سلوى المتوكل - خطبة يوم الجمعة الماضية لخطيب الحرم المكي سعود بن ابراهيم بُدأت بالحديث عن تكريم الله عز وجل لهم بأن الله قد جعل الكعبة المشرفة في مملكتهم وأن الله قد أكرمهم بأن جعلهم خادمين لبيت الله وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان من المسلمين.. لكن الخبث والمكر السياسي أتى في سياق كلمات هذه الخطبة لأن الخطيب تحدث عن اليمنيين في اتجاهين.. الاتجاه الأول الذي تناولته هذه الخطبة الظالمة أن في اليمن طائفة تحقد على أهل المملكة بأن كرمهم الله عز وجل بخدمة الحرم المكي وخدمة الحجيج.. لعل هذا الأمر يا شيخ كان في السابق لكنكم اليوم خادمين «الصهيوأمريكية» ودليل ذلك هو سقوط الاطفال والنساء في صور مؤلمة ومروعة لن تغفرها لكم الاجيال، كذلك تدمير مؤسسات الدولة التي تقصف وتدمر المنجزات التي تحققت على مدى عقود مضت تدمر تحت غطاء محاربة الطائفية الحاقدة.
التاريخ يا شيخ يشهد كذب هذه المزاعم لأن اليمنيين هم أول من ناصروا الرسول «صلى الله عليه وسلم» وهم أوائل الفاتحين في الاسلام بل هم من قال فيهم الرسول «صلى الله عليه وسلم» «الله أكبر لقد أتى نصر الله لقد أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانية».
اليمن يا شيخ منذ فجر الاسلام تسمى بالقاعدة البشرية للاسلام لأن اليمنيين انطلقوا من المدن والموانئ الى مختلف جهات العالم فاتحين ومشاركين في تأسيس الحضارة الاسلامية والشاهد في ذلك وجود اسماء العلماء والمؤلفين اليمنيين في العديد من مكتبات العالم بل إن العديد من المعالم الحضارية كالمساجد مثلاً وغيرها محفور عليها اسماء يمنيين في شرق وغرب العالم.. اليمنيون يا شيخ سعود بن ابراهيم علماء وبناة حضارة.. أما مسألة اخفاء اهداف عاصفتكم الأمريكية- الصهيونية تحت مسمى الطائفية فهو ستار لاخفاء وحشية هذه العاصفة الاجرامية.
ثم يعود الخطيب في الاتجاه الثاني من الخطبة بالحديث عن اليمنيين أيضاً ولكن هو يقصد الذين طلبوا حماية شرعيتهم.. يا شيخ إن كنت شيخ اسلام وليس حاخام صهيوني الذين طلبوا الحماية هم اشخاص وليسوا كل اليمنيين الذين يحرقون بالقذائف وتدمر بلدهم ثم إن هؤلاء الاشخاص ممثلين بالرئيس الخائن لبلده وشعبه، هم لا يقلون عنكم صهينة وماسونية، وفي الاتجاهين الأول والثاني الشيخ سعود لم يذكر القتلى والجرحى ومقدرات الشعب اليمني التي تدمر ولو بكلمة بقدر ما كان الهدف هو ايجاد التبريرات لهذه العاصفة.
رحم الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز باغتياله استطاعت أمريكا واسرائيل تنفيذ مخططاتها عن طريق المراهقين ولي ولي العهد محمد بن سلمان وجماعة من آل سعود استطاعت امريكا تجنيدهم وأن يكونوا هم اليد التي تضرب بها الشعب اليمني علي مدار 24 ساعة دون التفريق بين قرى ومديريات مدارس واندية رياضية.. منازل لمواطنين عزل ليسوا من هذا الحزب أو ذاك.. أطفال ليس لهم ذنب في السياسة.
وطني.. اليمنيون الشرفاء كلنا نصرخ بصوت واحد:
الروح والدم والولد فداك.. يا وطني..
|