محمد أنعم - فشل العدوان السعودي على اليمن يوجب على المؤتمر والقوى الوطنية المعادية للعدوان أن تتبنى خيارات لإنقاذ الوطن والخروج من هذا الفراغ القاتل الذي تعيشه السلطة في بلادنا وتحديداً الرئاسة والسلطة التنفيذية.. فليس مقبولاً بعد اليوم أن تظل البلاد تعيش فراغاً في السلطات وحان الوقت للتحرك لتجسيد الارادة الوطنية استجابةً للمطالب الشعبية والمصلحة الوطنية العليا..
إن فشل العدوان السعودي في تحقيق أهدافه الشريرة طوال الأسابيع الأربعة الماضية يؤكد أن ارادة الشعب اليمني قوية ولا يمكن كسرها بالإرهاب والمذابح الجماعية ولا بنسف المدارس والمستشفيات وتدمير البنى التحتية أو ضرب المعسكرات..
لذا يتوجب على كل القوى الوطنية ألا تظل في حالة اذعان واستسلام وانتظار أن تأتيها الحلول من الخارج، فهذا انتحار وهزيمة شنعاء لمشروعنا الوطني الحضاري.. إن مسئولية المؤتمر وكل القوى الوطنية في هذه اللحظة الحرجة أن تتقدم الصفوف عبر اطلاق عملية سياسية تنقذ الوطن والشعب، وتضع حداً نهائياً لمخططات ومؤامرات الخارج، فنحن مَنْ يجب أن نقرر مصير الوطن وليس دول العدوان أو من يتآمرون على اليمن.
صحيح أن المرحلة حرجة جداً.. لكن ليس المطلوب أن يخلد الجميع للنوم أو يعتكفوا في الأقبية «والبدرومات» وليس المطلوب أن يظلوا في مخادعهم كالأموات أو أن يفكروا بحمل الرايات البيضاء واعلان الاستسلام لتحالف العدوان السعودي..
المطلوب اليوم أن نمضي بفرض خيارات وطنية مثل حكومة انقاذ وطني أو غيرها يكون مصدرها الشعب ونابعاً من داخل هذه الأرض التي تئن من جروح طعنات الغدر التي يوجهها يومياً تحالف العدوان.
اختصاراً.. نحتاج الى قيادة وطنية تخرج من بين هذه الحرائق والخراب والدمار.. لا أن تأتينا من وسط فنادق جدة أو غيرها. أو تفرضها على شعبنا طائرات العدوان.
إن الوطن يعيش لحظات تاريخية حرجة واذا لم يحرك اليمنيون التاريخ بأيديهم، فإن الموت والعبودية والاذلال سيستوطن اليمن الى أن يبعث الله جيلاً يحرر شعبنا من هذا الاستعباد والخنوع الذي يطوقنا من كل مكان.
|