الميثاق نت -

الإثنين, 20-أبريل-2015
الدكتور علي مطهر العثربي -
< تداعيات التحالف ضد الجمهورية اليمنية الذي تنفذه الدول العربية العشر قد قام على أساس الغدر والفجور والتجرد النهائي من القيم الانسانية واعتمد على الجانب المادي الذي تمكن بعض صناع القرار في الإدارة السعودية من شراء الذمم وحشد الهالة الإعلامية المأجورة التي صورت الباطل حقاً والحق باطلاً، ولأنه لا يستند الى حجة قانونية على الاطلاق بقدر اعتماده على شراء الذمم، وأن خطته ليست عربية من صنع الدول العشر المتحالفة،



وإنما كلفت عناصر من أعداء الأمة العربية بحشد من يقتاتون على الارتزاق والغدر لتنفيذ مخطط رسم خارج نطاق الدول العشر جوهره الاساس القضاء على العنصر البشري شديد البأس في اليمن، فإن مسار هذا التحالف الشيطاني المسيِّر من خارج الدول العشر قد أظهر فشلاً ذريعاً وقدم صورة مزرية ومهينة للمبادئ الانسانية وفضح دول التحالف وجعل العالم يدرك بأن من تحالف في تدمير اليمن ليس لهم من هدف سوى الحصول على المادة التي تدفع بالملايين بل المليارات على حساب أشقائنا في السعودية الذين انخدعوا بالتضليل الصهيوني الذي يشعر بالرعب من قوة بأس اليمنيين وصلابة إرادتهم كونهم يحملون المشروع النهضوي العربي ويسعون الى تحقيق الوحدة العربية الكاملة التي تعيد للأمة العربية كرامتها وتمحو عار الارتهان والتبعية وتخرج الأمة العربية من قتل بعضها البعض لصالح المشروع الصهيوني.

إن العدوان الشيطاني الذي تنفذه الدول العربية العشر هو امتداد لما اسمته دوائر الاستخبارات «الصهيوأمريكية» بالربيع العربي الذي فشل في اليمن ولم يحقق الاهداف الاستراتيجية للقوى الاستعمارية والمتعلقة بإحداث القتل الذي خططت تلك الدوائر له ليفني اليمنيون بعضهم بعضاً وينتهي المشروع العربي الوحدوي وتظل الدويلات العربية عبارة عن كنتونات مسلوبة الإرادة والسيادة ومعزولة عن بعضها، وتتحول الى مجرد أدوات تحركها قوى الاستكبار والاستعلاء العنصري وفق رغباتها وتجعل من العرب مجرد عبيد يخدمون أسيادهم من القوى الاستعمارية «الصهيوأمريكية»، ولا أعتقد أن هذا القول قد جانب الموضوعية، لأن الحيثيات التي أظهرها تحالف الغدر باليمن قد باتت واضحة لكل ذي عقل منصف ومن ذلك أن هذا التحالف قد اعتمد على غطاء إعلامي فاجر يروج للعدوان العشاري أن اليمن أصبحت محتلة من إيران الفارسية وأن النخوة العربية والغيرة والمصير المشترك يحتم على دول الجوار الجغرافي التحالف من أجل تحرير اليمن ودحر الغزو الفارسي الذي احتل التراب اليمني المقدس، الا أن هذه الذريعة قد أغضبت الفرس الذين يدينون بالولاء لأمريكا وخرجت الدوائر الفارسية في إيران تحتج على إقحام الفرس في التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، الأمر الذي دفع الى تبرير الذريعة بإيران الاسلامية الشيعية وأنهم لا يقصدون إيران الامبراطورية الفارسية، وتحولت الهالة الإعلامية الفاجرة الى إذكاء نار الحرب المذهبية بين الشيعة والسنة وقامت بشن الدعاية الغادرة والحاقدة وحركت عناصر الغدر في سبيل إذكاء هذه الحرب الفاجرة وأنزلت أسلحة تحت مسميات دعم السنة، وقد توقع الراسمون لهذا السيناريو أن اليمن سيتحول الى برك من الدماء التي يتقرب بها التحالف للقوى الاستعمارية إلا أن اليمنيين كانوا أكثر إدراكاً لخطورة هذا السيناريو وقالوا بالحرف الواحد: اليمنيون على مدى أكثر من 1400 عام متعايشون زيوداً وشوافع في وئام وليس بينهم ما يجعلهم يسفكون دم بعضهم بعضاً، الأمر الذي أفشل سيناريو حرب الشوارع، وهذا يحسب لكل القوى السياسية التي رفضت الانخراط في تنفيذ هذا السيناريو الفاجر، وهو ما دفع عمليات التحالف بالتحجج بإيران الشيعية مرة أخرى، ويبدو أن إيران قد نفت صلتها بذلك وهو ما جعل قوى التحالف تترنح وتلجأ الى مجلس الأمن بعد أن قام اللوبي المعادي لليمن بتقديم الإغراءات المالية لشراء الذمم من أجل تأييد فجور العدوان ضد اليمن وأهلها المسلمين والآمنين في ديارهم والذين لم يتدخلوا في شؤون الغير.

