شرعية لمرتزقة نهبت البنوك والمعسكرات والمساعدات وسحلت الجنود وأعدمتهم وصفَّتهم جرحى؟ وأي نصر كان يرجى من هؤلاء وأي وطن كان سيحكمه مرتزقة؟ وأي دولة كانوا سيديرونها وهم يحرضون الشعب على نفسه طائفياً ومناطقياً ومذهبياً؟..
المعركة مع المرتزقة لم تستغرق أكثرمن 48 ساعة وتداعوا تحت ضربات قواتنا المسلحة الباسلة واللجان الشعبية الحرة، لأنها معركة حق ضد باطل ومعركة وطنيين شرفاء ضد مرتزقة.. أي شرعية لهؤلاء؟حتى تتكالب من أجلهم عشر دول عربية لشن العدوان السافر على اليمن وسيادتها وأبنائها.. ما الذي يدفع دولاً عربية كمصر والسودان والأردن والمغرب كي تشترك في هذا العدوان والبغي وتقصف المدنيين؟ هم مرتزقة أيضاً مستأجرون من أمراء الخزي والعار الخليجي، استلموا ثمن هذا العدوان ، استلموا ثمن سفك دماء اليمنيين وقصف المعسكرات والمطارات والمستشفيات، أستلموا ثمن شن أقذر حرب مرتزقة في العصر الحديث.. وإذا ما تجاوزنا شرعية من لاشرعية له، وانتقلنا إلى حجة إيران، إيران ليست هنا، إيران هناك، وعلى بعد بضعة كيلوات من دول الخليج ومحتلة لثلاث جزر إماراتية، لماذا لا تذهب إلى هناك لقصفها وتسترد جزرها، هي لاتجرؤ وإنما تتحجج، وتريد استكمال تنفيذ مخططها التدميري المرتب له منذ2011م عبر أدواتها من نزلوا إلى الساحات وهاهم اليوم يباركون الضربات ويشكرون من قام بها ويرفعون صوره..
المبررات واهية وسمجة لهذا العدوان والبغي، وإلا ما دخل المستشفيات حتى تقصف ومادخل ميناء بلحاف لتصدير الغاز المسال حتى يتعرض لقصف طائرات الحقد الخليجي ومرتزقتها، المخطط واضح، الشعب اليمني الحر هو المستهدف ،الاقتصاداليمني هو المستهدف، الجيش اليمني هوالمستهدف، ربما سوف يتوقف العدوان نتيجة لضغوط دولية،كونه عدواناً سافراً لا أخلاقياً، لكن بعد أن تحقق جزءاً من أهدافها في تدمير أهم البنى التحتية، هذا هوالمشروع العفن لدول الخليج تجاه كل الشعوب الحرة التي رفضت أن تتدعشن وأسقطته وقاومت مشروع الربيع العبري المدمر بنماذجه في سوريا وليبيا والعراق.. المرتزقة موجودون في كل الحروب عبرالتاريخ، لايوجهون أسلحتهم ومواقفهم تجاه العدو الحقيقي، وإنما يوجهونه إلى الداخل إلى أبناء وطنهم وقوميتهم، وهؤلاء دائماً ما كانوا ينهزمون ويجرون أذيال الخيبة وتلحقهم لعنة التاريخ.. والحرب الدائرة على اليمن اليوم هي حرب مرتزقة وسوف يخسرون وينهزمون لأنهم أغبياء وبلا ضمير، لايدركون المعادلة السياسية في اليمني والمزاج الشعبي اليمني المتوحد والذي يتجه في اتجاه الحرية ومقاومة الهيمنة والبغي.. وحتماً سينتصر شعبنا في النهاية وها هو يعريهم اليوم ويفضحهم سياسياً وأخلاقياً وعسكرياً ويكشف للعالم أنها حرب مرتزقة في الداخل والخارج.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 11-ديسمبر-2024 الساعة: 11:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42568.htm