نجيب علي -
احتل يوم الاثنين الماضي 20 إبريل مكانة في ذاكرة الشعب اليمني وخاصة سكان العاصمة صنعاء، حيث هز انفجار عنيف أرجاء مدينتهم وانهارت منازل على رؤوس قاطنيها..
حقيقة المجزرة كانت قصفاً جوياً شنته طائرات التحالف بقيادة السعودية على منطقة فج عطان امتدت آثاره التدميرية الهائلة إلى محيط العاصمة تاركة أكثر من 500 مواطن ما بين شهيد وجريح لا يمكن لأي وسيلة إعلام تكذيب ما حدث حتى ولو كنا في إبريل الكاذب الغاشم..
قناة «اليمن اليوم» كغيرها من مئات المنازل والمنشآت شكل موقعها في ظهيرة الاثنين الماضي قلباً للحدث ومسكناً للهول والرعب باستشهاد 4 من موظفيها وجرح عشرة آخرين بعضهم اصاباتهم خطيرة، إضافة إلى تعرض المبنى لأضرار كبيرة..
استشهد المذيع محمد شمسان، وأمين يحيى القدسي موظف في الشئون المالية، وحزام محمد زيد ومنير عقلان حارسان في القناة.
بالبكاء والدموع شيع الوسط الإعلامي والسياسي جثامين الشهداء بعد تأدية الصلاة عليهم ظهر الثلاثاء بجامع الصالح..
وتقدم مراسيم التشييع الاستاذ عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الذي قال: إن يوم الاثنين الماضي كان يوماً مأساوياً جراء ما شهدته اليمن من رعب واستهداف وقتل وتدمير بسلاح فتاك..
وترحم الأمين العام للمؤتمر على أرواح الشهداء، داعياً الشعب اليمني الى التحلي بالمزيد من الصبر والصمود..
من جانبها نعت الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام الزملاء الذين استشهدوا من قناة «اليمن اليوم» وهم يؤدون واجبهم الإعلامي ورسالتهم المهنية..
كما نعت كافة الذين استشهدوا جراء العدوان السعودي الغاشم على منطقة فج عطان..
واعتبرت الدائرة الاعلامية بالمؤتمر الشعبي العام هذا القصف العدواني الذي استهدف «اليمن اليوم» والأحياء السكنية بفج عطان عملاً ارهابياً مداناً ومستنكراً ومجرماً في كل الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الاممية والأعراف والأخلاق الانسانية .
وأكدت ان هذا العمل الارهابي الذي ادى الى قتل المواطنين الابرياء وتهديم منازلهم على رؤوسهم واستهداف وسائل اعلامية وما سببه من اضرار شملت معظم احياء ومناطق العاصمة وترويع للأطفال والنساء والشيوخ يمثل جرائم ارهابية لا تسقط بالتقادم، ويؤكد مدى حقد العدوان السعودي على ابناء الشعب اليمني .
ودعت الدائرة الاعلامية بالمؤتمر الشعبي العام المجتمع الدولي وفي المقدمة الامم المتحدة الى القيام بمسؤوليتهم تجاه هذا العدوان الهمجي وإيقاف الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب اليمني منذ بداية هذا العدوان الغاشم.
وحثت الدائرة الاعلامية جميع اعضاء وكوادر وأنصار المؤتمر الشعبي العام على التوجه الى المستشفيات والتبرع بالدم للمصابين والجرحى.
إلى ذلك أوضحت الاستاذة فائقة السيد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام أن استهداف قناة «اليمن اليوم» هو عمل اجرامي طاول صوت الحق والحقيقة، مؤكدةً أن القناة كانت وستظل «منبر من لا منبر له».
وتقدمت الامين العام المساعد للمؤتمر بالتعازي لأسر شهداء العدوان السعودي الذي استهدف حي عطان ، وكذلك شهداء الواجب الاعلامي في مواجهة العدوان الهمجي من طاقم قناة «اليمن اليوم».
داعيةً اليمنيين الى الوحدة وتوحيد الصفوف للدفاع عن الوطن والقيم والأهداف النبيلة والحق في الحياة الآمنة ،ومواجهة مؤامرة كبرى تتجاوز حدودها الاقليم وتستهدف اليمن.
