فيصل الصوفي -
< من بين الأساطير الكثيرة التي لايزال «الاسلاميون» يروجون لها قولهم إن الخلافة الاسلامية العثمانية حمت الإسلام، وصانت ديار المسلمين، ودافعت عن العروبة، وإن سلاطين آل عثمان رفضوا عروضاً بريطانية وغير بريطانية سخية مقابل التنازل عن أراضٍ عربية، ومقابل تسهيل وصول اليهود الى فلسطين أو تمكينهم من إقامة دولة فيها، ونفس هذه الأساطير تقريباً يروجها «الاسلاميون» عن مملكة آل سعود.. بينما الوقائع التاريخية تؤكد أن سلاطين آل عثمان كانوا سبباً لما حاق بالاسلام والعروبة وديار المسلمين، وأنهم أول من مكن اليهود من أرض فلسطين، كما أن مملكة آل سعود أصل معظم المصائب التي تعرض لها العالم العربي، ولايزال يتعرض لها الى اليوم، بل إنها بتحالفها الوثيق مع الوهابية أصبحت مصدر المخاطر على الدين الاسلامي.
في عام 1838م وقّع السلطان العثماني على معاهدة «بالتيمان» وبموجب هذه المعاهدة سمح للمستعمرين البريطانيين بحرية التصرف والانتشار في البلدان العربية التي كانت عبارة عن ولايات تابعة للخلافة الاسلامية في «الاستانة» كما سمح- بموجب هذه المعاهدة- للصهاينة التغلغل في البلاد العربية، ومنها فلسطين، تحت غطاء النشاط الاقتصادي.. وقال وزير خارجية بريطانيا «بلمرستون» للسلطان العثماني إن اليهود يمتلكون أموالاً طائلة، وعندما تسمح لهم بحرية النشاط التجاري في ولايات الخلافة سوف يفيدك ذلك، أقله من الضرائب التي سيدفعها التجار اليهود، مع العلم أنه في نفس العام الذي وقّع فيه السلطان العثماني على معاهدة «بالتيمان» عينت بريطانيا أول قنصل لها في مدينة القدس!
لقد نصت معاهدة «بالتيمان» على أن يسمح السلطان العثماني للبريطانيين بمزاولة النشاطات التجارية والصناعية في جميع البلدان أو الولايات العربية التابعة للخلافة العثمانية، وأن يحظى هؤلاء التجار بامتيازات جمركية وضريبية.. وقد كان الغرض من هذه الاتفاقية تمكين الجواسيس من التغلغل في البلاد العربية، وكذلك التغلغل الصهيوني تحت غطاء النشاطات التجارية والصناعية، الى جانب أن هذه الاتفاقية أو المعاهدة هدفت الى ضرب النشاطات التجارية والاقتصادية للعرب في أقاليمهم.. هذه مجرد وثيقة واحدة نسوقها هنا كشاهد على فساد الأساطير التي يسوقها الاسلاميون لتحسين صورة سلاطين آل عثمان، مع التذكير أن التمكين الصهيوني في فلسطين كان قد تحقق في عهد الخلافة العثمانية، وهذه الخلافة هي نفسها التي باعت «عربستان» لإيران، حيث كانت عربستان جزءاً من العراق التي كانت يومها ولاية عثمانية، فباعها السلطان العثماني مقابل أموال دفعها شاه إيران، وصارت عربستان جزءاً من إيران، وهي المنطقة المعروفة اليوم باسم «خرام شهر»!!
هذه بعض الشواهد التي تسقط أساطير الاسلاميين عن الخلافة الاسلامية التي كان على رأسها سلاطين آل عثمان.. وفي وقت لاحق سوف نقدم شواهد تكشف زيف الأساطير التي يحيط بها الاسلاميون- حكام آل سعود- وتظهر أن هذه المملكة كانت ولاتزال مصدر النكسات والمصائب التي مُني بها العالم العربي، ومصدر خطر على الإسلام ذاته.