الخميس, 24-أغسطس-2006
د‮.‬عبدالله‮ ‬محسن‮ ‬طالب‮‬ -
إن النظر الى فترة تولي فخامة الرئيس علي عبدالله صالح الحكم من منظور الاحاطة بالظروف المحيطة وطبيعة الفترة الزمنية وما شهدته من سياسات اقليمية ودولية بعيداً عن التزلف أو النفاق، مع الأخذ بعين الاعتبار طبيعة منظومة الحكم في اليمن كجزء من منظومة النظام العربي وأنظمة الحكم في البلدان المتخلفة حينها، تفرض على من ينظر الى فترة توليه فخامته الحكم، القول صراحةً إن فترة حكم الرئيس علي عبدالله صالح قد شهدت استقراراً ومكنت مجتمعاً مثقلاً بالتخلف من تحقيق تحولات كبيرة باتجاه التطور وعلى أكثر من صعيد.. ومع أن المجتمع اليمني قد مر بجملة من التعقيدات والتناقضات التي لا تسعف في تجاوزها سوى قائد يمتلك الفطنة والذكاء السياسي، فكان علي عبدالله هو ذلك القائد، الذي تمكن من خلق مناخات سياسية ملائمة وتجاوز الاضطرابات والاختلافات السياسية مع الدول المحيطة والقوى السياسية المناهضة‮ ‬وكان‮ ‬القائد‮ ‬الأكثر‮ ‬قدرة‮ ‬على‮ ‬تجاوز‮ ‬المواجهات‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬قائمة،‮ ‬ليصل‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬تطوير‮ ‬ما‮ ‬هو‮ ‬مشترك‮ ‬من‮ ‬رؤى‮ ‬ووجهات‮ ‬نظر‮ ‬الى‮ ‬أعظم‮ ‬محطات‮ ‬التاريخ‮ ‬اليمني‮ ‬المعيش،‮ ‬وهي‮ ‬قيام‮ ‬دولة‮ ‬الوحدة‮.‬
علي عبدالله صالح من السياسيين القلائل في اليمن الذين يتمتعون بأفق سياسي في التعامل مع خصومه، وخبرته الطويلة في الحكم أكسبته قدرة على القيادة السياسية، وبراعة سياسية تجعله الأكثر تأهلاً في تحقيق تطلعات المجتمع اليمني وقواه السياسية في بناء أسس الحكم ومؤسساته‮ ‬التي‮ ‬نحن‮ ‬في‮ ‬أمسّ‮ ‬الحاجة‮ ‬إليها‮ ‬والى‮ ‬تثبيت‮ ‬تقاليد‮ ‬للحكم‮ ‬وتأسيس‮ ‬عوامل‮ ‬ومقومات‮ ‬الحكم‮ ‬الرشيد‮.‬
فلكونه صاحب تجربة طويلة في الحكم معني أكثر من غيره، ليس كقائد فحسب بل كسياسي أكثر دراية بمتغيرات الميدان السياسي اليمني، وما تتطلبه الحياة السياسية من تنمية وتطوير للعقل السياسي اليمني ليتجه نحو الاهتمام ببناء أسس الحكم بدلاً عن الاهتمام بالحكم وكيفية الوصول إليه بالمماحكات وافتعال الأزمات، وهذا يعني أن ما هو مطلوب من علي عبدالله صالح الرئيس والمواطن في الزمن القادم على قدر من الجسامة وعظيم ليتحقق لليمن استقرار سياسي واجتماعي، وهو أهل لذلك.. خصوصاً وأن عودته للترشيح مرة أخرى للرئاسة كانت تحت تأثير حاجة المجتمع ومطالبه، وعليه فإن مهمات التنمية السياسية والتحديث لأدوات وطرائق الحكم تأتي في طليعة المهمات المرجوة منه اعطاؤها الأولوية.. بالاضافة الى ضرورة التقويم السليم لسياسات واجراءات الحياة الاقتصادية اليمنية ومدى اتفاقها وخصائص تطور المجتمع وقدراته الذاتية التي تستدعي من زعيم بحجم علي عبدالله صالح أن يأخذ بعين الاعتبار سبل تحقيق تنمية حقيقية واستخدام أمثل للموارد بسياسات اقتصادية لا تطلق العنان للسوق في ادارة الاقتصاد أو تعفي الدولة من مسئولياتها التي لا تعني التدخل المفرط في الحياة الاقتصادية وترك الحبل على الغارب‮.‬
وحقائق الخطاب السياسي للرئيس علي عبدالله صالح توحي بأنه مسكون بالنمو والتنمية للمجتمع اليمني ولأنه كذلك سيتجاوز كل مماحكات المعارضة غير المسئولة وسيكون عند حسن ظن الجماهير التي كانت وراء عودته للترشح لرئاسة البلاد ولن يأبه بما عداها ممن لا يضمرون للشعب اليمني‮ ‬الخير‮ ‬والسؤدد‮ ‬ولا‮ ‬يتجاوزون‮ ‬في‮ ‬نظرتهم‮ ‬للواقع‮ ‬حال‮ ‬مصالحهم‮ ‬الشخصية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:51 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-430.htm