الإثنين, 27-أبريل-2015
الميثاق نت -   محمد علي عناش -
< ثلاثون يوماً من العدوان السعودي الهمجي، والشعب اليمني العظيم مايزال صامداً يمرغ أنف الأعداء والمرتزقة في التراب، مايزال يسقط الأقنعة المزيفة ويكشف حجم العلاقة المشبوهة بين نفط العار والتخلف العربي وحالة الانحطاط الذي يعيشه المجتمع الدولي، سينتصر الشعب اليمني لكنه لن ينسى من قصف ومن خان ومن شارك ومن أيد وكل من له يد في هذا العدوان الهمجي الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
واضح من طبيعة هذا العدوان وأهدافه المركزة أنه ليس وليد السادس والعشرين من مارس 2015م وإنما يندرج ضمن مخطط وسيناريو ما يسمى بثورات الربيع العربي وامتداداً لهذه الجائحة التي تفشت في واقعنا العربي في 2011م، وهدفت من ورائها الدول الكبرى واسرائيل وعبر أدواتهم في المنطقة العربية ممالك وإمارات النفط وأذنابهم في الداخل الى إعادة تشكيل شرق أوسط جديد تابع وضعيف وغارق في أتون الفوضى والصراعات الطائفية والمذهبية، والذي لن يتأتى الا من خلال الآتي:
- اسقاط الأنظمة العربية القومية وبالذات الأنظمة المقاومة التي لم تساوم في مواقفها القومية المصيرية ولم تتاجر في القضية الفلسطينية ورفضت التبعية وأن تتحول الى شرطي في المنطقة لحماية مصالح أمريكا والمحافظة على أمن اسرائيل.
- تدمير الجيوش العربية وتدمير البنية العسكرية العربية والمنجزات التي تحققت على مدى نصف قرن في جميع الجوانب.
- تمزيق النسيج الاجتماعي العربي وإنعاش الجماعات الدينية المتطرفة والارهابية الممولة والمدعومة من قبل البدو في المنطقة العربية قطر والسعودية..
العدوان السعودي الامريكي الراهن بكل ما يحمله من بربرية وحقد وانتهاك للقوانين والمواثيق الدولية، جاء يحقق هذه الأهداف التي فشلت في تحقيقها فوضى الثورات العربية في 2011م عبر تيار الاخوان المسلمين وتوابعه من تنظيمات متطرفة وارهابية، واسقاط البلاد في مستنقع الحرب الأهلية نظراً لما أبداه الشعب اليمني ومؤسسته العسكرية والأمنية من تماسك وتلاحم وصمود في وجه المؤامرات، الأمر الذي أجبر أطراف الداخل وأطراف الخارج على التوقيع على المبادرة الخليجية والتسوية السياسية وبرعاية خليجية وأممية والجلوس على طاولة الحوار لتجاوز الأزمة اليمنية وحل كل القضايا والمشاكل حلاً عادلاً ووطنياً كي تعبر اليمن من هذا المنعطف بشكل آمن وتحقيق انتقال سلمي للسلطة خلال فترة انتقالية مدتها سنتان، الا أن السعودية وقطر وعبر أدواتهما الحزبية والعسكرية والقبلية عملتا على إفشال المبادرة الخليجية والتسوية السياسية وتعطيل الحوارات وإعاقة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكذا اتفاق السلم والشراكة، كما عملتا ومنذ الوهلة الأولى لانتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً توافقياً للبلاد، على ترويض هادي واستقطابه الى صف الفوضى والتأزيم والتآمر، بمختلف الوسائل وأهمها المال الخليجي المدنس ليقوم بتنفيذ المهمة في اسقاط الدولة وتحقيق الأهداف والغايات المذكورة سابقاً، بعدة وسائل وأدوات تتمثل وبشكل رئيسي في الآتي:
- دعم الإصلاح والقاعدة كونهما في اليمن كياناً واحداً وتتلاقى أهدافهما ومصالحهما مع مصالح وأهداف السعودية وقطر ومن خلفهما أمريكا واسرائيل.
- استهداف المؤتمر الشعبي العام وقياداته وإعلامه بشتى الوسائل.
- تفكيك وتدمير المؤسسة العسكرية والأمنية.
