يحيي علي نوري -
جاء خطاب مرشح المشترك للرئاسة والذي استهل به حملته الانتخابية، مغالطاً مجافياً للحقيقة، مأزوماً متشنجاً، شاطحاً ناطحاً، أعمى في بصيرته، عاجزاً في تناول الواقع اليمني، مشتتاً ركيكاً في معانيه ومدلولاته، أسيراً في رؤيته لترسبات ماضيه وعقليته الشمولية. خطاب كهذا أفرط بلا حدود في السوداوية لا يمكن لصاحبه أن يرى في الواقع اليمني أي شيء جديد، حاول عبثاً طمس الحقائق وحجبها عن عظمة الانجاز اليماني المتحقق على مستوى مختلف المجالات. وراح ينغمس كثيراً في مستنقع المزايدة السياسية التي دفعت به إليها أحزاب المشترك والذي بات -أي مرشحها- ببغاء يردد أطروحاتها التي ملت الجماهير اليمنية سماعها واضحت شريطاً مشروخاً لم يعد يعبر من قريب أو بعيد عن واقع الوطن الجديد. لقد كان هذا السقوط المدوي لمرشح المشترك نتيجة منطقية لهذا الخطاب المأزوم وهي نتيجة سبق وأن أصابت احزاب المشترك بفعل سيرها على هذا النهج الذي جعلها دوماً تغرد خارج السرب. وكان الخطاب التدشيني لمرشحها لم يكن سيصاب بما أصيب به من خيبة أمل لو كان خطاباً سياسياً انتخابياً اتسم بالموضوعية والشفافية وتجلى بمثل وقيم الديمقراطية التي لو كان هذا المرشح متحلياً بها لما كان خطابه وبكل مضامينه مبعثاً للسخرية والتندر والضحك. لقد كان يتطاول هذا الخطاب على الانجازات التاريخية التي تحققت لشعبنا في ظل قائد مسيرته الديمقراطية والتنموية المناضل علي عبدالله صالح بمثابة المحاولة العبثية التي عجزت كل العجز أن تحجب عظمة الانجاز.. وهي محاولة اظهرت صاحب الخطاب السوداوي كالذي يحاول حجب أشعة الشمس بأصبعه. لقد وقع مرشح المشترك بخطابه بجدارة متناهية في مستنقع المزايدة والمناكفة السياسية وعجز كل العجز أن يقدم للناخبين رؤيته المستقبلية وحاول أن يهرب من ذلك الى الحاضر وبكل ما يمثله من اشراقات.. فوضع نفسه في مكان محرج عاجز بكل ما حشده من مفردات، بخطابه أن يمرر على الجمهور المتابع محاولته هذه وتلك حقيقة عبرت عنها حالة اللاتفاعل للجمهور المتابع لخطابه. لقد حاول مرشح المشترك أن يقدم مبررات لعودته الى المعترك السياسي بعد غياب طويل افقده تماماً القدرة على الرؤية الصائبة لمعطيات الواقع اليمني وتحولاته. فكانت المبررات الواهية في كلماتها الخاوية المتجردة عن المدلول والمعنى السياسي والوطني والقدرة على المواكبة، بمثابة شهادة لعظمة الواقع وكانت دليلاً على أن الرجل وبفعل عقليته الشمولية قد أعلن صراحة أنه لم يعد قادراً على فهم واستيعاب ما يدور من حراك حضاري في وطنه. ولاشك أن بن شملان الذي اخرجه المشترك الى هذا الواقع الذي لا يحسد عليه ككبش فداء لقياداتها الحزبية التي فضلت الابتعاد عن المسرح الانتخابي بفعل افلاسها الكبير وراح يفتش في خطابه عبثاً، عن أشياء يزايد حولها لكن دون جدوى فحيثياته كانت الركاكة ما جعلها عديمة التأثير ولو بنسب بسيطة في أوساط من خاطبهم. وأن حديث المعاناة الذي استغرق فيه كثيراً لم يكن سوى معزوفة لشريط مشروخ طالما رددته صحف الاحزاب التي دفعت به الى المعترك الانتخابي في اطار ممارستها للتجهيل والتضليل. وكان المثل الذي أورده في خطاب والقائل: »إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت« قد انطبق عليه تماماص وعلى كل ما أورده وجسد له من مفردات في خطاب التوهان الذي ألقاه والذي عجز فيه كل العجز أن يحجب حقائق التحول الحضاري يشهده الوطن في ظل التوجهات الحكيمة لقائد مسيرة الوطن فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية -رئيس المؤتمر الشعبي العام، ومرشحه لانتخابات الرئاسة، وهي الانجازات التي بات العالم ينظر اليها باعتزاز وإجلال، لما يحمله من تحولات تاريخية مهمة لشعبنا على صعيد المشاركة الشعبية الواسعة. وبناء الدولة اليمنية الحديثة وتعزيز الممارسة الديمقراطية وترسيخ وتجذير الوحدة الوطنية والى الانجازات التنموية التي كان لها وبجدارة أن غيرت من وجه اليمن. وخلاصة نقول لـ»بن شملان« لقد حاولتم عبثاً أن تحجبوا حقيقة الانجاز اليمني وعظمته فكان الاخفاق هو النتيجة الحتمية لخطابك المأزوم والمتشنج والشاطح والناطح، وبقى عليكم عدم الاقتراب من المساس بالانجازات لأن في ذلك ظلماً تمارسونه ضد وطنكم وظلم لك أيضاً في أن تصبح بهذا الأسلوب وبعد هذا العمر الكبير مبعثاً للضحك والتندر.