الميثاق نت -

الإثنين, 20-أبريل-2015
محمد شرف الدين -
لاتزال كل الخيارات متاحة أمام القيادة السعودية لاستمرار الحرب أو لوقف اطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار.
قد تكون هذه هي الحرب الأولى من نوعها في التاريخ بين دولة تسخر كل ما لديها في هذه المعركة، ودولة معتدَى عليها وترفض أن تحارب المعتدين.. الشعب المسلح لا يحبذ الذهاب إلى جبهات القتال.. وبحزن وكمد شديدين يواصل توديع فلذات أكباده ويواريهم يومياً الثرى.

ما يحدث من فعل وردة فعل تستحق التوقف أمامها بمسئولية لمعرفة لماذا يحدث هذا وما هي الأهداف السامية التي الشعب اليمني يتحمل من أجلها الموت والتشرد، ومع ذلك مايزال يمتص وحشية عدوان الاشقاء بمزيد من الصبر.. ثم لماذا السعوديون يواصلون عدوانهم البربري وهم يدركون أنه لا أحد يرغب في قتالهم.
رَفضُ اليمنيين للحرب مع السعودية يقوم على قناعة كاملة بأن الدماء التي تُسفك دماء أخوة.. والامكانات التي تدمر سواءً في اليمن أو في السعودية هي ملك للجميع وأن البيت الذي يخرب في صنعاء أو الرياض هو بيت لأسرة واحدة تجمعها قواسم مشتركة وروابط مقدسة لا يمكن أن تنفصم إلاّ اذا قامت القيامة.
اليمنيون يتحملون العدوان ووجع طعنات الشقيق ليس خوفاً أو ضعفاً وليس لقلة حيلة أو لعدم عدالة قضيتهم وحقهم في الدفاع عن أنفسهم أو بسبب عدم امتلاكهم أسلحة أو غير ذلك، ولكن استمرار موقفهم الرافض للدخول في حرب مع السعودية يأتي من إيمانهم وقناعتهم أن خوض اليمن مثل هذه الحرب سيجلب العار لكل العرب.
إن اليمن ماتزال تاركة خيارات الحرب والسلام بيد السعودية حتى اليوم، وإذا لم تدرك الرياض خطورة مغامرة الحرب وما سينتج عنها من تداعيات كارثية، فإنها بذلك تحفر قبر الدولة السعودية وإلى الأبد.. وهذا لا يعني سقوط نظام سياسي ولكن اسقاط للعالم العربي في فوضى عارمة.. هذا ما يدركه ويخشاه اليمنيون حتى الآن..
لكن إذا استمرت التداعيات وأُجبر اليمنيون على التحكم بقرار الحرب أو السلام فإن دول المنطقة ستنجرف إلى حرب عبثية شاملة لا محالة.. وليس قلق الكثير من دول العالم من العدوان على اليمن نابعاً من فراغ، لذا فالخاسر فيها هو الشعب السعودي الذي جُرجر الى هذا الفخ والمستنقع المميت، وبكل تأكيد فالذين يؤججون هذه الحرب يندفعون لضرب وتمزيق السعودية التي تحاك كل المؤامرات ضدها بالمقام الأول بما في ذلك مخطط الشرق الأوسط الجديد.
وما تعيشه دول المنطقة من أعمال عنف وفوضى واحياء للنزعات القومية والمذهبية هو جزء من هذا المخطط الذي يهدف إلى تمزيق السعودية وجعل مكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتين تحكمان بمجلس إسلامي على غرار الفاتيكان بالنسبة للمسيحيين.. وكل ذلك من أجل السيطرة على ثروة السعودية النفطية، وذلك لن يتم إلاّ بعد انشاء دويلات متصارعة وضعيفة على أنقاضها، تقام على أساس مذهبي كما هو الحال في العراق أو الذهاب لخيار الفوضى كما هو متبع الآن في ليبيا.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42834.htm