الثلاثاء, 28-أبريل-2015
استطلاع: فيصل الحزمي -
< أكد عدد من السياسيين أن ما تشهده اليمن من صراعات هو نتيجة التخلي عن الخيار الديمقراطي واعتماد الفوضى بديلاً عن الصندوق للوصول الى السلطة.. وقالوا: إن الاختلالات التي كانت تصاحب الانتخابات هي أقل بكثير من الثمن الذي دفعه اليمن نتيجة التخلي عن الخيار الديمقراطي..
التفاصيل في الاستطلاع الذي أجرته «الميثاق» مع عددٍ من السياسيين حول أهمية يوم الديمقراطية..
< كانت البداية مع الدكتور محمود البكاري والذي تحدث عن أهمية يوم الديمقراطية بقوله:
- يعد الـ27 من ابريل يوم الديمقراطية في اليمن ويكتسب هذا اليوم أهميته ودلالاته من كونه أول حدث ديمقراطي تشهده اليمن في تاريخها، ويتمثل في إجراء الانتخابات البرلمانية عام 1993م بعد تحقيق الوحدة اليمنية. وأضاف: ولقد التزم اليمنيون بهذا النهج الديمقراطي لدورتين انتخابيتين متتاليتين، ولايزال هناك امكانية للاستمرار بالنهج الديمقراطي، لأن الديمقراطية لا يمكن الوصول اليها دفعة واحدة، ولكنها عبارة عن مراحل متدرجة وحتى في أفضل وأرقى حالاتها تظل الديمقراطية بحاجة الى تحديث مستمر.
وأشار الدكتور البكاري الى أن بعض الأحزاب اليمنية تستوعب الديمقراطية بالشكل الصحيح، ولذلك اعتقد البعض أن مصالحه غير ممكنة في إطار النهج الديمقراطي، لذلك ذهبوا للبحث عن خيارات أخرى خارج الاتفاق الديمقراطي، وهذه هي المشكلة التي نعاني منها.
ويرى الدكتور البكاري أن الحل يكون بالخيار الديمقراطي والاحتكام للصناديق باعتبارها السبيل الوحيد للوصول للسلطة، وأضاف: ما يحدث اليوم في اليمن يدل على غياب صوت العقل والحكمة، وأعتقد أننا لن نستطيع بعد اليوم أن نفاخر بأن الحكمة يمانية لأنه على خلفيات ما يحدث فقد تناسى الجميع أن الحروب بين أبناء الوطن الواحد لا يوجد فيها منتصر أو مغلوب.. الجميع خاسرون والمتضرر الأكبر هو الوطن والشعب بكافة مكوناته، والسؤال الذي يجب أن يطرح هو أين ذهبت الحلول السلمية التي تبناها اليمنيون، وقد كان البعض يطالب بتعميمها على دول أخرى؟ أما كان الأحرى أن نتجه نحو انتخابات برلمانية ورئاسية وبأي إمكانات كانت متاحة لأنه مهما كانت الاختلالات التي رافقت الانتخابات ستكون أقل بكثير من الثمن الذي دفعه اليمن نتيجة تخليه عن هذا الخيار.
نهج الشعب اولاً
< من جانبه تحدث المحلل السياسي محمد العزاني عن أهمية يوم الديمقراطية بقوله:
- إن ما يشهده اليمن من صراع منذ 2011م هو نتيجة تخلي اليمنيين عن الخيار الديمقراطي واللجوء الى تأجيل الانتخابات في عام 2009م ومحاولة فرض سياسات أمر واقع والتهرب من الصندوق، وأضاف: اعتقد أن يوم الديمقراطية كان يفترض أن يكون هو الملاذ وإعادة التكرار للديمقراطية الشوروية التي تبناها اليمنيون من قبل أربعة آلاف سنة منذ عهد الملكة بلقيس، وهذا ما شهد له القرآن الكريم بأن اليمنيين كانوا السباقين في الديمقراطية. وأكد العزاني أن تخلي اليمنيين عن هذا النهج وهذا التوجه هو السبب الذي أقحمهم في قتال وفوضى للوصول الى السلطة، الأمر لم يمكنهم من أن ينتظموا في صفوف ويعودوا الى خيار الصندوق لاختيار حكامهم وفقاً لآلية ديمقراطية شوروية بعد ان كانوا قد تعهدوها والتزموا بها قبل الاسلام.وأضاف: هذه الدماء التي تسيل اليوم والاعتداء الذي يتعرض له اليمن والصراع الداخلي كله نتيجة تخلي اليمنيين عن النهج الديمقراطي والاحتكام للشارع، لذا لابد من العودة الى التوافقات السياسية القائمة على حكم الاغلبية لأن ما نراه هو تكالب على السلطة والسعي للوصول اليها بطرق ملتوية وغير شرعية.
ويرى العزاني أن المطلوب من الأحزاب لحل القضايا العالقة والشائكة والعودة الى خيار الانتخابات يتمثل في العودة الى المسلّمات الرئيسية للشعب اليمني المعتمدة على الديمقراطية والتسامح والتكافل الموجود في الدين الاسلامي الحنيف، بالإضافة الى التوافقات الديمقراطية التي تمت وانتهجها اليمنيون منذ عام 1990م.
وأضاف: الديمقراطية الحديثة التي بدأت بعد العام 1990م في اليمن هي الخيار الصحيح الذي ينتشل اليمن من الصراع الذي تشهده اليوم، فالانتظام في الانتخابات كما كانت في الـ27 من ابريل يوم الديمقراطية في اليمن التي كانت تجربة فريدة تقدمت بها اليمن على الدول المحيطة وكانت تمثل قدوة للديمقراطية الناشئة.. ويشرف اليمن أنها كانت قبلة الديمقراطيات الناشئة وكانوا يجتمعون ليحتذوا باليمن، وكان هذا هو المسار الصحيح الذي يجب أن نعود اليه، فلا يمكن الوصول الى السلطة إلا من خلال صناديق الاقتراع.
تغليب مصلحة الوطن
< الى ذلك قال المحلل السياسي المهندس عبدالغني الشرفي:
- إن الديمقراطية في اليمن بدأت منذ عهد الملكة بلقيس، وقد سجل القرآن الكريم ذلك في سورة النمل، ثم حدد الـ27 من ابريل ليكون يوم الديمقراطية في التاريخ الحديث.
وأضاف: ما تشهده اليمن حالياً من صراع وفوضى هما نتيجة التخلي عن الخيار الديمقراطي خاصة وأننا نشهد مجلس نواب منذ عام 2006م وحتى اليوم ويعتبر أقدم مجلس نواب عرفته اليمن.. ترك اليمنيون الصندوق وشرعوا في خلافات حزبية ومناطقية ومذهبية ثم قبلوا بالتخلي عن الديمقراطية من خلال الصمت والقبول بمواصلة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي، فلو تحول الأمر الى مجلس النواب وقبلوا باستقالته ما حصل لليمن ما حدث، وهذا يعد من أهم النتائج السلبية للتخلي عن الديمقراطية بالجمهورية اليمنية. ويرى المحلل السياسي عبدالغني الشرفي أن الحل يكمن في تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية.. وقال: على الأحزاب ومراكز القوى في بلادنا أن ينظروا الى ما هو أصلح لليمن ولليمنيين وأن يكون همهم على الأقل في هذه المرحلة توحيد الصف والحفاظ على أمن ووحدة اليمن وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 07:24 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-42907.htm