الميثاق نت -

الإثنين, 18-مايو-2015
مطهر الاشموري -

"آل سعود"وبلدان الخليج التي شاركت فيما تعرف بالقمة "الخليجية" الأمريكية في كامب ديفيد هم من صاغ وفرض قرارات ما عُرفت بالقمة العربية الأخيرة.
مال آل سعود ربما يمثل فتات مصالح اشترت العرب اثقالهم وجامعتهم كعبيد يسيرون كما يريد آل سعود.
كموقف فهم باتوا حلفاء وشركاء عدوان كما يريد المال السعودي ويصبح من البدهي تأييد العدوان كقمة أو جامعة.
آل سعود بكل المصالح وبكل المال استطاعوا شراء ما يُعرف بالنظام العالمي في نجاح ولكن بسقف التواطؤ ذات مرونات خفضه أو رفعه حسب إيقاع الأحداث في واقع ووعي العالم وحسب توافقات القوى الدولية المؤثرة من فرضية أن التوافقات أو التنافرات تمثل إما لعبة دولية أو صراعات دولية.
قمة كامب ديفيد لم تكن غير لقاءات وزيارات روتينية لآل سعود إلى أمريكا، ورئيس فرنسا هولاند كان في زيارة إلى الرياض، ولكن آل سعود وفي ظل العدوان على اليمن يرتبون لمثل ذلك ليقولوا عنها إنها قمة خليجية فرنسية وكأنهم بشكل أساسي وبهذه العناوين كما قمة خليجية فرنسية أو قمة خليجية أمريكية يمارسون ترهيب وإرهاب اليمن الذي يمارسه العدوان عليها.
لاحظوا هنا كيف يستعملون مقتطفات من تصريحات رئيس فرنسا أو بيان كامب ديفيد لقمة أمريكية والقمم الأخرى على أنها موجهة ضد اليمن بشكل أساسي.
ومع ذلك استحال ويستحيل على "آل سعود" فرض المنطق الذي فرضوه عربياً أو على جامعة وقمة على مستوى عالٍ أو عالمي، وحين يضطر رئيس فرنسا بجملة تعطيه نصيباً أعلى من الكعكة يقول مثلاً نحن على استعداد لمشاركة عسكرية إذا لزم الأمر ولكن خيارنا هو الحل والحوار السلمي للأزمة في اليمن.
بهذه الجملة فإعلام آل سعود يطرح فرنسا البديل المحتمل لبريطانيا وامريكا كحليف للدفاع عن أمن الخليج.
كون هولاند فرنسا مارس الربط بالتلميح بين أمن الخليج والعدوان على اليمن فهو الحليف الموثوق به والبديل الأفضل أو الأفضلية عن أمريكا وبريطانيا للحفاظ على أمن الخليج وهكذا فحقد آل سعود على اليمن المجسد في تلقائية العداء وخيار العدوان ينزل بالمنطق إلى مالا يعقل ولا يقبل كمنطق وبات حتى عامة الناس وليس فقط المهتمون بالسياسة يقول إن منطق القمة العربية هو منطق المال السعودي، وتحميل ذلك بشكل اهوج على مفهوم مثل "الأمن القومي العربي" هو منطق اللامنطق حيث لا يعقل ولا يقبل.
حتى لو كانت الدولة الأعظم في العالم شريكة في العدوان وتمارس الوقوف مع العدوان كموقف فاحترامها لذاتها واحترامها لفهم العالم يجعلها لا تقبل التعامل سياسياً وإعلامياً بمنطق أن اليمن هي الخطر على أمن الخليج، أو إن الخطر من اليمن.
أمريكا تتعامل مع خطر محتمل من إيران وتلتزم بمواجهة مثل هذا الخطر على أمن الخليج وترفض منطق التسذيج الالتفافي لآل سعود الذين يتحدثون عن خطر ما يسمونها أدوات إيران.
الأهم من ذلك تأكيد أمريكا خطر القاعدة أو الإرهاب في اليمن ومدلول ذلك هو ارتباط والتحام عدوان آل سعود على الشعب اليمني بالقاعدة والإرهاب.
هذه الإدانة الأمريكية للقاعدة والإرهاب في اليمن هي بمثابة الإدانة لآل سعود في العدوان والإرهاب معاً ولكن آل سعود مازالوا يعتمدون تفاهمات قديمة مع أمريكا حتى لو ادانتهم كما حدث في حالة العراق فتلك مواقف تكتيكية أو لحاجيات تكتيكية فأمريكا لا تحمي فقط آل سعود ولكنها تحمي ارهابهم وتمنع إدانتهم أو شن الحرب ضد الإرهاب باتجاههم .
وهكذا فواقعيتنا في الفهم تجعلنا نقول إن أمريكا كدولة رفضت الانحدار والسقوط إلى مستوى منطق قمة أو جامعة عربية من احترامها لذاتها ولمنطق يطرح على العالم حتى وهي من يحمي ليس فقط آل سعود بل وإرهاب آل سعود.
قمة أمريكا مع قمم آل سعود في كامب ديفيد لم تأتِ بمفاجئ أو جديد ومارست سقف التواطؤ الدولي مع العدوان السعودي.
هذا التواطؤ الامريكي العالمي "مجلس الأمن"مع العدوان السعودي يمثل ظلماً كبيراً لليمن الواقع والشعب ويقدم الظلم للإنسانية وحقوق الإنسان وكأن مجلس الأمن بات يقف مع الإرهاب في اليمن وذلك ما بات فوق الإخفاء والتغطية بأي تخريجات أو التفافات ربطاً بآل سعود.
ومع ذلك فهذا التواطؤ العالمي الذي جسدته سَعْوَدة قمة كامب ديفيد لم يعطِ لآل سعود أهم ما يريدونه مما يسمونها تطمينات أو ضمانات.
إذا آل سعود توقعوا"كامب ديفيد" حلاً لأزمتهم فهم باتوا بعد "الكامب ديفيد" في أزمة أكبر وتتصاعد فوق كل التضليلات والمغالطات السياسية والإعلامية.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:45 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43048.htm