الإثنين, 18-مايو-2015
استطلاع/ عبدالكريم محمد -
أكدت عدد من قيادات منظمات المجتمع المدني والناشطين والمثقفين أن الجمعيات الخيرية التي لم تحركها الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها بلادنا منذ بداية العدوان السعودي الغاشم وحتى اليوم قد اثبتت بعضها أنها جمعيات مؤجلة وموجهة ولا صلة لها بالأوضاع الإنسانية الحقيقية التي خلفها العدوان السعودي أو تلك التي تحدث وتكون نتيحة لهذا الوضع أو ذاك.
وقالوا في تصريحات لـ«الميثاق»: إن نشاط مثل هذه الجمعيات في شهر رمضان الكريم فقط يبدو أنه موجه لأغراض سياسية بحتة وشراء ولاءات معينة، بعيداً عن الهم والشعور الإنساني الذي يعانيه الناس سواء اليوم بفعل الحصار والعدوان ، أو غيره.
لافتين إلى أن نشاط مثل هذه الجمعيات يطرح العديد من التساؤلات المشروعة التي تبحث عن إجابات ، وهذه الإجابات - كما اشاروا - لا يمكن الحصول عليها إلا باجراءات معينة رسمية وشعبية وإعلامية وحقوقية.. فإلى الحصيلة :
آلاف الأسر تعاني والجمعيات في صمت مريب
قال الناشط باسم الرعدي - رئيس مؤسسة بيت الحرية: أحييكم على طرق باب هذه القضية المشفرة والمهمة بالفعل، لأنه من الملاحظ إن هناك العديد من الجمعيات لها طقوس وأجندة محاطة بكم هائل من الغموض والحيرة ، أمر منطقي جداً أن الجمعيات الخيرية التي لا تتحرك اليوم ولا تتفاعل مع الجوانب الإنسانية الصعبة والأزمات المتفاقمة التي يعانيها الشعب نتيجة للعدوان والحصار السعودي على اليمن وما افرزه من مآسٍ ومعاناة وانهيار في الخدمات الصحية وصعوبة في الحصول على المواد الغذائية الأساسية، اضافة إلى حالات النزوح التي تقدر بمئات الآلاف إذا لم يكن هناك نزوح بالملايين ، فعدم تعاطي الجمعيات الخيرية (الرمضانية) مع هذه الأوضاع يفرض علينا أن نطرح العديد من التساؤلات والبحث الجاد في التوجهات الحقيقية لها ولمموليها ورعاتها..
بل لابد من أن تتضافر كل الجهود لمعرفة هذه الأشياء الغامضة التي يبدو أنها مشفرة إلى حدٍ كبير .
نستغرب أن تكون اليوم هناك عشرات الآلاف من الأسر في الشوارع والساحات العامة والمدن والقرى والطرقات ولا تجد ما تأكله أو تفرشه على الأرض أو تغطي به أطفالها وتحميهم من أشعة الشمس الحارقة والرياح والاتربة والبعوض.. فيما الجمعيات الخيرية التي تمتلك المليارات والأرصدة بمختلف العملات والأصول تقف متفرجة وكأن هذه الحالات الإنسانية تحدث في كوكب آخر.. فهذا أمر يجب التنبه له ومعرفة أسبابه .
يجب تشكيل لجان للتحقيق في أنشطة مثل هذه الجمعيات
وتحدث النقابي والقيادي التربوي رياض مهدي الحاج قائلاً: أي جمعية خيرية لا تقوم بواجبها الوطني والإنساني والديني اليوم وتنقذ آلاف الأسر وتساعدها على الوقوف من جديد وتقدم لها الغذاء والدواء والفراش والمسكن والمياه- وأما اننا نسمع انها تقوم بنشر مزاعم صرف المليارات في شهر رمضان الكريم- أنا أرى ان تحال للتحقيق ، ولابد أن تشكل لجان من المنظمات الحقوقية والإنسانية والمدنية ومن الجانب الرسمي من وزارات حقوق الإنسان والعدل والتخطيط والإدارة المحلية للتحقيق في أنشطة هذه الجمعيات ولمن تعمل ورفع التقاريرالمحايدة للجهات الرسمية ونشرها بكل شفافية في وسائل الإعلام لاطلاع الجمهور اليمني والرأي العام على حقيقة أعمالها، فإن كان التقصير ناتجاً عن قصر في النظر وقلة وعي ، يتم تعديله من خلال فرق مختصة في تأهيل وتدريب قيادات وكوادر هذه الجمعيات وتغذيتها بالقيم الإنسانية والوطنية والأخلاقية التي تفتقر إليها وإن كان الأمر يتعلق في أن هذه الجمعيات تنطلق من أجندة وأبعاد سياسية وايديولوجية وتعمل بواسطة محركات وتمويلات خارجية معينة يجب توقيف انشطتها وتقديمها بالأدلة والحجج الدامغة للقضاء ليقول كلمته فيها.
نحن أمام مشاهد وأوضاع إنسانية تحطم القلوب والنفوس بسبب العدوان والحصار وفي مثل هذه الأوضاع يصبح حرياً ان يستنهض المجتمع كل قواه الخيرة للتخفيف من معاناة الأسر اليمنية المنكوبة، وتسخير كل الامكانات لأجل التخفيف من معاناتهم، أما أن يصمت الجميع وفي المقدمة الجمعيات الخيرية، ويأتي شهر رمضان المبارك وتجد أصحاب المليارات وفي مقدمتهم هذه الجمعيات يضخون الأموال الضخمة والتبرعات للاستعراض وشراء الولاءات فهذا أمر مرفوض ومعيب.
يعيش المواطنون في عدن وأبين ولحج نكبة والجمعيات تمارس دوراً سياسياً
قال الناشط والنقابي حسين أحمد ناصر الردفاني: إن من أهم المواضيع التي يجب أن تطرح وتثار في هذا الوقت هو مثل هذه القضايا، تعالوا شاهدوا في مديريات ردفان ولحج وتعز وغيرها ، ستجدون بالفعل عشرات الآلاف من الحالات الإنسانية التي من شأنها أن تجعل أصحاب الجمعيات الخيرية الذين يدوخوننا فقط في رمضان ،يصلون الليل بالنهار اليوم ويقدمون للأسر المنكوبة والمتضررة من الحرب الداخلية والعدوان والحصار الخارجي الذي خلف مجتمعاً منهكاً مدمراً محتاجاً لأبسط الخدمات الضرورية والمواد الأساسية ، ناهيك عن انقطاع صرف الراتب على موظفي عدن ولحج وأبين منذ أشهر ،ومعظم الناس طبعاً معتمدون عليه.. فهذا الوضع ضاعف من المآسي والحالات الإنسانية القائمة..
بكل صراحة أستطيع القول إن الجمعيات الخيرية التي لم تقم بواجبها وتأدية رسالتها اليوم تجاه الأوضاع الإنسانية الحقيقية وتتحرك فقط بالريموت كنترول في رمضان هي جمعيات سياسية ومؤدلجة وتزايد باسم الدين ولا علاقة لها بروح وقيم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، بل إن مضارها قد تفوق خيراتها وعلى المعنيين من المشتغلين في هذا الجانب على المستوى الرسمي والمجتمعي البحث المحايد والشفاف والصادق في أهداف هذه الجمعيات ولمن تعمل.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43062.htm