الإثنين, 18-مايو-2015
الميثاق نت: -
كل مدن ومناطق اليمن تعرضت خلال (50) يوماً للقصف الصاروخي من قبل طائرات التحالف، وفرضت حصاراً بحرياً وبرياً وجوياً، وحصاراً على وصول الغذاء والمشتقات النفطية والأدوية وتعرض الشعب إلى إخضاع لحاجة الغذاء والدواء والأمن .
وضربت البنى التحتية بشكل كامل، حتى قاطرات نقل المواد الغذائية وناقلات للمشتقات النفطية تعرضت للقصف، وكذلك المصانع ومحطات بترول وغاز ومساجد ومحاكم ومدارس تعليمية وحرمان ما يقارب مليون طفل من التعليم.. واستهداف عمارات ومبانٍ آهلة بالسكان في المدن والارياف في تعدٍّ واضح على حياة الإنسان وأمنه. وهناك نماذج من الدمار الذي حدث جراء القصف الهمجي الذي طال العديد من المناطق ومنها منطقة المشنق - مديرية شداء التابعة لمحافظة صعدة..التي تعرضت للقصف فجرالسبت28مارس2015م نفذتها طائرات التحالف، ما أدى إلى استشهاد 8 أفراد من أسرة واحدة. وهذه نماذج لبعض المجازر التي ارتكبتها قوات التحالف بحق المدنيين والتي تعد جرائم ابادة وجرائم حرب وجرائم بحق الانسانية. .الناجون من قصف طائرات العدوان يروون تفاصيل المأساة المؤلمة ومشاهد الخراب والدمار.. فإلى التفاصيل:
يحيى البعيثي
*لم يكن يدرك أن حصيلة جهده وتعبه طيلة 3عقود من الزمن سيتحول في 3 ثوانٍ الى رماد ..
محسن علي يحيى العزي (50 عاماً) يروي تفاصيل الفاجعة التي حدثت له وسكان منطقة المشنق فجر السبت28 مارس2015م، ففي الساعة الواحدة والنصف فجراً حدث انفجار عنيف هز المنطقة- حسب وصفه- وهذا الانفجار كان ناتجاً عن صاروخ أطلقته طائرات التحالف على منزل بيت الجرادي في سوق المشنق ما أدى إلى مقتل 8 من أفراد أسرة واحدة.
وتابع محسن: لقد كنت وعشرة اشخاص نقطن في الدور الثاني للعمارة القريبة من مكان الانفجار واصبنا بحالة هلع ورعب لشدة ذلك الانفجار فخرجنا بملابس نومنا حفاة الاقدام مسرعين في اتجاه المسجد الذي يبعد بحوالي 100متر، وبعد نحو دقيقتين ضرب صاروخ العمارة التي كنا نسكن فيها ودمرها بشكل كامل..بما في ذلك الدور الاول الذي كان عبارة عن مركز طبي ومختبر وصيدلية وشركة الصرافة والبقالة واحترقت الوثائق والاجهزة والمعدات الطبية والعلاجية والاوراق النقدية وكل شيء في المبنى الذي تحول الى رماد في لحظات.
ويسترسل قائلاً: لقد اخترقت أحدى الشظايا الجدار الخارجي للمسجد وأحدثت فيه أضراراً كبيرة وتناثرت الاحجار والاتربة على رؤسنا فغادرنا المسجد الى مزرعة قريبة من المكان وظللنا هناك ساعات عشناها في حالة من رعب وذهول وصرنا ننتظر الموت، فاقدين الأمل بالنجاة..بينما كان أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات مستمرة حتى ساعات الفجر.