إن سقوط سيناريو حرب السنة والشيعة في اليمن قد جعل قوى تحالف الشيطان في مواجهة مباشرة مع شعوبها الذين وجهوا أسئلة بالغة الأهمية قالوا فيها ما دامت اليمن لا تعرف الخلافات المذهبية وأنهم زيود وشوافع في وئام وسلام ولن يفرطوا في بعضهم البعض، فلماذا إذن تشنون هذه الحرب القذرة ضد اليمن وأهلها أصحاب الايمان والحكمة والفقه؟ وقد كاد هذا التساؤل المشروع أن يحدث بركاناً خطيراً داخل مكونات تحالف الشيطان، الأمر الذي دفع بمن يحركون هذا العدوان الفاجر للعمل داخل أروقة مجلس الأمن الدولي من أجل اعتماد غطاء جديد لحرب الفجور والارهاب، حيث اختفت في قرار مجلس الامن الاخير صفة الحرب المذهبية والعداء لإيران بعد أن أثبتت إيران أنها تسعى خلف مصالحها ولا تهتم بمفهوم الأقليات الذي تستخدمه في سياستها الخارجية وأنها عندما تجد مصلحتها الكبرى في بناء الامبراطورية الفارسية على أتم الاستعداد للتضحية بوسائل الضغط في علاقاتها الخارجية مع الغير وهو ما حدث فعلاً الأمر الذي مرر قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن الذي اعتمد غطاءً جديداً لتبرير العدوان على اليمن الذي تورطت فيه الدول العشر وأصبحت أدوات بيد الغير لتدمير القدرات اليمنية وإحداث الإبادة الجماعية بأبشع أسلحة الدمار الشامل في سابقة خطيرة ستتجرع ويلاتها الدول العشر التي باتت عدواً للشعب اليمني بلا منازع.

إن مبرر الإبادة الجماعية للشعب اليمني الذي أقره مجلس الأمن الدولي والمتعلق بشرعية الرئيس التوافقي المستقيل الذي فشل فشلاً ذريعاً في تنفيذ ما اتفق عليه اليمنيون لم يعد بعد الوجه الدستوري والقانوني في القانون الدولي مبرراً منطقياً لقتل اليمنيين كافة وتدمير البنى التحتية والقضاء على الجيش اليمني والمؤسسات الاقتصادية والقدرات اليمنية من أجل رجل فاشل ومستقيل ومنتهية ولايته ولا يمثل الإرادة اليمنية الواحدة والموحدة، الأمر الذي سيضع الدول العشر في تحالف الجور والعدوان أمام عداء سافر وفاجر مباشر مع الشعب اليمني لا يسقط بالتقادم، لأن قرار مجلس الأمن الاخير لا يمكن أن يبرر القتل والإبادة الجماعية للشعب اليمني ولا يمكن أن يعطي الحق للدول العشر العربية التي تورطت في عدوانها على اليمن في إنهاء وجود الدولة اليمنية تحت حجة حماية شرعية شخص لا يقبله الجيش والشعب على الاطلاق.

إن تحالف الشيطان بدوله العشر بات اليوم العدو المباشر للشعب اليمني وهو المسؤول عن الإبادة الجماعية وان دماء اليمنيين الغالية لا يمكن أن يقابلها ثمن مهما كان، ولا يمكن أن تكون الذرائع المفتعلة مانعاً لليمنيين من أخذ حقهم ممن باشروهم بالعدوان والغدر، لأن الدول العشر وضعت نفسها عدواً للجيش والشعب اليمني واستكبرت وطغت وتجبرت وقتلت، واليمنيون معتصمون بحبل الله المتين وماضون في أخذ حقهم ممن اعتدى على أرضهم وجيشهم ومؤسساتهم دون أدنى ذنب اقترفه اليمنيون الأحرار، والعالم على يقين بأن اليمنيين سيكونون أقوى بصمودهم أمام هذا العدوان الغاشم ولن يطلبوا النصر إلا من الله لأنهم لا يقبلون بالتبعية أياً كان شكلها أو نوعها ولا تنحني هاماتهم إلا للواحد القهار، حيث أثبت العدوان الفاجر أن اليمنيين أحرار وليسوا تبعاً لأحد غير الله، وقد سقطت رهاناتهم الخاسرة بقوة الصمود وعدم الانزلاق الى حرب الشوارع التي خطط لها أعداء اليمن والنافخون في الكير.

إن العالم اليوم يقف إجلالاً وإكباراً لأبناء اليمن الذين تعرضوا للعدوان الغاشم بدون ذنب ويكبرون فيهم روح المثابرة والصبر والبأس الشديد وضبط الأعصاب وقوة التحمل وعزة النفس، والعالم كذلك ينظر الى قوى تحالف الشيطان بعين الازدراء والاحتقار، ولا يرى فيما نفذوه من العدوان على اليمن سوى الغدر والفجور والتجرد من مكارم الاخلاق وسيكون العالم الحر مع اليمن في حقهم بالقصاص العادل الذي يعيد لليمن اعتباره ومكانته ولا يضيع حق خلفه مطالب بإذن الله.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42842.htm