وخاطبت السيد في اتصال هاتفي بثته القناة.. الاحزاب التقدمية والقومية في مصر وفي لبنان والجزائر وسوريا والسودان والمغرب وفي أوروبا وكل بلدان العالم أن عليها أن تتحرك لإيقاف العدوان البربري على اليمن.
مؤكدةَ أن المجتمع الدولي يرفض العدوان الهمجي السعودي على الشعب اليمني ، كونه غير مبرر ، مشيرةً الى أن اليمن تضامن مع الآخرين في كافة أنحاء العالم ، وانتصر لقضايا الانسان في كل مكان، واقتسم رغيف العيش من أجل نصرة الآخرين ، ما يتوجب عليهم أن يقفوا مع الشعب اليمني الأصيل الأبي الذي يحترم حقوق الانسان والقانون الدولي، وينقذوه من العدوان الغاشم الذي يستهدفه.
محذرة من عدم نجدة اليمنيين، وأن الجراح والآلام ستخلق واقعاً مغايراً لا يريده العالم ولن يحبه.
وأبدت الأمين العام المساعد للمؤتمر استغرابها مما يقوم به عبدربه هادي من دور في العدوان السافر قائلةً : عن أي شرعية يقاتل من أجلها عبدربه منصور هادي ، مذكرةً إياه بما حدث في 1969م وأيضاً في 1986م، عندما رأى الرئيس علي ناصر محمد أن عدن تُدمر قال أوقفوا اطلاق النار والقتل، وحينها كان عبدربه هادي أحد ضباطه ، متسائلة: ألم يتعلم هادي من ذلك ؟ وعن أي شرعية يبحث عنها وعن أي كرسي وبلد سيحكم ومن هو الشعب الذي سيحكمهُ؟!
واختتمت تصريحها بالقول: "أن الموت في البيوت أعز وأشرف من أن نكون متسولين على أبواب القصور والدواوين".
على صعيد متصل أكد المدير العام التنفيذي لقناة «اليمن اليوم» الاستاذ محمد الردمي أن القناة وكادرها سيظلون كما عهدها اليمنيون صوتاً للحقيقة ، سيبقى عالياً لأنه صوت الحق ، والله مع الحق وينصره.
وأوضح الردمي- في تعليق على استهداف العدوان السعودي لمبنى القناة في منطقة فج عطان- أن العدوان الهمجي للسعودية يدل على حقد لانهاية له، وهو محاولة لكبح قناة «اليمن اليوم» التي تمثل صوت اليمنيين، مؤكداً أن صوت الحق سيبقى هو الأقوى.
وشدد مدير قناة «اليمن اليوم» أن دماء الشهداء من طاقم القناة ودماء اليمنيين التي سفكت لن تذهب هدراً بإذن الله، مؤكداً أن اليمنيين سيثأرون لأنفسهم، وأن صوت الاعلام سيظل عالياً بالحق حتى في ظل هدير الطائرات المعادية والجرائم البشعة التي يرتكبها العدوان السعودي بحق الشعب اليمني.
الى ذلك دانت وزارة الإعلام وكافة مؤسساتها الإعلامية- استهداف العدوان السعودي لمبنى قناة «اليمن اليوم»، ما أسفر عن استشهاد أربعة من العاملين في القناة وإصابة عشرة آخرين.. مشيرة إلى أن هذا القصف يؤكد مدى حقد العدوان السعودي على الشعب اليمني..
ودعت الوزارة كافة المنظمات الدولية والإنسانية بما فيها المؤسسات الصحفية والإعلامية في العالم إلى تحمل مسئوليتها تجاه ما تتعرض له اليمن من عدوان همجي يستهدف اليمن وبنيته التحتية ومنشآته الخدمية ومؤسساته الإعلامية.
فيما اعتبرت نقابة الصحفيين اليمنيين- في بلاغ صحفي صادر عنها- استخدام أسلحة ذات قدرات تدميرية بهذا القدر لاستهداف مواقع بالقرب من أحياء سكنية يظهر قدراً فادحاً من الاستهانة بحياة المدنيين.