قذائف تتساقط في كل اتجاه
ويضيف : كانت الطائرات تحلق بكثافة وفي علو منخفض، واستمرار القصف المدفعي لما يزيد عن 8ساعات، حينئذ كنا نتوقع الموت في أي لحظة، وفي الساعة الــ7صباحاً غادرنا منطقة المشنق مشياً على الاقدام في اتجاه مثلث الضيعة الذي يبعد بحوالي 20كم، واستمر القصف وكانت القذائف تتساقط في كل اتجاه وتسببت الشظايا بإصابة الاخ/ مصطفى التعزي حيث بترت إحدى أصابع قدمه الايمن.. ووصلنا مثلث الضيعة حوالي الساعةالــ11 ظهراً، وأقلتنا سيارة الى منطقة الملاحيظ التي تبعد بحوالي 20كم، ثم أقلتنا سيارة أخرى الى منطقة المزرق بمحافظة حجة وتبعد بحوالي30كم، وحين وصلنا الى مستوصف الدكتور/ محمد ناصر الوصابي وجدنا الدكتور/ الوصابي والدكتور/ جمال الوصابي والعاملين في المستوصف الطبي فاهتموا بنا وأعطونا ملابس وأحذية وغذاء وماء، وظللنا هناك لساعات .
وتوقف برهة ثم قال: "لا أستطيع أن أنسى ذلك المشهد فقد كانت عشرات الجثث متناثرة في كثير من المناطق التي تقع على امتداد الطريق من المشنق وحتى منطقة المزرق والتي كانت نتيجة القصف العنيف والمتواصل من قبل طائرات العدوان على مختلف المناطق والمديريات.
ويكمل: أن خسائره تعدت 180 مليون ريال.
فاجعة مؤلمة
*من جانبه قال الدكتور/ منصور على الابارة - وهو طبيب يعمل في المستوصف: إنه لم يكن يتخيل ان منشآت صحية وتجارية وعمارات سكنية ستكون ضمن اهداف القصف الجوي لطائرات التحالف وأن ما حدث كان فاجعة مؤلمة.ويضيف الابارة : لقد تحولت تلك المنشآت وكل التجهيزات والاموال والوثائق في لحظات الى رماد نتيجة الصاروخ المدمر الذي اطلقته احدى طائرات العدوان في يوم السبت 28مارس2015م.
وأكد أن خسائر محسن العزي جراء هذا القصف الصاروخي تجاوزت الــ 180مليون ريال. وأن الله سبحانه وتعالى سيعوضه لأنه مؤمن ومخلص لله وللناس طيلة الــ 30سنة .
كنا نتوقع الموت
*بينما يؤكد الأح/ ماجد مفضل احمد - كان يعمل في البقالة التابعة للعزي: أنهم تعرضوا للقصف بعد خروجهم من العمارة التي كانوا يسكنونها وبحوالي دقيقتين فقط لتلاحقهم إحدى الشظايا الى المسجد وتصيب أحدهم بجروح خفيفة.
ويواصل ماجد: لقد نجونا من الموت بأعجوبة لأن القصف لم يتوقف طوال الليل وحتى فترة الظهيرة، لم نشعر بأننا مازلنا على قيد الحياة إلا حين وصلنا الى منطقة المزرق.وهناك وجدنا ماء وغذاء وملابس وأحذية، فقد كنا بالفعل في وضع مأساوي وحالة من اليأس والحزن الشديد. وزاد: أن القصف دمر كل شيء وبشكل كامل (مركز ومختبر وصيدلية وشركة صرافة وبقالة تابعة لمحسن العزي) وهي خسائر تتجاوز مئات الملايين.
إزهاق الأرواح
*وقال الأخ/جبران علي مجلي- عضو المجلس المحلي بمنطقة المشنق :لقد اصبنا بحالة حزن شديد حين شاهدنا حجم المآسي والقتل والتدمير الذي اصاب ابناء وطني وفي كل مكان.. ومنطقة المشنق تعرضت للقصف نتجت عنه ازهاق الارواح البريئة وتدمير كامل للممتلكات الخاصة ومنها اسرة الجرادي والأخ /محسن العزي الذي خسر شركة الصرافة والمركز الطبي والصيدلية والبقالة والمختبر وهي خسائر كبيرة وفادحة تسببت بها الغارات الجوية في يوم السبت28مارس2015م
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:09 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-43063.htm