الإثنين, 18-مايو-2015
الميثاق نت -  عبدالرحمن مراد -
< أضحى النظام السعودي فاقداً مفردات اللعبة السياسية ويتعامل بجنون المترف المتغطرس الذي يتوهم أن المال قادر على صنع المستحيلات وتفاجأ بواقع لم يكن في حسبانه قط ولم يدر في خلده، فالأسد الجريح الرابض فوق سهول ووهاد اليمن يكابر على البقاء ويصرّ على عدم الاستسلام رغم كل آلات الدمار والموت والقنابل العنقودية والصواريخ وكل الطلعات الجوية التي بلغت رقماً قياسياً لم تبلغه أي حرب في التاريخ منذ بدء اختراع الطائرات ودخولها في منظومة الحروب، إذ يجمع العسكريون على أن الطلعات الجوية لا يمكن لها أن تتجاوز سقفاً زمنياً مقدراً بـ(48) ساعة، كما أن تكثيف الطلعات على محددة جغرافية بعينها الى درجة أن تصل الى (150) طلعة أو تزيد، دليل حالة هستيرية ونزوات غير قادرة على تقبل الحقائق وحماقات مترف بلغ به الغرور مبلغاً قد يصل به الى العقدة الفرعونية وهي عقدة تجلّت في مظاهر الحقد والغرور الذي كان مسكوباً على محافظة صعدة والشريط الحدودي لمحافظة حجة، ومثل تلك الحماقات قد تسطر بدماء الأطفال والشيوخ الركع والنساء القابعات في خدورهن نهايات آل سعود الذين تمادى طغيانهم وزاد بغيهم وتجاوزوا حدود الله وأخلاقيات الحروب وتجاوزوا كل المواثيق والعهود والقوانين الإنسانية ليقدموا للعالم نموذجهم الذي ظل متوارياً تحت البهرج الإعلامي وفتاوى علماء قرن الشيطان أرباب الفتنة والداعين اليها- كما دل على ذلك الأثر النبوي الشريف.
لقد كشف العدوان السعودي على اليمن سوءة النظام العالمي الذي يتشدق بالديمقراطية والقيم والمبادئ الانسانية، وربما كانت وظيفة العدوان مزدوجة جاءت لتكشف سوءة آل سعود ونظامهم وبراجماتية النظام العالمي الذي يشاهد الحصار والدمار والحالة العدوانية التي عليها السعودية ولم يتحرك ضميره الانساني ولا ضميره الاخلاقي أمام آلاف المشاهد التي تدمي القلوب وهي بين الركام وتحت الانقاض وظلّ يداهن السعودية طمعاً في منافعه وفي أموالها التي تنهلّ كالأمزان على كلّ من هبّ ودبّ منذ بدء العدوان، وفي مقابل كل ذلك الجبروت والصلف والعدوانية والدمار ماتزال كبرياء الأسد الجريح اليمني الحميري تقاوم في صمودٍ- أثار دهشة العالم- ذلك الطغيان والعدوان والبغي، فالقضية تجاوزت المظاهر المادية وأسباب الحياة العصرية ومقوماتها من البنى الإنمائية المختلفة التي يستهدفها العدوان السعودي لتلامس وجدان الانسان اليمني ومروءته ونخوته وشهامته وكبرياءه، ولذلك سيظل العدوان يصر على إذلال الذات اليمنية وسيظل الإنسان اليمني عصياً على الانكسار وعصياً على الفناء وسيكون عنصراً في الكينونة على الخارطة في المستقبل، في حين سيذهب الباغون الى صفحات التاريخ لأنهم كتبوا نهاياتهم بدماء الأبرياء من أهل اليمن.
لم يسجل لنا التأريخ في صفحاته أن عدواناً بمثل وحشية العدوان السعودي ظل كحالة فاعلة ومتفاعلة في معادلة الحياة السياسية والاجتماعية بل تحدث التاريخ عن فناء الباغين وأهل العدوان، وقال القرآن في جلّ آياته وسوره بالعبرة والعظة من أهل البغي والظلم والترف بل وأورد نماذج منهم في نصوصه حتى تكون معياراً موضوعياً يمكن القياس عليها في الامتثال والانحراف، بيد أن الذين ختم الله على قلوبهم غشاوة من أهل نجد لا يكادون يبصرون ولا يتعظون ولا يميزون بين الحالات الامتثالية والحالات الانحرافية في سلوك ساستهم، وقد يعلو الرّان على قلوبهم فتصبح صمّاء صلداء لا تحسُّ ولا تشعر ولا تعقل، ولذلك نرى أن أولئك القوم من أبناء الاعراب والصحراء كانوا سبباً مباشراً في تعطيل الروح المثلى للاسلام والقيمة الأخلاقية له، بل عملوا ما وسعهم الجهد تحت غطاء المبررات الواهية على النيل من الاسلام وتشويه صورته أمام العالم، فكل الذي أصبح عالقاً في أذهان الناس هو الأشلاء وآثار الدمار والرؤوس المقطوعة وحالات الإبادة الجماعية التي تمارسها الجماعات الارهابية، والموقف السلبي من المظاهر الحضارية العصرية والتقنية وتوظيف كل المظاهر الحديثة توظيفاً قاتلاً ومدمراً، فالعالم لا يرى في الاسلام إلا تلك الصورة التي عملت الجماعات الارهابية المدعومة من نظام آل سعود على تكريسها في وجدان الإنسان العالمي، لقد هدم آل سعود الاسلام من داخله وعملوا جاهدين على تشويه صورته.. وكشف عدوانهم على اليمن حالات الفراغ والاغتراب الزماني، وقال للناس جمعاء من عرب وعجم إنه نظام رجعي متخلف، شكّل على مدى قرن من الزمان حركة معيقة لعوامل النهضة عند العرب والمسلمين.
فهل يخرج مارد النهضة من تحت الركام في اليمن؟ ذلك ما تقول به الرموز والإشارات التي تبعثها تداعيات العدوان على اليمن.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 11:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43052.htm