محمد اليافعي - منذ بدء العدوان السعودي على اليمن في 26 مارس 2015م عبر ما تسمى «بعاصفة الحزم» نجد أن هناك تناقضاً فاضحاً في دوافع وأسباب وأهداف هذه الحرب العدوانية، فتارة الخطاب السعودي والخليجي ومن لف لفهم يصورون العدوان على اليمن بأنه ضد التمدد الحوثي «الشيعي» وتارة ثانية نجدهم يبررون عدوانهم بأنه جاء استجابة لطلب الرئيس المستقيل هادي.. وتارة ثالثة يتباكون على الأمن القومي المزعوم من خلال تضخيم الخطر الايراني على باب المندب.
هذا التناقض يجعلنا أكثر حيرة وتخوفاً عندما نجد أن هدف العدوان السعودي على اليمن هو شن حرب شعواء ضد السنة بدرجة أساسية فالاعتداءات الجوية على مستوى المحافظات أو على مستوى الضحايا تظهر بما لا يدع مجالاً للشك أنه يهدف الى زيادة شعبية الحوثيين في المقام الأول وهذا ما يؤكده ارتفاع شعبية الحوثي في كل مناطق اليمن بشكل غير مسبوق، واقتناع اليمنيين وخصوصاً من كانوا يقفون ضد الحوثيين أن عدوان السعودية ظالم وغاشم وحاقد ويعكس نزعات انتقامية واضحة باستهداف المدنيين والمنشآت العامة والخاصة والبنى التحتية لليمن.
بشاعة العدوان تظهر أن هناك مخططاً لدفع اليمنيين لدعم وتأييد الحوثي بشكل واضح وخلق قناعات لدى اليمنيين أن جماعة الحوثي هي الأجدر على رد الاعتبار للشعب اليمني والحفاظ على سيادته المنتهكة واستقلاله المفقود.. والأسوأ من ذلك أن السعودية تراهن على جماعات فاسدة وفاشلة وتحاول أن تفرضها على الشعب اليمني بقوة السلاح وتفرض إرادتها بعنجهية على إرادة الشعب الذي لا يمكن أن يخضع ويذل ويقبل بالضيم أو التفريط بثوابته الوطنية مهما قدم من تضحيات.
واضح أن جماعة الاخوان سينتقمون من السعودية عبر اليمن، خصوصاً وأن اليمنيين شعب واحد موحد ولا يمكن تمزيقه على أساس مذهبي- كما يعتقد البعض.. فعلى مر التاريخ الاسلامي ظل اليمنيون يؤمنون بأن الدين الاسلامي فوق التعصبات المذهبية وأن اليمن فوق النزعات المناطقية أو الجهوية وجسدوا هذه الحقائق في نضالهم الوطني الموحد ضد العدو الخارجي كما امتزج الدم اليمني الواحد في النضال ضد الاستعمار البريطاني والتركي.
نعود فنقول إن تعاون ومساندة أبناء محافظات إب وتعز ولحج وشبوة وأبين والضالع ولحج وعدن وغيرها للجيش وللجان التابعة لأنصار الله لم تكن بهذا الزخم الكبير إلاّ بعد العدوان السعودي الذي مثل اعتداءً سافراً على كل يمني، فيما نجد عناصر الاخوان الذين يدَّعون أنهم يمثلون قبائل اليمن يتكبدون الهزائم في كل مكان، وبذلك يتضاعف مد الحوثيين ويزداد توسعاً على مستوى المنطقة جراء العدوان السعودي على كل اليمن.
|