علي عمر الصيعري - في الوقت الذي لازالت تتوالى فيه غارات طائرات التحالف على اهداف يقال أنها جاءت لتحجيم مليشيات "انصار الله" في عدد من المحافظات التي يدور فيها الاقتتال مخلفة العديد من الضحايا من ناحية ومن ناحية أخرى تضع الجميع تحت طائلة الخروج على القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الذي انتهت مهلة الاستجابة لها عند الثانية عشرة من منتصف ليل السبت الفارط، مشكلة في مجموعها توتراً قد يؤدي إلى تفويت الفرصة الأخيرة في وقف هذه الحرب العبثية، انبرى الزعيم علي عبدالله صالح، من منطلق حكمته وصوابية رؤيته في الحفاظ على ما تبقى من هامش السلام الهش في الجزيرة العربية لوضع حدٍ للاقتتال العبثي بتقديم دعوته الصادقة لجميع الاطراف المتصارعة في جميع المحافظات ان يوقفوا الاقتتال ويعودوا الى الحوار في المحافظات وان يطلق جميع الاسرى والمختطفين، شاملاً (حتى الخصوم السياسيين الذين خاصموني منذ العام 2011 م، إلى الحوار والتسامح، وأنا سأتجاوز وأتسامح عن الجميع لمصلحة الوطن).. هذه الدعوة الحكيمة إن دلّت على شيء فإنما تدل على حرصه على حقن الدماء اليمنية بقوله: (من أجل صيانة الدم اليمني الذي أزهق وسال بدون وجه حق وبدون أي سبب)، ونفهم من هذا أنه سدّ الطريق أمام المندفعين إلى الحرب من كافة الأطراف بما فيها آلية الحرب العدوانية السعودية وتفويت الفرصة عليها.
كما دعا في نفس الوقت "أنصار الله" بالقول: (أدعو أنصار الله إلى القبول بقرارات مجلس الأمن وتنفيذها مقابل وقف العدوان لقوى التحالف).. وشملت دعوته " جميع المليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين لهادي إلى الانسحاب من جميع المحافظات وخصوصاً محافظة عدن ثغر اليمن الباسم ، وتسليمها للجيش والأمن تحت امرة السلطات المحلية في كل المحافظات) .
إن هذه الدعوة الصادقة جاءت بمثابة كشف نوازع عدوان قوات التحالف العربية، بوضعها على المحك العملي من نواياها الحربية تجاه اليمن ، وفي ذات الوقت جاءت بمثابة نزع فتيل الحرب العبثية والعودة إلى طاولة الحوار السياسي " اليمني- اليمني " و" اليمني- السعودي " تحت مظلة الأمم المتحدة ، تنفيذاً لقراراتها الدولية، وهو بدعوته هذه يفند ادعاءات الإعلام الخليجي الذي طالما اتهمه بالمشاركة في ذلك الاحتراب متحججاً بالقوات التي ادعى بها التحالف بأنها موالية للزعيم الصالح.. اننا ننظر إلى ذلك البيان الذي شمل دعوة الأخ الزعيم بمثابة "النداء الخيَّر" لتجنيب اليمن شرور تلك الحرب العدوانية وتفويت الفرصة على مؤججيها لتحقيق اهدافهم ومراميهم في اليمن والتي باتت معروفة عند الجميع.. فهل تستجيب المليشيات وتنظيم القاعدة والمسلحين التابعين للرئيس المستقيل "هادي" لدعوة الزعيم الصالح وتحكم العقل قبل فوات الأوان؟! نأمل ذلك.
|