الميثاق نت - من مواطن يمني اختلط دم والده بدماء مصرية على أرض اليمن..<br />

الأربعاء, 08-أبريل-2015
الميثاق نت: -
من مواطن يمني اختلط دم والده بدماء مصرية على أرض اليمن..
يا شعب مصر العظيم..
في عام ١٩٦٣ استشهد والدي الشيخ/ علي عبدربه حازب مع مجموعة من الضباط والجنود المصريين بعد أن تحطمت بهم الطائرة المصرية التي كانت تقلهم من الجوبة محافظة مارب في مهمة وطنية إلى صنعاء. واستشهدوا جميعاً ـ رحمهم الله ـ وأنا وأخي، يومها، أطفال لا نعي شيئاً من الحدث الذي هز المنطقة يومها. ووجدوا أشلاءهم مختلطة في منطقة الحادث ببني ضبيان خولان.
وبعد أن كبرت ووعيت، وجدت مراسلات والدي بالقادة المصريين، ومن ضمنهم البطلان نبيل الوقاد، وعبدالمنعم سند، ومراسلاتهم له من أجل الثورة وترسيخها ومواجهة من كانوا يعارضون تلك الثورة، التي دفعت مصر من أجلها أغلى التضحيات وأفضل الرجال، ما يجعلها جزءاً من تاريخ مصر.

ووجدت تعزية من قائد القوات العربية المصرية لوالدتي وأهلي في استشهاد والدي واستعدادهم لرعاية أولاد الشهيد، الذي هو أنا وأخي، وصدقوا في ذلك، فقد كانوا يرسلون بمبلغ شهري لوالدتي حتى غادروا اليمن في ١٩٦٧. ومازلت أحتفظ بتلك الوثائق..
كبرنا وقد غٌرِس في قلوبنا حب مصر، وأهل مصر، وقيادة مصر.

يوم مات الزعيم جمال عبد الناصر، شاهدنا الوالدة تبكي وتصيح، فسألناها نحن وعمنا الوالد عبدالله عبدربه حازب: ما الذي حصل؟
قالت: أبو العرب، جمال مات.. مات أبو العرب!! هكذا كان المشهد.. والله على ما أقول وكيل.
ثم بعد ذلك تعلمت، ومعي ملايين من اليمنيين على أيدي أساتذة مصريين من الأساسي إلى الجامعة، ومازلنا نحتفظ بعلاقاتنا ومراسلاتنا للبعض منهم.

ثقافتنا مصرية، وتشربنا على أيديهم حب الوطن وحب العروبة وحب مصر..
نحفظ أناشيد مصر!
نحفظ أسماء مشاهير مصر من الساسة والعسكريين والمفكرين والعلماء والفنانين..
نحفظ أسماء بلديات ومحافظات ونجوع وكفور مصر..!
نحفظ مسرحيات مصر..
نحفظ اللهجة المصرية.. وكثيراً من النكات المصرية..
نفرح إذا فرحت مصر. ونحزن إذا حزنت..
لا نشعر بالغربة إذا نزلنا مصر..
تألمنا كثيراً عندما عرفنا ما كان يحاك، ولايزال، لمصر ولجيش مصر، ولقضاء مصر بعد ٢٠١١.
فرحنا، وصفقنا لثورة الشعب المصري التي أعادت لمصر مكانتها في ٢٠١٣.
صفقنا للمشير عبدالفتاح السيسي.
فرحنا بترشحه لرئاسة مصر، ورقصنا وأطلقنا الألعاب النارية والرصاص الحي عند فوزه ونجاحه..
تمنينا، وكتب ذلك الكثير في وسائل الإعلام والتواصل، أن يكون لنا ربع سيسي لإنقاذ اليمن وليس سيسياً كاملاً؛ بسبب ما حل ببلدنا بعد ثورة الربيع العربي المدمرة!
تندرنا على قوانا السياسية، وقلنا مصر ذات المائة مليون نسمة أنجزت دستوراً واستفتاءً عليه، وأجرت انتخابات، وأنهت فترة انتقالية خلال ستة أشهر، وقوانا السياسية وقيادتنا أربع سنوات لم يعملوا شيئاً إلا صنع المشاكل والتأخر إلى الخلف.. وسكّان اليمن يزيدون على سكان القاهرة بقليل!!
لن يخالفني هذه المشاعر والذكريات والحب لمصر إلا القليل.
لا ننكر جميل مصر على اليمن.. ولأجل ما سبق قررت أوجه هذه الرسالة المطولة لأقول لكم فيها:
إننا نعاني في اليمن من مشاكل ومؤامرات من الخارج والداخل.. وسوء تدبير في من قادوا البلد بعد ٢٠١١.
نمر بوضع صعب، وخلافات داخلية؛ بسبب الأطماع الداخلية والخارجية.. ولكننا كنا نحاول أن نحل مشاكلنا...!! وكنا نتصور أن يغدر بِنَا من هنا أو هناك،
إلا مصر،
إلا مصر،