- مهادنة تنظيم القاعدة وتمكينه من اقتحام المعسكرات والسيطرة عليها والقتل بالجملة لجنود ينتمون الى مناطق معينة.
- تصفية القيادات العسكرية والأمنية التي تتميز بوحدويتها وانتمائها العميق للوطن والشعب، وعلى رأس هؤلاء الشهيد المناضل سالم علي قطن، بدليل أن قائد مليشيات ولجان هادي التي شكلها قبيل هروبه الى عدن، كان أحد قيادات القاعدة المتورطة في اغتيال الشهيد قطن.
- العمل على تعطيل الحوارات وتمييع الحلول للقضايا واستنزاف الخزينة، مقابل التمديد لسلطته وشراء الولاءات.
- العمل على تأجيج القضية الجنوبية والانحراف بمسارها في اتجاهات انفصالية خطيرة بطابع مناطقي وعنصري، وصولاً الى تشكيل جبهة مسلحة مكونة من عدة أطراف بمن فيها عناصر القاعدة.
صحيح أن هادي نفذ الكثير من جوانب وأهداف المشروع التدميري طوال ثلاث سنوات من حكمه، الا أن الشعب اليمني ومن خلفه ما تبقى من معسكرات الجيش والأمن، نهض في الوقت المناسب للدفاع عن الوطن ووحدته وما تبقى للدولة من مقومات وضرب معاقل الارهاب، فأسقط الاخوان وأذناب وعملاء السعودية وقطر، وأسقط هادي عندما وصل به الأمر وعبر المال الخليجي المدنس، أن يصبح قائداً لمليشيات انفصالية وارهابية ومرتزقة، تقتحم المعسكرات وتنهبها وتقوم بسحل الجنود وذبحهم بالبطاقة وهوية المكان، ثم طلبه من دول الخليج التدخل العسكري في اليمن.
هنا انتقلت السعودية من المخطط (أ) في المشروع التآمري والذي يرتكز في تنفيذه بشكل رئيسي على قوى الداخل، الى المخطط (ب) الذي يقوم على التدخل العسكري المباشر واستئجار حلف دولي من المرتزقة لتنفيذه.. أتى هذا التدخل العدواني الهمجي الذي لا يستند الى أية شرعية، بعد أن سقطت وضربت الكثير من أدوات السعودية في الداخل، لذا كانت مبررات السعودية ومرتزقتها لشن العدوان الهمجي على اليمن، مبررات منحطة وهمجية وقافزة على الحسابات المنطقية ومتجاوزة لكل القيم الأخلاقية والإنسانية، ومن هذه المبررات التي تم رصدها حتى الآن، استعادة الشرعية - الدفاع عن أمن السعودية والخليج- الدفاع عن الدين والحرمين، الدفاع عن أمن باب المندب، مواجهة المشروع الايراني، الدفاع عن الشعب اليمني، تسوية الحياة السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية، الى غيرها من المبررات المنحطة التي تعكس حالة الافلاس والحقد السعودي على اليمن، وانحطاط المجتمع الدولي الذي جاءت مواقفه مؤيدة لشن هذا العدوان الذي طال كل شيء واستخدمت فيه القنابل والصواريخ المحرمة دولياً.. ولا يبدو أن هذا العدوان الهمجي وهذه العاصفة البربرية سوف تتوقف وفقاً لحلول عادلة، فماتزال مستمرة في تدمير كل مقدرات البلاد وقتل الأبرياء، لأنها مرتبطة بأجندة وأهداف مرسومة ليست بعيدة عن كل ما يحدث في سوريا والعراق وليبيا، الهدف واضح هو تركيع الشعوب وتدميرها وتمزيقها، والقضاء على المشروع التحرري العربي.
الشعب اليمني مايزال صامداً في وجه العواصف والتي بلغت ذروتها في الانحطاط في هذا العدوان الهمجي، وما لا تدركه السعودية أنها لا تملك سوى خزينة وثروة نفطية تفتقد للعقل والرشد والتحضر، والشعب اليمني يمتلك إرادة وصموداً ووعياً تاريخياً بحقيقة السعودية ومشروعها المدمر في المنطقة، وحتماً ستنتصر الإرادة والوعي على غباء الثروة والنظام الذي أدمن التبعية ومنصب الشرطي الحامي لمصالح أمريكا وأمن اسرائيل.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42889.htm