فلم نتصور، في يوم من الأيام، أن نخاف من حيث نشعر ونثق بالأمان. فإذا بِنَا يا أهلنا في مصر العظيمة، وعلى حين غرة، وفي مشهد أصابنا بالذهول، نجد مصر وقائدها السيسي تشارك في حلف عربي غير مسبوق يهاجمنا في عقر دارنا من الجو والبحر بأحدث الأسلحة التي تهلك الحرث والنسل وتدمر كل شيء في اليمن الذي يعاني أصلاً من خلافات أبنائه وعقوق البعض منهم لوطنه، تحت مسمى حلف ‫#‏عاصفة _الحزم !!
أمر لم نتوقعه من أشقائنا في السعودية وبقية الدول غير مصر.
أما مصر، فقد كانت الصدمة مهولة ومرعبة ومؤلمة؛ لأننا نرى في مصر الأخ الكبير الذي لا يسمح بذلك أصلاً.
وكنا نرى في مصر وفي السيسي، من سيمنع مثل هذا العدوان من خلال معالجة أي خلافات داخلية في اليمن أو غيرها، بالتوسط الأخوي بين فرقاء الخلاف.

أما أن يشارك في هكذا عدوان بعذر يعتبر شأناً داخلياً لليمن. لا يوجب هذا الحلف والحرب والذي يخالف علاقتنا الأخوية والتاريخية والدينية مع كل الدول المشتركة في هذه الحرب. ويخالف ميثاق الجامعة العربية وميثاق الأمم المتحدة والنظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي، ويخالف كل الأنظمة الأرضية والإنسانية والسماوية..!
فمنذ أول صاروخ لهذه الحرب الظالمة، سقط في صنعاء ونحن نبحث عن عذر لمصر وللسيسي، وعجزنا أن نجد هذا العذر. والسبب الذي دفع مصر لهذا التحول غير المتوقع سياسياً وعسكرياً نحو اليمن!!
ولأجل العلاقة الاستثنائية المعمدة بالدم وبالعلم الذي تعلمناه منكم..
ولأجلكم لأنكم انتخبتم السيسي وأحببتموه، لم يظهر منا غير ذلك السؤال الحائر على لسان كل يمني: لماذا يا مصر..؟؟
لماذا يا سيسي..؟؟
لماذا تضربون على أهلكم بهذه الأسلحة؟؟
لماذا تشاركون في قتلنا؟؟
لماذا لم تمنعوا هذه الحرب أصلاً؟؟؟

لماذا..؟؟ لماذا..؟؟؟ لماذا..؟؟ فقط وإلى اليوم لا نجد غير أسئلة أضعها أنا ابن ذلك الرجل الذي اختلط دمه الطاهر بدماء طاهرة لضباط وجنود مصريين كانوا يقدمون أرواحهم لأجل اليمن وعزته. وهي أسئلة كل يمني؟؟

نضعها عليكم، ونقول لكم أنتم رسلنا للقيادة المصرية لتقولوا له ونقول لكم:
أوقفوا عنا هذا الحرب !!
أوقفوا هذا الخوف الذي روع النساء والأطفال..؟؟
أوقفوا عنا هذا الدمار الأخوي المؤلم!
أوقفوا هذا الشرخ في علاقة مصر باليمن الاستثنائية.
احذروا، فمصر وجيشها مستهدف بهذا الحرب لتخريب عقيدته القومية العربية، وتاريخه النظيف.! منذ محمد علي باشا.
خمسه ملايين طالب وطالبة لا يذهبون للدراسة بسبب هذه الحرب. نريدهم يلتحقون بمدارسهم ولا يذهبون في الطريق الخطأ؟!
هذه الحرب تصيب كل يمني ولا تصيب فئة أو جماعة أو حزباً أو مذهباً!! الكل متضرر منها وفي المقدمة النساء والأطفال!
أمنكم القومي وأمن باب المندب يهمنا، فهو أمننا أصلاً، ولن تصابوا بأذى منّا.
إلى اليوم لم نندم على تأييدنا للسيسي..

نضع هذه الأسئلة، وهذه المطالب، وهذه المشاعر لأجل الأخوة والعلاقة الطيبة، ولمعرفتنا أن الشعب المصري لا يرضى هذه الحرب ولم تتم استشارته، ولأننا نسمع ونقرأ ونشاهد مواقف مصرية مهمة رافضة للحرب.. نضعها بهذا الشكل؛ لأننا نثق في أنفسنا.
فلا يفكر أحد أننا نضعها عن ضعف أو أننا سنرفع الراية البيضاء..
ولكن، لأننا لم نفقد الأمل في أخوتنا وأهلنا الكبار في مصر..
وأخيراً..

حبي لبلدي، ولمصر، ولدماء والدي ورفاقه، التي اختلطت بالأرض اليمنية.. ولأني وجدت ما شرحته في مقدمة الرسالة يوجب عليَّ أن أذكر أهلنا في مصر بما تحفظه ذاكرة اليمنيين من مشاعر وذكريات وعلاقات ومواقف قد يكون أقلها ما أحتفظ به أنا ووالدتي وأهلي. ليعلموا أننا شعب لا ينسى الجميل. ولا نريد أن تحتفظ ذاكرتنا بغير ذلك..

والفرصة ما زالت قائمة أن تغير مصر موقفها نحو أخوتهم في اليمن.
وما يكفينا أن يقول السيسي الجيش المصري لمصر وبس..
والسلام عليكم،

حفظ الله مصر واليمن،

المواطن اليمني/ حسين علي حازب
من أبناء مراد محافظة مارب
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42682.htm